الطفلة سجى الحداد بين أنقاض منزلها المدمر

أثراً بعد عين هذا هو حال منازل المواطنين في قطاع غزة وخاصة منطقة عزبة عبد ربه أو ما كانت بالأمس القريب تعرف بهذا الاسم .... فلا تجد من حولك سوى الحجارة والبيوت المدمرة عن اليمين وعن الشمال وكأن الصورة قلبت رأساً على عقب ...
ظننت للمرة الأولى ومع طول الطريق أن الحافلة التي تقلنا لا تتحرك فالصورة والمعاناة هنا وهناك واحده .
الطفلة سجى الحداد المصابة بمتلازمة داون وإحدى طالبات جمعية الحق في الحياة فقدت منزلها ومصدر رزق والدها حيث وجدناها هناك تتأمل بيتها المدمر وألعابها التي دفنت تحت جبروت وجنازير الدبابات ضاربه بعرض الحائط كل الأعراف والمواثيق الدولية بل تضرب بعرض الحائط كل المعاني الإنسانية والاخلاقيه وببراءة طفولتها تتساءل عن سبب ما حدث لمنزلهم فتقول وبكلمات بسيطة ... لماذا تدمر البيوت وافقد بيتنا والعابى .. لماذا نعيش خارج منزلنا .. ولماذا قصفوه هذه هي الأسئلة التي تطلقها سجى كلما تأملت بيتها الذي كان بالأمس القريب يصدح باللعب والضحكات.
فهنا كانت غرفتي وهناك ارجوحتى وهناك ذكريات مضت .
في حين بدا والد الطفلة سجى الحاج مسلم الحداد " أبو عمر " شامخا ناصبا عينيه إلى منزله المدمر مطلقا العنان لناظريه..صوب منزله المدمر هناك .
كما التقينا والدة الطفلة سجى الحداد والتي حدثتنا خلالها عن ليله الخروج من المنزل فتقول " ما يقارب 13 فرداً كنا نسكن في هذا المنزل الواقع علي خطوط التماس في منطقه عزبة عبد ربه وكثيرا ما كانت تحدث اجتياحات وغيرها ....فلم نكن يوما نفكر بالرحيل عن بيتنا حتى وان دفنا تحت أنقاضه ولكن الحالة التي أصابت الصغار وخاصة ابنتي الصغيرة سجى دفعتنا إلى الخروج من المنزل حيث كانت بمجرد أن تسمع دوى الانفجارات والغارات ينتابها الشعور بالفزع وحالة من التشنج تغيير ملامح وجهها الصغير الأمر الذي دفعنا للرحيل شفقه علي حال الصغار فانتقلنا من بيتنا في منطقة عزبة عبد ربه إلى منطقة لم تكن أكثر أمناً عن عزبة عبد ربه ألا وهى حي الشعف بغزة حيث كان مسكننا فيما مضى ولم تكن منطقه الشعف أكثر أمناً بل القطاع بأكمله لا تجد مكان آمناً .
وتضيف " خرجنا من المنزل وكنا متأكدين بأننا سنعود له وان مجرد رحيلنا منه ظرف طارئ سيزول فلم نكن نتوقع انه سينال ما نالته المنازل المجاورة لتصف لنا منزلها فتقول " كان منزلنا مكون من أربع طوابق هدمت ولم يعد منها غير حجارة متناثرة يمين وشمال دفنت بينها ذكريات الماضي القريب حيث كانت الأراضي الخضراء الواسعة ما يقارب 15 دونما جرفت وجرف معها مصدر رزقنا مصنع السيراميك والحمد لله .
لتضيف وبقلب ينبض بالإيمان " همجيه الاحتلال لن تثنينا عن مواصلة مسيرتنا فإما نكون أو لا نكون سنمضى لنكمل ما بدأناه ونعمر ما دمرته طواغيت العصر سنبقى صامدين مرابطين على أرضنا قابضين علي حقنا في مواجهة المحتلين حتى وان قتلنا جميعا .
وتستكمل حديثها فتقول " لقد قررت أنا ووالد سجى بان نبنى غرفتين من الصفيح علي أنقاض منزلنا المدمر هناك .
هكذا هو حال الرجل والمرأة والطفل الفلسطيني أبطال في عالم أصبحت فيه البطولة عمله نادرة .

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">