نادي الصحافي الصغير يتحدى الحصار بعقد دورة تدريبية في مجال إنتاج الأفلام بإشراف مؤسسة دولية

لم يقف الحصار حائلا أمام طموحات شبان صحفيين تملكتهم إرادة كبيرة لتطوير مهاراتهم الفنية و الإعلامية حتى كان لهم ما أرادوا بعدما تمكن نادي الصحفي الصغير من عقد دورة تدريبية في مجال صناعة الأفلام الصامتة بالتعاون مع مجموعة من صانعي الأفلام العالمية في دولة النرويج عبر نظام الفيديو كونفرنس.

ولأن الفلسطينيين آمنوا بأن "الأزمات تخلق الإبداعات" فقد نجح المشاركون في الدورة التدريبية في إنتاج

ثلاث أفلام وثائقية صامتة تعبر عن بعض صور المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل الحصار.

و جرى عرض الأفلام و هي "حلم ضائع " و "بين مقبضي كماشة" و "فقر و عمالة الأطفال" في مدينة "ترومسو" النرويجية أمام العديد من صانعي الأفلام والإعلاميين النرويجيين.

مؤسس نادي الصحفي الصغير غسان رضوان اعتبر أن عقد الورشة في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون بسبب استمرار الحصار يعد إنجازا هاما و تحديا لسياسات الاحتلال العدوانية مؤكدا أنهم سيكرروا التجربة بعد أن أثبتت نجاحها و حتى لا يتسبب الحصار في كسر إرادة المتدربين.

وقال رضوان:"إن المسافات لم تقف هذه المرة حائلا أمام رغبة المتدربين الذين حرموا في البداية من حضور المدربين النرويجيين إلى غزة"بعد أن رفضت سلطات الاحتلال منحهم تصاريح للدخول.

وأوضح أن النقاش و المشاركة و التفاعلية التي شهدتها الدورة بين غزة و النرويج كانت "غير متوقعة وأضفت طابع الحيوية على الدورة رغم أنها مكثفة و امتدت لثمان ساعات يوميا" مشيدا بإصرار المدربين النرويجيين على عقد الدورة رغم منعهم عدة مرات من الوصول إلى غزة.

مشروع مدينة إلى مدينة

الدورة التدريبية تأتي في إطار مشروع مدينة إلى مدينة "غزة- ترومسو" الذي ينفذه مجموعة من صانعي الأفلام النرويجيين وقد شارك فيها 20 طالبا وطالبة من فئة الشباب وتركزت موضوعاتها على المونتاج الفني وصناعة الأفلام الصامتة التي تدمج ما بين الأعمال الدرامية و الوثائقية والتصوير الاحترافي.

وكانت الدورة التي استمرت لمدة أسبوع بواقع حوالي (60 ) ساعة تدريبية بدأت بسلسلة محاضرات أعقبها مناقشة بعض الأفكار وعناوين الأفلام مع صانعي الأفلام ثم مرحلة كتابة سيناريوهات الأفلام وإنتاجها بعد تقسيم المتدربين إلى ثلاث مجموعات.

من جهتهما أعربت المدربتان و صانعتا الأفلام النرويجية "انكيين" و "انجيبورغ" عن تقديرهما الشديد للأفلام التي أنتجها المتدربون خلال الدورة مؤكدتين عزمهما على تقديم كل ما يستطيعون للارتقاء بالجانب الفني بشكل أكبر للمتدربين الفلسطينيين.

كما أشاد مدير المهرجان السينمائي للشباب في النرويج "هيرمان" بالجهود التي بذلها أعضاء النادي والمتدربون أسفرت عن نجاحهم في إنتاج أفلام خلال وقت قصير متحدين عقبات المكان والحواجز الإسرائيلية التي حالت دون وصول فريق المدربين النرويجيين إلى غزة.

خلية نحل "صامتة"..!

المتدربون عاشوا أيام و ساعات عمل مكثفة جدا لكنهم وصفوها "بالساعات الأكثر متعة في حياتهم" بدليل تمكنهم من إنتاج ثلاث أفلام خلال وقت قصير جدا مقارنة بخبرتهم البسيطة في هذا الإطار.

المتدرب مصطفى حبوش قال عن التجربة التي عاشها في الدورة: "تولت كل مجموعة من المتدربين كتابة سيناريو كل فيلم وبعدها تم البدء بالتصوير مرورا بمرحلة المونتاج التي كانت الأصعب حيث وصلنا الليل بالنهار للانتهاء من صناعة الأفلام قبل موعد إنتاجها".

وأوضح حبوش أن عقبات هائلة واجهت فريق العمل ومنها صعوبة التصوير في بعض الأماكن خاصة في الشوارع الضيقة من المخيمات والمناطق الخطرة على ميناء غزة.

وأشار إلى تعرض أحد المتدربين لخطر الغرق في مياه البحر أثناء تمثيله في أحد الأفلام الثلاثة إلى جانب تعرض الفريق للإرهاق الشديد بسبب ضغط العمل لإنجاز المهمة المطلوبة خلال الوقت المحدد لإتمامها.

أما المتدربة أمل عابدين فقالت "رغم ضغط العمل الشديد الذي تعرضنا له إلا أننا استطعنا أن ننجز العمل بصورة جيدة واستطعنا أن نصقل مواهبنا الفنية بعد الدورة التدريبية المرهقة والممتعة".

وشكرت عابدين نادي الصحفي الصغير لجهده الدءوب في توفير كافة الإمكانيات اللازمة لإتمام العمل بأسرع وقت رغم الإمكانيات المتواضعة الذي يمتلكها.

تجربة رائدة و ناجحة ينتظر متدربون جدد تكرارها و عقد دورات أخرى مماثلة بإشراف المؤسسة النرويجية ليثبت الفلسطينيون أن التكنولوجيا الحديثة يمكن أيضا أن تسهم في كسر الحصار ، فكيف بإرادة الإنسان؟!

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">