البحر الميت- رعى جلالة الملك عبدالله الثاني، أمس بحضور جلالة الملكة رانيا العبدالله، إطلاق صندوق ائتماني مخصص لتعليم الأيتام في قطاع غزة بقيمة 10 ملايين دولار، تبرعت بها مجموعة "أبراج كبيتال" التي تتخذ من دبي مقرا لها. وجاء إطلاق الصندوق ضمن فعاليات اليوم الأول للمنتدى الاقتصادي العالمي المنعقدة أعماله في منطقة البحر الميت. وأكد جلالته خلال حفل توقيع مذكرة التفاهم بين "أبراج كبيتال"، المتخصصة بالاستثمار في قطاع الملكية الخاصة والتي تعد من كبرى شركات الاستثمار في قطاع الملكيات الخاصة في المنطقة، ومؤسسة التعاون الفلسطيني أهمية الصندوق الذي يستهدف تعليم نحو 1200 طفل وشاب فلسطيني فقدوا ذويهم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
وعبر جلالته عن تقديره لهذه المبادرة، الهادفة إلى تحسين مستوى معيشة الأشقاء في غزة وبالأخص فئة الأطفال.
وقال جلالته، خلال حفل التوقيع الذي حضره رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي والمؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب: "إننا في الأردن نساند، ونقف إلى جانب مثل هذا الجهود المتميزة التي نأمل أن تشمل فئات أوسع من الأشقاء في غزة والذين يعانون ظروفا معيشية صعبة".
وتتولى "مؤسسة التعاون" الفلسطينية وهي مؤسسة تعمل في مجال التنمية المستدامة في المجتمع الفلسطيني إدارة مدفوعات الصندوق خلال مدته البالغة 22 عاما لتشمل 1257 طفلا وشابا فلسطينيا من سن الرضاعة وحتى 22 عاما والذين فقدوا أحد الوالدين أو المعيل الأول خلال العدوان الإسرائيلي الذي دام 23 يوما والذين يعيش معظمهم مع أسر أقاربهم ويقبع 120 منهم في دور الأيتام في قطاع عزة.
واعتبر الرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، كلاوس شواب، أن هذه المبادرة التي تأتي من "أبراج كبيتال" - الشريك الاستراتيجي للمنتدى، تبرز أهمية الدور الذي تقوم به الشركة في مجال المواطنة العالمية.
وأكد أن مثل هذه الشراكات بين القطاعين العام والخاص تشكل دافعا أساسيا للتنمية والتصدي للتحديات الرئيسة في المجتمع.
من جهته، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة "أبراج كبيتال"، عارف نقفي، أن الشركة ملتزمة بمفهوم (القيادة المستدامة) وإحداث التغيير الإيجابي في المجتمعات التي تعمل فيها وتوفير المزيد من الرعاية الاجتماعية طويلة الأمد.
وأضاف أنه وبعد الأحداث المأساوية التي وقعت في غزة، نقوم الآن بتركيز جميع مواردنا الخيرية الخاصة بهذا العام لدعم احتياجات الأطفال في القطاع الذين أصبح مستقبلهم في خطر.
وعبر رئيس مجلس إدارة "مؤسسة التعاون" الفلسطينية، نبيل القدومي، عن تقدير المؤسسة للدعم الذي قدمته مجموعة "أبراج كبيتال" تجاه أطفال غزة من جهة، واختيارها للمؤسسة لتتولى إدارة مدفوعات الصندوق.
وقال "إن هذه المبالغ ستساهم في مساعدة الأطفال على التعلم وتهيئة أنفسهم من أجل حياة أفضل".
وبحسب تقديرات المؤسسة، فإن الجهود الرامية إلى تعليم وإسكان الأيتام وتوفير فوائد أخرى لهم تقدر بحوالي 14 مليون دولار على مدى 14 عاما، وسيتم إعداد تقييم لاحتياجات الأطفال والشباب التعليمية بما في ذلك التدريب المهني فضلا عن غيرها من الاحتياجات التي يمكن للصندوق القيام بها.
يشار إلى أن "أبراج كبيتال" تعد أكبر مجموعة متخصصة في استثمارات الملكية الخاصة خارج أوروبا وأميركا الشمالية وتستثمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، وجمعت منذ إنشائها عام 2002 سبعة بلايين دولار ووزعت أرباحا تقدر بثلاثة بلايين دولار على المستثمرين وساهمت في العديد من البرامج التنموية مع المجتمعات المحلية.
أما مؤسسة التعاون الفلسطينية فقد تأسست كشركة خاصة عام 1983 لدعم المجتمع الفلسطيني في مجال التنمية المستدامة وتكرس عملها لتقديم مساهمة متميزة لتعزيز تقدم الشعب الفلسطيني والحفاظ على تراثه وهويته ودعم ثقافته في العيش وبناء المجتمع المدني.
نشر في جريدة الغد الاردنية بتاريخ 16/5/2009 :http://www.alghad.jo/?news=418694