رسالة الجمعية بمناسبة اليوم العالمي لمتلازمة داون 21 مارس 2010

 

يحتفل العالم في الحادي والعشرين من كل عام باليوم العالمي لمتلازمة داون, حيث تعقد الندوات والمؤتمرات والورش والاحتفالات بهذه المناسبة, وتتباهى الدول والمؤسسات بإنجازاتها في مجال تأهيل ذوي متلازمة داون والدفاع عن حقوقهم, وكجزء من هذه المنظومة الدولية والعالمية, نحتفل نحن في جمعية الحق في الحياة في فلسطين باليوم العالمي لمتلازمة داون. وكيف لا نحتفل ولدينا هنا في فلسطين ما نفتخر به من انجازات تتعلق بتحقيق العدالة الاجتماعية لهذه الفئة من فئات المجتمع ومكوناته.

لقد بدأت جمعية الحق في الحياة طريقها مع ذوي متلازمة داون منذ العام 1992 وجعلت من الحادي والعشرين من مارس يوم انطلاقتها وتأسيسها لتمضي بخطى ثابتة وبفلسفة واعية نحو تحقيق ما تم تحديده من أهداف سامية في سبيل الوصول إلى استقلالية ذوي متلازمة داون واعتمادهم على أنفسهم كجزء لا يتجزأ من المجتمع. ولقد عبرت الجمعية عبر محطات ومحطات وواجهت العديد من الصعاب والعقبات ولكنها وبفضل الله تعالى وبجهد الخيرين من أبناء شعبنا وأمتنا والدول الصديقة والهيئات الخيرية والإنسانية كان باستطاعتنا تجاوز تلك الصعاب والعقبات, حتى ظهر المشهد كما يراه الجميع اليوم, تكاملاً وشموليةً في الخدمات المقدمة من حيث الخدمات الطبية والنفسية والاجتماعية والأكاديمية, كذلك الدمج المجتمعي والتشغيل وتوفير فرص العمل لذوي متلازمة داون.

إن احتفالنا اليوم بهذه المناسبة هو دعوة هامة لأسر ذوي متلازمة داون على ضرورة الاستمرار في التعاون مع الجمعية لأجل أبناءهم وأطفالهم كونهم الحلقة الأهم في عملية التأهيل والرعاية. كذلك هو دعوة للمجتمع المحلي لبذل المزيد من الجهد وتقديم ما أمكن من المساعدة لأجل هذه الشريحة من المجتمع, كما أن احتفالنا هذا دعوة للحكومة الفلسطينية بكل هيئاتها ومؤسساتها لتقديم الدعم والمساندة وفتح أفاق العمل لذوي متلازمة داون. كذلك فإننا نهيب بالمؤسسات العربية والإقليمية والدولية وبالشخصيات الاعتبارية الهامة ورموز العمل الخيري في العالم للوقوف إلى جانب جمعية الحق في الحياة لتتمكن من مواصلة طريقها الإنساني وتحقيق مهمتها الحضارية.

إننا إذ ننتهز اليوم فرصة وجود الأمين العام للأمم المتحدة زائراً لقطاعنا الحبيب ولغزة الصامدة, بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الحصار الظالم على غزة وما يزيد عن ستين عاماً من نكبة فلسطين نوجه له نداءً عاجلاً ومطلباً عادلاً بصفته الرسمية بضرورة رفع الحصار الظالم عن قطاع غزة ولزوم وقف الاعتداء البربرية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني المتطلع للحرية والاستقلال كباقي شعوب العالم وإنهاء الاحتلال البغيض لأرضنا الحبيبة.

وفي الختام لا يسعنا وبهذه المناسبة إلا أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير والعرفان لكل الخيرين الذين وقفوا إلى جانبنا في جمعية الحق في الحياة وقدموا لنا يد العون والمؤازرة والمساندة وساهموا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في تحقيق رسالة الجمعية والوصول إلى غايتها. كما وندعوهم إلى مزيد من الدعم والمساندة, سائلين الله تبارك وتعالى أن يجزيهم عنا خير الجزاء.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...,