غضب على قيم الأسرة والمدرسة خلال حوارات مجتمعية في جنين

نظمت مؤسسة تعاون لحل الصرع – رام الله والهيئة الإستشارية الفلسطينية لتطوير المؤسسات غير الحكومية في محافظة جنين PCS ، خمس ورش عمل حول الحوار ضمن مشروع الحوار المجتمعي بدعم من مركز أولف بالما الدولي- السويد، والذي يشمل عشرات اللقاءات المجتمعية المقرر تنفيذها في الضفة الغربية وقطاع غزة بمشاركة العديد من ممثلي المؤسسات والقطاعات النسوية والشبابية وممثلي المجتمع المحلي.

ودارت خلال اللقاءات نقاشات مثمرة حول محاور متعددة منها: آليات تعزيز الحوار المجتمعي، ولغة التخاطب بين الرجل والمرأة في الأسرة والمدرسة والعمل، وبنية التربية والتعليم وعلاقتها بنشر ثقافة الحوار، وشملت اللقاءات مدينة جنين وعانين وجلبون وتخللها لقاءات مع شباب ومعلمي مدارس وناشطات نسويات وقادة مجتمع مدني.

وتناول رئيس جمعية جلبون الخيرية علي الخطيب في لقاء جلبون كيفية نشأة العنف كأداة لحل النزاعات في العقول من خلال ممارسات التربية الخاطئة التي تقوم بها الأسرة والمدرسة والمجتمع والتي تولد العنف بدون قصد.

وطالب الخطيب بإخضاع كل شيء للنقد والنقاش وقياس مدى ملاءمته لبناء مجتمع قائم على أسس الحوار طالما أننا نؤمن جميعا بأن هناك مشكلة بنيوية لدينا في هذا الجانب.

وقدم عضو الهيئة الإستشارية أحمد أبو الهيجاء خلال اللقاءات الخمس تحليلا بنيويا لكيفية بناء الشخصية المتسلطة المجبولة على عدم احترام الآخر واستخدام بدائل العنف بدل الحوار في المجتمع في تركيبة الأسرة والمؤسسة والمدرسة في فلسطين.

واعتبر أبو الهيجاء أن العملية التعليمية في فلسطين وهي جزء من منظومة التربية والتعليم في العالم الثالث لا تساهم في تحقيق تنمية كما أنها لا تسهم في تغيير منظومة القيم في المجتمع، وهذه إشكالية يجب تدارسها بعناية وطرح الحوارات حولها بشكل واسع النطاق.

وأكد رئيس نادي عانين الرياضي أحمد ياسين في لقاء عانين على أن الحوار أساس العلاقات بين الدول والأفراد وأن بديله العنف بمختلف أشكاله، محذرا من أن البوصلة تشير إلى تغليب العنف في حل الصراعات الداخلية بين الأفراد والجماعات وذلك من علامات انهيار المجتمعات.

واستذكر ياسين جملة من العوامل التي تجعل الشباب يلجئون للعنف كطريقة أولى لحل النزاعات ومنها: غياب النموذج الإيجابي في الأسرة والمدرسة والمجتمع ، فثقافة المجتمع تكرس أن الإنسان القوي هو الذي يأخذ حقه بيده، وتساق عشرات الأمثال الشعبية التي تؤسس لهذا الخلل المفاهيمي.

وأكد منسق المركز الفلسطيني لقضايا السلام في الشمال حسين صوالحة أن أي عملية تنمية لن ترى النور طالما بقيت آلية الحوار والتواصل بين الرجل والمرأة بهذا الشكل في المجتمع الفلسطيني، وأن حالة القمع المتعدد الأشكال لن تستنسخ إلا نماذج أخرى من القمع والتسلط.

بدورها استعرضت ربا أبو لبدة من الهيئة الإستشارية خلال لقاء جنين واقع العنف ضد المرأة في المجتمع الفلسطيني والذي يعد لغة التخاطب مع المرأة في ظل غياب الحوار؛ فالضرب لا يخرج إلا منحرفين.

وأشارت إلى أن الدراسات في هذا المجال تؤكد أن 72 % من النساء الفلسطينيات معنفات ، وهذا مؤشر خطير يطرح تساؤلا عريضا حول الأثر الذي أحدثته مشاريع المرأة في فلسطين طيلة العقود الماضية لتكون المحصلة على هذا النحو.

واستعرض مروان محاجنة خلال اللقاء الشبابي واقع الشباب من عملية الحوار داخل المجتمع، مشيرا إلى أن الشباب يشعر بأنه لم خارج دائرة الحوارات حول القضايا الكبرى وما زالت نظرة الوصاية مسيطرة داخل المؤسسات بحكم الواقع الأبوي للمجتمع الفلسطيني.

وأشار محاجنة إلى أن الشباب الفلسطيني يشعر بحالة من العزلة واليأس وعدم التفهم لاحتياجاته مما يجعله يعتبر العنف أسهل الطرق لتحقيق الغايات.

Governorate

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">