عقد مشروع دعم وتأهيل المرأة بغزة التابع لبرنامج غزة للصحة النفسية بمناسبة الثامن من آذار يوم المرأة العالمي ورشة عمل بعنوان صرخة نسوية لإنهاء الانقسام وكسر الحصار" بحضور كبير من النساء وممثلي المؤسسات النسوية والشخصيات والمهتمين، وذلك في قاعة فندق الكوميدور بغزة.
وكانت الورشة التي عقدت أمس الأحد، 14 آذار 2010، بدأت بكلمة نعيمة الرواغ مديرة مشروع دعم المرأة وتأهيل المرأة التابع لبرنامج غزة للصحة النفسية التى عرفت فيها المشروع من حيث أهدافه ومايقدمه للمجتمع الفلسطينى بشكل عام والأسرة بشكل خاص وخاصة المرأة وذلك فى اطار حماية وتقوية النساء ضد العنف والعنف الاسرى .
وتحدثت الرواغ عن الخدمات التى يقدمها المشروع فى التدريب المهنى والتوعية المجتمعية وتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية والقانونية , وكذلك العمل على تحسين وعى المجتمع وتحسين قدراته , والتدخل فى المدارس من خلال التدريب والتدخل النفسى , مستعرضة انجازات المشروع خلال فتره عمله السابقه , سيما خلال عام 2009 .
ومن جهتها قدمت المدير التنفيذى لاتحاد لجان المرأة تغريد جمعه ورقة عمل بعنوان ( الانقسام والحصار واثاره على المرأة من وجهه نظر نسوية ) أوضحت فيها أن الحصار أدى الى اغلاق نحو 95 % من المنشات وساهمت فى رفع معدلات البطاله الى نسبة 75% ومعدلات الفقر الى 85 % مشيرة الى ان نحو 90% من المواطنين فى غزة يعتمدون على المساعدات الانسانية .
وأوضحت جمعه أن الحصار أثر على المرأة الفلسطينية من حيث الوضع النفسي فهى فقدت أمانها النفسي والاجتماعى والغذائى , كما أثر الحصار والانقسام على المرأة فحسب بل طال على ماهو فلسطينى ولكن كون النساء فى اى مجتمع هى الحلقة الاضعف دائما والأشد تأثيرا فى جميع الأحداث التى يتعرض لها المجتمع سواء كانت أحداث داخلية أو خارجية , مبينة أ، نتيجة للوضع القائم أصبحت المرأة تقوم بأدوار اضافية لم تكن تقوم بها من قبل فى ظل الحصار فاضطرت الى القيام بأى عمل بسبب تحملها مسؤلية الاسرة وعجز الرجل عن تقديم الاحتياجات الاساسية للأسرة .
وبدوره قال ممثل وزاره الصحه في غزة مدحت عباس فى ورقه عمل بعنوان ( أثر الانقسام والحصار على الوضع الصحى ) انه يوجد اربعه مشاريع لتوسيع وبناء مستشفيات جديدة تتضمن اقسام الجراحة والعناية المركزة بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 6,15 مليون دولار موضحا أن هذه المشاريع علقت بسبب الحصار الاسرائيلى على القطاع , كما أن هناك مشاكل كثيرة نتجت عن الحصار والانقسام تمثلت فى عدم وجود وقطع غيار لبعض الأجهزة الطبيه وتعطل بعض مولدات الاوكسجين وبعض مكيفات الهواء فى المستشفيات بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء , كما قلصت جلسات غسيل الكلى للمرضى المصابين بالفشل الكلوى وتطرق عباس الى أثر الانقسام على الوضع الصحى قائلا : أن عدد المستنكفين عن العمل نتيجة الانقسام بلغ 1972 موظفا وأن المرضى نتيجة لذلك تتركوا فى المستشفيات دون علاج , وبالتالى تم الاعتماد على العديد من المتطوعين كما تم ازدواجية فى ادارة أمور الموظفين والتسيب بمشاكل ادارية بسبب الازدواجيه فى وضع الاجازات وحرمان ابناء غزة من التمثيل الرسمى لللعديد من المؤتمرات .
وفى الجلسة الثانية تحدث الباحث التنموى تيسير محيسن عن الانقسام والحصار وتأثيره على الوضع الاقتصادى قائلا ان تأثير الأول للانقسام حال دون قدرة الفلسطينى على تحدى المخاطر الممحدقة به , وهذا ينطبق على المسألة الاقتصادية حيث أصبح من غير المعروف أن الاقتصاد الفلسطينى يحتاج فى غزة ان كان اقتصادا مقاوما او اقتصاد انفاق أو اقتصاد طبيعى فى ظل هدر الموارد وعدم وجود ثروات طبيعيه باستثناء رأس المال البشرى
وأكد محيسن أن من تضرر من هذا الانقسام والحصار هو الانسان الفلسطينى الذى استنفذت قدرته على الصمود مشيرا الى انه لعدم وجود قانون اقتصادى يحكم السلوك العام الفلسكينى فى غزة نزلنا الى اقتصاد ما تحت الارض الا وهو اقتصاد الانفاق الذى اردناه ان يكون اقتصادا مقاوما فتحول الى اقتصاد اسود ابرز اثرياء للحرب مازاد من حدة الفقر والتهميش الاجتماعى وانهى حديثه بالقول ( يبدو أن حكومه غزة المقاله رفعت شعارا يقول بلديه لكل مواطن أى أنه فى ظل هذا الوضع الغير مستقر مطلوب من كل مواطن أن يحفر بئر للمياه للتغلب على أزمة المياه , وأن يشترى مولدا كهربائيا للتغلب عاى انقطاع التيار الكهربائى المتكرر , كما تطرق الى اقتصاد الكابونه التى أصبحت شكل من أشكال العلاقة بين الناس وأطر ما فيها أنها لا تعزز القيم الانسانية .
ومن جانبها استعرضت الاخصائية الاجتماعية فى مشروع المرأة جواهر بركات ورقة عمل بعنوان ( الانقسام والحصار وتأثيره على الاوضاع النفسية والاجتماعية للمرأة) ذاكره فيها أن المرأة الفلسطينية ضربت نموذجا رائعا للصمود والتحدى فى مواجهه التحديات والصعوبات التى يواجهها الشعب الفلسطينى وخاصة تداعيات الحصار وتأثيراته على الوضع الاقتصادى والاجتماعى والصحى والبدنى والتعليمى , حيث فقام الحصار من الوضع المعيشى للنسار فى قطاع غزة وحرم الكثير منهن من التمتع بحقوقهن فى التعليم والعمل والسكن المناسب , حيث باتت المرأة فى مقدمة ضحايا الحصار وتداعياته وبينت بركات أن من أثار الحصار السلبية , أنه أدى الى حدة الطبع وسرعه الغضب فى السلوك والتصرفات , وضعف الثقه بالنفس التى ينتج عنها عدم احترام الذات وهذه الظاهرة تنذر بالحرمان من الطمأنينه ويقلل من فرص النجاح بالحياه كما أدى الى الخمول وقلة النشاط والشعور باليأس وازدحام الافكار وكثرة النسيان , والتوتر والقلق والشعور بالهم والحزن والخوف من المستقبل , والحقد على الاخرين والانطواء والعزلة , وتنامى روح الانتقام وفى مداخلاته تحدث المحامى من الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الانسان صلاح عبد العاطى فى ورقه عمل بعنوان ( تداعيات الانقسام والحصار على حقوق المرأة ).