اوصى مجموعة من طلبة الاعلام في الجامعات والكليات، بتدريس مساق خاص بالنوع الاجتماعي في كلية الاعلام، والعمل على عقد مؤتمر سنوي لطلبة الاعلام متخصص في قضايا المرأة والاعلام.
كما حث هؤلاء في حفل لاختتام ثلاث دورات تدريبية لهم نظمها طاقم شؤون المرأة أمس، بالبيرة، وسائل الاعلام على نشر مساهمات طلبة الصحافة والاعلام في الجامعات لتشجيعهم وتأهيلهم للدخول الى سوق العمل قبل التخرج. وقد درب في الورشات التي عقدت في نابلس ورام الله وبيت لحم الاعلامي صالح مشارقة والاعلامية فداء البرغوثي.
ودعا الطلبة الذين مثلوا جامعات وكليات محلية الى التشبيك بين كليات الاعلام في الجامعات المحلية لجهة التعاون في مجال التدريب، وتسليط الضوء على النساء الرائدات والمنتجات وصانعات القرار.
وتناولت رئيسة طاقم شؤون المرأة نهلة قورة دور المركز في ابراز قضايا النوع الاجتماعي، واهمية مشاركة المرأة في الانتخابات وتشكيل اللجان السياسية، مؤكدة في الوقت ذاته على ضرورة تواجد المرأة في مراكز صنع القرار سواء في البيت او العمل وفي اي مجال ومكان توجد فيه.
ومن جهتها دعت مدير عام طاقم شؤون المرأة روز شوملي الى دخول الاعلام المتنور في قضايا النوع الاجتماعي للوقوف الى جانب المرأة كقضية في المجتمع وتناول حقوقها وواجباتها.
وقالت: نفخر بهذه الفئة التي تضم طلبة الاعلام باعتبارهم اعلام المستقبل»، وكون دخول 70 طالبا وطالبة من الفئات الشابة لهذا التدريب لقناعتهم بإحداث التغيير في شخصياتهم.
وتطرقت المستشارة القانونية في محافظة رام الله والبيرة د. اريج عودة، الى التوعية الاعلامية ودورها لابراز الحقوق وتغيير النظرة الذكورية لحقوق المرأة.
واشارت في سياق حديثها الى القوانين السارية والمعمول بها في فلسطين، واعربت عن اسفها لعدم اعتماد قانون أحوال شخصية جديد والذي لا يوجد لدينا مسودة اولى عنه باعتباره يهم الاسرة الفلسطينية، واننا ما زلنا لغاية الآن نعتمد القانون الاردني لعام 1967 في الضفة، والقانون المصري في غزة، والقانون الاردني والذي عدل في عام 2001 في القدس.
واضافت عودة ان هناك مسودة تم تحضيرها من الحركة النسوية لقانون الاحوال الشخصية وتم الانتهاء منها، وتم عرضها على الرئيس محمود عباس لقراءتها واعتمادها.
وبينت ان هناك 4 بنود مهمة يتوجب اخذ قرار سريع بها ومتمثلة بـ: رفع سن الزواج الى 18 سنة شمسية, وان تكون الشقة من حق الزوجة بغض النظر عما اذا كانت حاضنة او لا، اضافة الى ان الطلاق يتوجب ان يتم امام المحكمة ورفع سن الحضانة للذكر والانثى لسن البلوغ.
واكدت الناشطة والمدربة في قضايا النوع الاجتماعي فداء البرغوثي في حديث خاص لـ«الحياة الجديدة» على اهمية عقد هذه الدورات والتي ركزت في جوهرها على خلق وعي لدى اعلامي واعلاميات المستقبل في القضايا المبنية على اساس النوع الاجتماعي، لتكون هناك حساسية في طرح هذه القضايا في المواد الاعلامية على اختلاف اشكالها.
واشارت الى ان الدورة تناولت العناوين المتمثلة بمفهوم النوع الاجتماعي وما هو الجنس، والفرق بين الجنس والنوع الاجتماعي، والذي يتحدث بدوره عن العلاقات غير المتوازنة بين الفئات المهمشة والفئات الاخرى التي تستغل مواقعها في السلطة بهدف الاخضاع والسيطرة.
واضافت تناولت ايضا دور الثقافة في تعزيز هذه العلاقات غير المتوازنة واعطاء الرجل مكانة عليا، بينما تحتل النساء المكانة الدنيا وقد تم تعميق فهم الطلبة لهذه العلاقات من واقع حياتهم المعاشة حتى تقترب الصورة الى اذهانهم، بالاضافة الى طرح الفروقات التي جسدتها الثقافة المجتمعية تجاه سمات المرأة وسمات الرجل، والتي ترجمت الى اختلافات في ادوار كل منهما، كما ترجمت الى ممارسات ضد المرأة.
وكما تم الحديث عن حاجات النوع الاجتماعي بشقيها العملي والاستراتيجي وكذلك المصادر والموارد وكيفية التحكم بها.
واشارت البرغوثي الى ان التدريب اعتمد المنهجية التشاركية الفعالة والتي اتاحت لكل المشاركين فرصة التحدث والتعبير عما يدور باذهانهم من قضايا في عوالمهم الداخلية لفعل الثقافة، بالرغم من وجود المقاومة الداخلية التي ترفض تغيير النمط الذكوري او الانثوي في تفكيرهم.
ومن جهته اشاد المتدرب محمد جبر والطالب سنة رابعة اعلام في جامعة بيت لحم باهمية عقد مثل هذه الدورات والتي تناولت بدورها شريحة مهمة من المجتمع «طلاب الجامعات» معتبرا هذه الفئة بالمثقفة والتي يمكنها المساهمة في بناء مجتمع حضاري مثقف من خلال النظر الى البعد الانساني على اختلاف نوعه ذكرا او انثى، كمحاولة لتغيير الكثير من العادات والاعراف الخاطئة والمتوارثة عن الاجداد والسائدة في المجتمع والتي تخالف العقل والمنطق والدين باعتباره جزء اساسي من الهوية الفلسطينية.
اما الطالبة والمتدربة آية شقيرات قالت: «انا كاعلامية يتوجب علي تسليط الضوء اكثر على الكيفية التي يتم من خلالها طرح قضايا المرأة، لان الاعلام يلعب دورا مهما في تهميشها».
واضافت «من هنا يجدر القول ان العمل مع الطواقم الاعلامية له اثر كبير في ابراز وتحسين صورة المرأة اعلاميا».
وقالت: «في بداية التدريب تم تحليل تغطية اخبارية نشرت في اليوم العالمي للمرأة، وكانت كلها عن الرجال، فمن هنا كان يتوجب علينا ان ننتبه الى وجود هذه الاخطاء في الصحافة المحلية التي تدعي انها الى جانب قضايا المرأة». وفي الختام ادار المدربين صالح مشارقة وفداء البرغوثي حلقة نقاش بين المشاركين بالدورة وطاقم شؤون المرأة، وتم توزيع الشهادات على 65 متدربة ومتدربا.