في أرض الإنسان .. برامج للدعم النفسي تستعيد لأمهات غزيات الثقة بأنفسهن

لم تكن الأم الفلسطينية منال أحمد 35 عاماً قادرة على أن تخفي ما يؤلمها ويعكر صفو حياتها اليومية من انفعالات واقعها النفسي المؤلم أينما حلت ورحلت بعد ما أدلت به من إجابات محزنة تناقلتها مع غيرها من أفواه أمهات أخريات رداً على تساؤلات أخصائيو الدعم النفسي تخطت صداها حدود الزمان والمكان الذي جمعتهما في مدينة أصداء جنوب قطاع غزة.

كان هذا المشهد ضمن سلسلة رحلات ترفيهية نظمتها جمعية أرض الإنسان الفلسطينية، بتمويل من مؤسسة عرفان – كندا- استهدفت أكثر من 250 سيدة صاحبهن خلالها مختصو الدعم النفسي في مسعى لتحقيق التفاعل والانسجام وكسر الجمود والإغلاق الذي تعيشه الأسرة الفلسطينية ومداواة لهؤلاء النسوة من مشاكل أسرية ومجتمعية تصاحبهن.

الأستاذ عبدالله البطنيجي، الأخصائي النفسي "بأرض الإنسان"، استهل فعاليات الرحل الترفيهية بنشاطات التعارف مستعرضاً تجارب بعض المشاكل النفسية لحالات كانت تتردد على عيادات "أرض الإنسان" وطرق تشخيصها وعلاجها ضمن برامج الدعم النفسي قاصداً بذلك حث المشاركات على أخذ العظة والعبرة منها.
وقال البطنيجي "كنا نتعمد تدوين ما نلاحظه من علامات اليأس التي لم تختفي وراء وجوه المشاركات تارة ومن الرضا النفسي تارة أخرى لنضع تصويراً علاجياً نستند إليه في المستقبل القريب ليسيطروا عليه قبل أن يسيطر عليهم".

من جانبها تحدثت ذكريات العريني، أخصائية نفسية، عن المشروع الهادف إلى ترفيه الأمهات ومساعدتهن على تغيير الأجواء الضاغطة التي تعيشن فيها داخل أسرهن، والعمل على تثبيت الخطة العلاجية المتبعة, وخلق أجواء نفسية ملائمة للمساعدة في عملية متابعة العلاج خصوصاً أن جميع الحالات المشاركة يتم متابعتها من خلال فريق متخصص في مجال الإرشاد والدعم النفسي.

بدورها قالت الأخصائية ميسون أبو حسنين أن المشروع اشتمل على عدة أنشطة ترفيهية وتثقيفية ما بين الترفيه في ملاهي البشير بغزة والإسترخاء في مدينة أصداء وبعض الحدائق العامة والتعرف على مرافقها الطبيعية المختلفة والسياحية مستهدفاً الأمهات ممن يعانون مشاكل نفسية دون تمييز لخلق متنفساً قد يخرجهن من نطاق حياتهن الروتينية ويساهم في إعادة بناء للأفكار ويعيد الثقة لأنفسهن حتى لا تصبح طاقاتهم العقلية والبدنية وعاء دائم للهموم اليومية يتم تخزينها, والصحيح أن يتم التخلص منها عن طريق المساندة النفسية التي يقوم بها فريقها.

وعبرت أم فتحي 45عاما عن إعجابها بالمشروع لكنها طالبت من الجهات القائمة عليه بتكثيف الرحلات الترفيهية والمداومة عليها بما يمكنها مشاركة رفيقاتها وأخصائيو الدعم النفسي للتخفيف من الهموم اليومية وأعباء الحياة التي لا تفارقها سيما من تبعات الحصار الخانق على قطاع غزة.

Governorate
Major Sector

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">