جاء في بيان صادر عن مركز حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" أن القيود التي تفرضها إسرائيل على حرية التنقل وحرية ممارسة الشعائر الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مخالفة للقوانين والاتفاقيات الدولية. كما جاء في نص البيان:
يتقدم مركز "شمس" من المواطنين الفلسطينيين المسيحيين ،وكافة مسيحي العالم بالتهنئة الحارة لمناسبة حلول الأعياد المجيدة ،ورأس السنة الميلادية ،وبهذه المناسبة يدعو المركز كافة المواطنين الفلسطينيين إلى الاحتفال بالمناسبة كتأكيد وتعبير على عمق العلاقة التي تربط المسلمين بالمسيحيين في هذه الأرض ،وعلى التسامح والتآخي الذي يسود بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد،وعلى أن الشعب الفلسطيني كغيره من شعوب الأرض يعشق الحياة،ويبحث عن الفرح والسعادة والحب بين حواجز الاحتلال وبوابته وبنادقه المشروعة نحو صدور أطفالنا .
يذكر مركز "شمس"أن القيود التي تفرضها إسرائيل على حرية تنقل المواطنين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة منذ اندلاع الانتفاضة الأقصى لم يسبق لها مثيل في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي بكل ما يتعلق بمداها واستمرارها وشدة أضرارها على مجالات الحياة لأربعة ملايين مواطن فلسطيني. ومع أن إسرائيل فرضت في الماضي قيوداً على حرية تنقل المواطنين الفلسطينيين، سواء كان عن طريق فرض إغلاق شامل على جميع الأراضي المحتلة أو عن طريق فرض حظر تجول على بلدة معينة، ولكن قيوداً جارفة ومتواصلة كهذه لم يسبق أن فرضت.كما يطالب المركز المجتمع الدولي بضرورة إلزام إسرائيل بالقانون الدولي والاتفاقيات الدولية ذات الصلة بحقوق الإنسان ،وبحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني .
يشدد مركز "شمس" على أن سياسة إسرائيل الخاصة بفرض القيود على حرية التنقل في الأراضي المحتلة تقوم على أساس تمييز صارخ على خلفية قومية، إذ أن هذه القيود تسري على المواطنين الفلسطينيين فقط، أما المستوطنين اليهود فيسمح لهم بدخول المستوطنات والخروج منها بحرية تامة. بل أن فرض القيود على تنقل المواطنين الفلسطينيين يتم من اجل تأمين حرية التنقل للمستوطنين اليهود في الأراضي المحتلة. إن إسرائيل تفرض القيود على حركة المواطنين الفلسطينيين بواسطة عدد من الوسائل التي تتيح لها السيطرة على حركة الفلسطينيين وتوجيهها طبقا لاحتياجاتها. وتضم هذه الوسائل من بين ما تضم الحواجز الثابتة والمؤقتة، الجدار الفاصل، الشوارع التي يُحظر فيها حركة الفلسطينيين أو تفرض القيود على حركتهم ونظام منح تصاريح السير. بالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل تمنع بصورة شبه تامة مرور الفلسطينيين بين الضفة الغربية وبين قطاع غزة ،إن هذه القيود تضر بحياة المواطنين الفلسطينيين بأوجهها المختلفة التعليمية والصحية والدينية وعلى الحياة الاجتماعية بشكل عام .
ينظر مركز "شمس " بخطورة كبيرة تجاه انتهاك إسرائيل لحرية ممارسة الشعائر الدينية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتي تخضع لأحكام القانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان،حيث تعمل قوات الاحتلال على إعاقة وصول المؤمنين المسيحيين والمسلمين لأداء شعائرهم الدينية للاماكن المقدسة ،في الوقت التي تسمح به للمتطرفين اليهود للصلاة في حائط البراق ،وفي الحرم الإبراهيمي في الخليل ،إن ذلك ينطوي على تمييز خطير يتعرض له المسيحيون والمسلمون على حد سواء في الأراضي الفلسطينية المحتلة .وأن ما تقوم به إسرائيل في السماح ل550 مسيحي من الفلسطينيين المقيمين بقطاع غزة المشاركة باحتفالات أعياد الميلاد وبتخفيف المزعوم لوصول الإخوة المسيحيين من الضفة الغربية إلى القدس،هو محاولة يائسة لتجميل وجه الاحتلال القبيح الذي يمارس الإرهاب والتمييز بحق الفلسطينيين وينتهك حقوق الإنسان الواردة في المواثيق الدولية لا سيما المواد "13" والمادة"18" من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الخاصة بحرية الحركة ، وحرية أقامة الشعائر،والمادة "12" والمادة "18" من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية حول حرية التنقل، والشعائر الدينية،والمادة "31" من اتفاقية جنيف الرابعة.