بادرت سكرتاريا حقوق الانسان والحكم الصالح التي يديرها مركز تطوير المؤسسات الاهلية الفلسطينية، بعقد ندوة يوم الاثنين بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف يوم الثامن من آذار، وبالمشاركة مع المؤسسات الاهلية التي تعمل في هذا المجال، جاءت تحت عنوان "اضاءات على واقع حقوق المرأة الفلسطينية في الارض الفلسطينية المحتلة"، وضمت متحدثين من مؤسسات حقوق الانسان والمؤسسات النسوية والاهلية في فلسطين والجهات الممولة، بالاضافة الى الحضور اللافت لناشطي حقوق الانسان والمؤسسات النسوية.
وقد افتتح السيد غسان كسابرة، مدير مركز تطوير، الندوة بكلمة اشار فيها الى واقع المرأة الفلسطينية حيث قال أنه بالاضافة الى التمييز، تعاني النساء الفلسطينيات من ممارسات الاحتلال المتصاعدة والتي تشكل انتهاكا صارخا لكافة المواثيق والاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الانسان والقانون الدولي الانساني. وشدد السيد كسابرة على ان النساء الفلسطينيات هن الضحية الاولى لممارسات الاحتلال في مدينة القدس المحتلة والمتمثلة في هدم البيوت ومصادرتها ومنع الازواج الفلسطينيين من العيش معا وترحيلهم خلف الجدار غير الانساني، بحجة عدم الحق بالاقامة في المدينة كونهم لا يحملون بطاقة هوية مقدسية.
ودعا السيد كسابرة نيابة عن السكرتاريا كافة القائمين على إعمال الاتفاقات الدولية لحقوق الانسان والقائمين على تطبيق القانون الدولي الانساني للعمل بشكل جاد لتوفير الحماية الكاملة للنساء الفلسطينيات ضد الانتهاكات التي تمارس ضدهن من قبل الاحتلال. كما دعا السلطة الوطنية بالعمل الجاد من اجل رفع التمييز بحق النساء الفلسطينيات عبر منحهن مزيدا من المشاركة في عملية البناء والتنمية الوطنية على قدم المساواة مع الرجل.
وتقدمت السيدة زهيرة كمال، مديرة مركز المرأة الفلسطينية للابحاث والتوثيق، بالتهنئة لنساء الشعب الفلسطيني بيوم المرأة العالمي، وحيت النساء المناضلات القابعات في سجون الاحتلال، وامهات الشهداء والجرحى والمعتقلين. كما وشددت السيدة كمال في كلمتها خلال الندوة على ان المرأة الفلسطينية تشارك الرجل في تحمل اعباء الاحتلال السياسية والاجتماعية والاقتصادية، الا انها هي الاكثر خسارة اقتصاديا وصحيا وتعليميا، حيث ان ازدياد الفقر في فلسطين يلقي بحمله الثقيل على المرأة ويزيد من اعبائها. واضافت، ان حالات تشتت الاسرة الواحدة داخل الوطن وبين اكثر من بلد (القدس والضفة وقطاع غزة واسرائيل) نتيجة لعدم حصول احد او اكثر من افرادها على حق المواطنة حيث تسيطر اسرائيل على سلطة منح المواطنة والاقامة للفلسطينيين. وفي نهاية كلمتها، دعت السيدة كمال الجميع سواء في الرئاسة والحكومة وفصائل منظمة التحرير والقوى الاسلامية ان يبذلوا ما استطاعوا من قوة لانهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية. كما دعت النساء الى بذل كل ما بوسعهن من اجل اجبار الجميع على نبذ الخلاف وتحشيد كل الجهود لتكون في وجه الاحتلال.
وفي مداخلتها بهذا المناسبة، اشارت السيدة ليلى الشيخ، ممثلة الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون، وبالنيابة عن الدول المانحة للسكرتاريا(السويد والدنمارك وهولندا وسويسرا)، الى اننا نحتفل اليوم بالمئوية الاولى ليوم المرأة العالمي، فقد احتفل بهذا اليوم لأول مرة في العام 1911. وشددت الشيخ على انه لا المجتمع ولا الدولة تستطيع ان تعمل بدون تضافر جهود الرجل والمرأة، حيث ان بناء الدولة يتطلب تجميع كل مقدرات المجتمع. كما اشادت السيدة الشيخ بالمرسوم الرئاسي رقم 19 للعام 2009، حول اتفاقية القضاء على جميع اشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، حيث يظهر ذلك التزام السلطة الوطنية الفلسطينية بإدراج النساء في جميع المسائل المتعلقة بمستقبل الارض الفلسطينية المحتلة. كما واعتبرت ان توصيات المؤتمر الدولي للجهاز المركزي للاحصاء الذي عقد في العام 2009، والذي اوصى بتأسيس مرصد وطني لمراقبة حقوق المرأة والطفل هي خطوة هامة.
وحول السكرتاريا، بينت السيدة ليلى الشيخ الى أن اهداف انشاء السكرتاريا هو تقوية قطاع حقوق الانسان والحكم الصالح في الارض الفلسطينية المحتلة، بالاضافة الى تعزيز الحوار بين القطاع بشكل عام وممثلي المؤسسات الدولية المهتمة. واضافت، ان التمويل الخارجي لقطاع حقوق الانسان بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص هو امر حتمي، حيث يلبي هذا التمويل التزامات دولنا بتعزيز واحترام المواثيق الدولية خارج حدود دولنا.
وقد ضمت الندوة جلستين، الاولى بعنوان "اضاءات على واقع المرأة الفلسطينية في الارض الفلسطينية"، تحدث فيها السيد شعوان جبارين، مدير مؤسسة الحق، والسيدة لمياء شلالدة جبارين، عن مركز المرأة للارشاد القانوني والاجتماعي، حول المرأة وانتهاكات القانون الدولي الانساني في الارض الفلسطينية المحتلة. تلا ذلك عرض فيلم قصير بعنوان "عائلة انسطاس" من انتاج مؤسسة الحق. وتحدثت السيدة رنا العوضي، عن "مسلك" مركز الدفاع عن حرية الحركة، حول المرأة الفلسطينية في قطاع غزة والحصار، وتحدثت السيدة ساما عويضة، من مركز الدراسات النسوية حول المرأة الفلسطينية: النزاع المسلح والفقدان، اما السيدة امل خريشة، مديرة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية، فتحدثت حول الاحتلال والفقر والمرأة في الارض الفلسطينية المحتلة. وتضمنت ورقة السيدة سماح الخطيب ايوب، عن اللجنة الوطنية لمناهضة التعذيب في اسرائيل، وجهات نظر النساء الفلسطينيات من التعذيب وسوء المعاملة في اسرائيل.
وفي الجلسة الثانية التي جاءت بعنوان "اضاءات على حقوق المرأة الفلسطينية في القدس، التي ادراتها د. اصلاج جاد، من جامعة بيرزيت، تحدثت السيدة ليالي زهران، من طاقم شؤون المرأة، حول اثر الجدار على حقوق المرأة، والسيدة سلمى الدبعي من مؤسسة بتسيلم، تحدثت حول دور المرأة في النضال من اجل حقوق الانسان. اما ميسون الغاوي، عن مركز المقدسي لتنمية وتطوير المجتمع، فقدمت شهادات حية حول المرأة الفلسطينية وهدم المنازل في القدس. وتخلل الجلسة عرض لفيلم قصير بعنوان "لا امل" من انتاج مركز القدس للنساء.