جاء ذلك خلال حفل إطلاق مخرجات حملة الضغط والمناصرة “ضوء خافت " والتي قادها فتيان وفتيات مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر على مدار اكثر من 6 شهور انخرطوا/ن خلالها وعبر مجموعات بتدريبات متخصصة في اعداد أوراق الحقائق والضغط والمناصرة والتصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي والكتابة القصصية ،ضمن مشروع "أطفالنا مستقبلنا " الممول من IDRF.
الانتاجات التي تضمنت معرض صور فوتوغرافي ومعرض فن تشكيلي وإصدار كتاب "احتراق الفراشات " وفيلم قصير وورقة حقائق جميعها تم طباعتها وترجمتها الى اللغة الإنجليزية ولغة برايل ، سعيا من المشاركين بالحملة لعرضها على صناع القرار وعلى المؤسسات الحقوقية والدولية والجمهور الأوربي عبر الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال التعاون مع المؤسسات الصديقة والشريكة لتسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال والمراهقين بقطاع غزة جراء الحصار المفروض على القطاع منذ نحو 12 عام ومدى تأثيره على مفردات حياتهم اليومية وحقوقهم بصفة عامة وحقهم بالتعليم بشكل خاص .
وحضر الاحتفال الذي أقيم بمقر جمعية الثقافة والفكر الحر غرب محافظة خانيونس جنوب القطاع، كل من م. علاء البطة رئيس بلدية خانيونس ،د.سمير شتات التربية والتعليم خانيونس ،والأستاذ محمد ثابت مدير العلاقات العامة بشركة كهرباء غزة ، وشخصيات اعتبارية وأكاديمية وممثلي عن مؤسسات حكومية وحقوقية وأهلية.
وقالت مريم زقوت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر "ان حملة ضوء خافت التي حملت شعار "انقطاع الكهرباء وجه مظلم للحصار والجهل" جاءت لحاجة ملحة بعدما وجعت قلوبنا بقصص أطفال حرقوا داخل بيوتهم بسب البدائل الغير امنة للطاقة ، نحن نعلم ما نمر به من ظروف سياسية واقتصادية صعبة ولكن هذا لا يبرر ان نمر مرور الكرام عن ذلك ، وان حملتنا هذه بكل من فيها ومن يدعمها والتي قامت بسواعد 50 طالب وطالبة من مركز بناة الغد هي رسالة ضوء من قلب عتمة غزة للعالم لنقل اننا هنا في وطن محاصر.
وطالبت زقوت كل المؤسسات الحقوقية والتربوية والأهلية والحزبية للتحشيد والضغط المستمر بكل الوسائل السلمية على المجتمع الدولي ليتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية والتحرك فوراً لضمان تزويد قطاع غزة بالطاقة الكهربائية الضرورية وبحاجياته من الوقود والمحروقات، والضغط على سلطات الاحتلال وإلزامها باحترام مسؤولياتها كقوة احتلال تجاه السكان المدنيين في قطاع غزة، بما في ذلك ضمان توفير الخدمات التي لا غنى عنها لحياة السكان ومن بينها خدمة توصيل التيار الكهرباء..
وتطرق د.سمير شتات من مديرية التربية والتعليم في كلمته لأثر انقطاع التيار الكهربائي على قطاع التعليم، وانعكاس هذا الانقطاع سلباً على قطاع التعليم ورسالته التنويرية التنموية، وتأثيره على سير العملية التربوية بالشكل السليم والأمثل داخل المدارس وداخل البيوت .
فيما أشار المهندس علاء البطة رئيس بلدية خانيونس الى ضرورة الاستمرار في الضغط والتحشيد بكل الوسائل التي من شأنها تسليط الضوء على اثار الحصار وتدق ناقوس الخطر والتحذير من خطورة الواقع الراهن الذي أفرزه انقطاع التيار الكهربائي على أوضاع حقوق الإنسان في قطاع غزة، والتشديد على أن تجاهل الأزمة القائمة وعدم الإسراع باتباع الحلول المناسبة التي تكفل ضمان تزويد القطاع بالكميات اللازمة من الطاقة الكهربائية، سيؤدي إلى انتكاسة قد توصل إلى انزلاقة يصعب تداركها.
وعن تجربتهم يقول الطفل احمد زقوت 17 عاما " في البداية اجتمعنا لاختيار احدى القضايا التي تمس حقوقنا كأطفال واخترنا مجموعة من القضايا وصوتنا على القضية التي نراها من وجهة نظرنا انها تمس حياتنا وحقوقنا وهى قضية انقطاع التيار الكهربائي ومدى تأثيرها على حياتنا وعلى حقنا بالتعليم ، ومن ثم انخرطنا جميعا بتدريبات مكثفة ومتخصصة حول كيفية ادارة حملة ضغط ومناصرة واعداد ورقة حقائق ،وناقشنا خطة الحملة وانشطتها ومن ثم تم تقسيمنا لمجموعات حسب ميول كل شخص وهوايته سواء كان بالتصوير الفوتوغرافي او الفيديو او الكتابة او الفن".
فيما تمنت الفتاة الفنانة عائشة الاغا 17 عاما المشاركة بالحملة بمجموعة الفن التشكيلي ان يتنقل معرضهم ومخرجات حملتهم الى العديد من الدول الاوربية وان تصل رسالتهم لصناع القرار والهيئات الحقوقية والمؤسسات المعنية بحماية حقوق الاطفال ليتحركوا جميعا من اجل فك الحصار عن القطاع والذى ينتهك حقوقنا بالتعليم والصحة والتنقل.
فيما قالت الطفلة اسيل الفقعاوى 14عاما المشاركة بمجوعة الكتابة الادبية وبطلة الفيلم "عملنا على ترجمة قصصنا الى اللغة الانجليزية والتي من خلالها جسدنا مشاهد حية نعيشها في ظل انقطاع التيار الكهربائي وتأثير ذلك على حياتنا وعلى تحصيلنا الدراسي ، مشيرة الى انهم سيعملون بكل الوسائل لتصل قصصهم الى المؤسسات الحقوقية والدولية وشعوب العالم ليضغط بدوره على دولة الاحتلال لينهى هذا الحصار الذى انتهك حقوق الاطفال والكبار".