مختبرات فنية جديدة في جامعة بيرزيت وكلية دار الكلمة
في هذا الإطار، وقعت المؤسسة اتفاقية تنفيذ منحة جديدة مع جامعة بيرزيت لدعم كلية الفنون والتصميم والموسيقى في جامعة بيرزيت، وذلك استكمالاً لمساهمتها في دورتها الأولى، التي شملت تجهيز الكلية بمختبر طباعة متعدد التقنيات شمل معدات تجمع ما بين الطباعة التقليدية والمعدات الثقيلة ذات التقنيات المتطورة في مجال الحفر والطباعة ثلاثية الأبعاد (3D)، الذي يتاح للمرة الأولى في فلسطين، في سياق غير ربحي، لإفادة الفئات المختلفة، ولاسيما طلبة الفنون والفنانين والعاملين والمهتمين في المجال، من داخل الجامعة وخارجها.
من افتتاح معرض "فعل ماض" للفنان جاك برسكيان في متحف جامعة بيرزيت، بالتعاون مع كلية الفنون والموسيقى والتصميم.
فيما سيتم عبر الدورة الثانية تفعيل مختبر الطباعة، واستضافة عدد من الفنانين المحليين لتقديم محاضراتٍ في أطر عمل الكلية وتخصصاتها المختلفة، كما سيتم تنفيذ إقامتين فنيتين يشارك فيهما فنانون من خارج فلسطين للمساهمة في إثراء الحياة الأكاديمية في الكلية، وتكثيف العمل في مجال التواصل مع المدارس الثانوية، وتعزيز الوعي المجتمعي ببرنامج الفنون البصرية في الكلية، والفنون البصرية بشكل عام، وذلك إلى جانب العمل على تنظيم يوم دراسي حول تعليم الفنون البصرية في فلسطين، يشارك فيه كافة المؤسسات الأكاديمية العاملة في هذا المجال لمناقشة التحديات وآفاق التعاون والتطوير.
كما سيتم عبر المنحة تنفيذ معرضين؛ معرض استعادي بعنوان "إيقاعات زمن مختلف" للفنان الفلسطيني توفيق عبد العال، بالتعاون مع متحف الجامعة، ومعرض فني لمشاريع خريجي الفوج الأوّل من طلبة الكلية.
وفي سياق متصل، ستسهم المنحة التي وقعت المؤسسة اتفاقية تنفيذها مع كلية دار الكلمة الجامعية في بيت لحم، في تأسيس وتطوير مسار أكاديمي تعليمي جديد يختص بترميم الأعمال الفنية، تحت إطار برنامج بكالوريوس الفنون المعاصرة، إضافة إلى تجهيز مختبر متخصص بترميم اللوحات. كما سيتم العمل على هذه البرامج بعد إنجاز دراسة تشمل مسحاً للخبرات وللتجارب المشابهة المتوفرة في هذا المجال داخل فلسطين وخارجها، لتحديد الاحتياجات اللازمة للمختبر من موارد ومعدّات متخصصة. ويأتي هذا البرنامج في ظل الدور الذي يمكن أن تلعبه المنحة في تمكين المؤسسات التعليمية من تطوير برامجها الدراسية من جهة، ولعب دور أعمق في قطاع الفنون، ورفده بخبرات وموارد جديدة وضرورية لتطوير القطاع من جهة ثانية.
افتتاح معرض لمجموعة فناني "ارتناوتس" الأمريكية، وذلك على هامش مؤتمر الفن والمقاومة في كلية دار الكلمة الجامعية للفنون والثقافة.
من جانبها، تقول نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية د. نهى خوري: "هذا المسار هو إضافة نوعية لبرنامج بكالوريوس الفنون المعاصرة في دار الكلمة الجامعية، ويقوم برفد فلسطين بفنانين مختصين قادرين على الحفاظ على الإرث الفني الفلسطيني، ما يقلل من الاحتياج لخبرات أجنبية لترميم الأعمال الفلسطينية. وسيكون بإمكان الخريجين استخدام المختبر الجديد للتسهيل على الفنانين في ترميم وحفظ أعمالهم محلياً، ما سيفتح للخريجين الفنانين الذين سيتخصصون في الترميم مجالاً جديداً للعمل، وآفاقاً جديدة للتعاون مع جامعات خارج فلسطين تدرّس هذا التخصص، الأمر الذي سيثري التبادل الأكاديمي والفني بين فلسطين والمشهد الفني العالمي".
كما سيتم عبر المنحة تنظيم ثلاثة معارض لطلبة الفنون في الكلية، تتزامن مع نهايات الفصول الدراسية، ومعرض للخريجين في العام 2020، ودعم مشاركة طلبة الكلية في المعارض والبيناليات المحلية.
توفير فرص للفنانين في مجال الفنون البصرية في غزة
افتتاح معرض "مقارنات تـأملية" اختتاماً لمشروع "روابط معاصرة" من تنفيذ دائرة الفنون البصرية في الاتحاد العام للمراكز الثقافية في غزة، و"محترف شبابيك للفن المعاصر".
أما اتفاقية تنفيذ المنحة التي وقعتها "القطان" مع الاتحاد العام للمراكز الثقافية في غزة، فتسعى إلى دعم برنامج الفنون البصرية فيه، الذي تنفذه دائرة الفنون البصرية؛ محترف شبابيك للفن المعاصر، وذلك عبر دعم برنامجي المنح الإنتاجية والإقامات الفنية، إضافة إلى تنظيم عدد من الاستوديوهات المفتوحة المرافقة لمراحل تنفيذ الإقامات الفنية، ومعرض فردي خاص لكل فنان/ة مشارك/ة ببرنامج المنح الإنتاجية.
وحول ذلك، قال مدير المشروع فادي أبو شمَّالة: "تكمن أهمية الحصول على هذه المنحة مجدداً في تعزيز دور الفنانين وتمكينهم من تطوير قدراتهم ومهاراتهم الفنية، من خلال الإقامات الفنية، والمنح الإنتاجية، والممارسات الفنية المعاصرة، والاحتكاك بأكبر عدد ممكن من الفنانين المحترفين والقيمين والخبرات الفنية المعاصرة من داخل فلسطين وخارجها، كما سيوفر هذا المشروع فرصة جديدة للفنانين الشباب لإنتاج مجموعة من الأعمال الفنية والمعارض واللقاءات المفتوحة المختلفة، التي تعبر عنهم وعن هموم مجتمعاتهم، كما ستفتح لهم آفاقاً ومساحات جديدة قادرة على تمكينهم من شق الطريق الخاص بهم في الحياة الفنية، وخلق جمهور محلي ودولي لهم".
هذا وتسعى المنحة، أيضاً، إلى تصميم وتنفيذ برنامج تدخل فني في الفضاءات العامة، كما ستُفيد هذه المنحة الفنانين المهتمين عبر تنفيذ برنامج شهري من اللقاءات والحوارات المعرفية يتم فيها استضافة شخصيات مختلفة من عالم الفن والثقافة، إضافة إلى دعمها لبرنامج تجنيد الموارد للاتحاد.
وكان مشروع "الفنون البصرية: نماء واستدامة" قد قدم في دورته الأولى (2017-2019) دعماً لمشروع "روابط معاصرة" استجابةً لاحتياجات فناني القطاع، من خلال تنظيمه سلسلة من المساقات التدريبية النظرية والعملية، وتنفيذ برامج لقاءات معرفية، كما وفر المشروع الذي تم، بالتعاون مع خبرات فنية عربية وأجنبية، إقامات فنية ومنحاً إنتاجية لثلاث عشرة فنانةً وفناناً من القطاع، وتم تتويجه بتنظيم معرض كبير شارك فيه ستون فناناً وفنانة من القطاع ينتمون لأجيال مختلفة، ويقدمون ممارسات فنية بصرية متعددة.
مشاريع تستلهم ثيماتها من الطبيعة المحيطة
إقامة الفنانة سامية حلبي واستضافتها في موقع ساقية-عين قينيا.
هذا وقد قدم مشروع (VAFF) في دورته الثانية الدعم مجدداً لمؤسسة ساقية للبحث التجريبي والتطوير، التي سترفد مشهد الفنون البصرية في فلسطين بعشرة مشاريعَ فنية جديدة؛ يتم إنتاج ثلاثة منها عبر ثلاث إقاماتٍ فنية، وسبعة مشاريع أخرى سوف تستلهم ثيماتها ووسائطها من موقع ساقية في عين قينيا، بحيث ستجمع هذه المشاريع بين الفنانين والباحثين و/أو الحرفيين و/أو المزارعين للخروج بتدخلات فنية في مواقع محددة في مساحة الأرض التي تقوم عليها ساقية، بما فيها الطريق المؤدي إلى الموقع، إضافةً إلى دعم برنامج المسارات المعرفية الفنية الذي تنظمه ساقية، والذي يشتمل على أربع جولات وحوارات في الموقع، تتناول مواضيع فنية مختلفة. كما سوف تدعم المنحة تنظيم معرضٍ ختامي، وإصدار كتاب ساقية الذي سيشتمل على معظم فعالياتها خلال فترة المنحة، إضافة إلى مساهمتها في تغطية النفقات الإدارية والتشغيلية الأساسية لساقية، والمساهمة في برنامج تطوير الموارد.
وتميزت ساقية منذ إطلاقها كفضاء ثقافي جديد يدمج بين الفنون البصرية والزراعة وإنتاج المعرفة، وكبرنامج إقامة يعتبر الأول من نوعه في فلسطين، يرتكز على مفاهيم مثل البحث التجريبي والتطوير، إضافةً إلى أنها استطاعت خلال الدورة الأولى إنهاء أعمال الترميم للبيت القديم الأول في الموقع، كما أنجزت مرحلة البحث والتنفيذ للمسح البيئي للأرض. وقد تمكنت ساقية خال فترة المنحة الأولى من استضافة 10 فنانات/ين محليين ودوليين، منهم الفنانة سامية الحلبي. كما شارك في برنامج الإقامة خلال فترة التحضير للمعرض الختامي مجموعة أخرى. واختتم المشروع بمعرض "بين القيقب والبلوطة" الذي اجتذب 600 من داخل وخارج قرية عين قينيا، الذين تنقلوا بين الأعمال المعروضة في البيت المُرمم، وتلك المعروضة في الموقع، كما اشتمل المعرض على ندوة "البيداغوجيا وعودة الطبيعة"، وعلى عروض أدائية عفوية من أهل القرية.
وتعقيباً على توقيع اتفاقيات المنح الأربعة، تقول مديرة (VAFF) في "القطان" يارا عودة "إن توفير فرص لتعلم الفنون البصرية ودعم الفنانين لإنتاج أعمال فنية جديدة، وتوفير مساحات للتجريب والعمل على استدامة أعلى ومراكمة أثر أكبر في المشهد الفني الفلسطيني هو ما ستنشغل فيه المؤسسات خلال العام ونصف القادمين، وهو ما تتلاقى فيه مع أهداف مشروع (VAFF) ومع احتياجات وتطلعات قطاع الفنون البصرية في فلسطين.
يُذكر أنّه كان قد تم توقيع أربع اتفاقيات تنفيذ منح أخرى خلال شهر تشرين الأول من هذا العام، مع كل من منتدى الفنون البصرية (رام الله)، ومركز خليل السكاكيني الثقافي (رام الله)، والمتحف الفلسطيني (بيرزيت)، ودار قنديل للثقافة والفنون (طولكرم). وبذلك تبلغ قيمة المنح التي تم تخصيصها لهذه المؤسسات الثماني مجتمعة ما يفوق 10,8 مليون كرونا سويدية، أي ما يعادل تقريبا مليون و54 ألف دولار أمريكي. هذا، وسيتم استكمال توقيع اتفاقيات تنفيذ منح أخرى مع عدد من المؤسسات خلال الفترة المقبلة.