تعتبر العيادة المتنقلة التابعة لمؤسسة لجان العمل الصحي في منطقة الوسط مرفقاً صحياً متقدما بلورته المؤسسة منذ إندلاع إنتفاضة الاقصى ، حيث باشرت العمل في مطلع العام 2001 في قرى اللبن الغربي ورنتيس وراس كركر بمحافظة رام الله والبيرة للتخفيف من الام وجراح المواطنين في هذه التجمعات السكانية والقرى المحيطة بها لا سيما وأن سلطات الإحتلال فرضت العديد من الإجراءات العنصرية في هذه القرى واغلقت الطرق الموصلة إليها منذ بداية الإنتفاضة وحرمت السكان من حرية الحركة والوصول الى مراكز الحدمات الصحية لتلقي الخدمات فقررت لجان العمل الصحي وقتها أخذ الأمر على عاتقها وإيصال الخدمات الطبية والصحية المختلفة الى هذه القرى بواقع يومين اسبوعياً لكل قرية .
سيرت العمل الصحي طاقما متخصصاً من ثمانية أفراد يضم طبيبا وممرضة وسائقاً وطبيبة نسائية وممرضة نسائية وعاملة مختبر وعاملة استقبال وعاملة صحية مزودين بكافة خدمات الرعاية الصحية الأولية خاصةً وأن المناطق التي تعمل بها العيادة تعاني من الحصار والإغلاق الدائم عدا عن الحواجز العسكرية وغياب الخدمات الصحية فيها.
وبحسب احصاءات المؤسسة فقد استفاد من خدمات العيادة المتنقلة في منطقة الوسط 44785 حالة من سكان القرى الثلاث والقرى المحيطة بها.
لم يكن عمل العيادة سهلاً من حيث حرية الحركة بسبب الإجراءات الإسرائيلية حيث تم إعتقال سائق سيارة العيادة المتنقلة سليم عابد على مدخل قرية رنتيس بتاريخ 8-1-2005 ولمدة 16 شهراً رغم انه كان يحمل كافة الوثائق والبطاقات التي تثبت طبيعة عملة الإنساني، وقال عابد إن الجنود لم يأبهوا لهذه الوثائق حيث إعتدوا عليه وارهبوا الطاقم المرافق له وقاموا بتفتيش السيارة بشكل دقيق علماً أنها تحمل الشارة الصحية المتعارف عليها دولياً وتسببوا بإتلاف الادوية التي كانت برفقة الطاقم الصحي ولم تفلح جهود المؤسسة عبر المنظمات والهيئات الدولية العاملة في مجالي الصحة وحقوق الإنسان في إطلاق سراحه فاتخذت المؤسسة قراراً باستمرار العمل في منطقة الوسط وابت أن توقف نشاطاتها.
وقبل ذلك اعتدىجنود حاجز عطارة العسكري على الطاقم واوقفوه لساعات وقاموا باتلاف ما يحمله من مواد صحية وصوبوا اسلحتهم على الطاقم وهددوهم بالقتل في محاولة يائسة لوقف عمل العيادة المتنقلة كما يوضح الدكتور حسام الريماوي مدير منطقة الوسط في مؤسسة لجان العمل الصحي .
وقال الريماوي إن جنود حاجز عطارة يتعمدون وعلى مدى السنوات الماضية إعاقة حركة الطاقم وتفتيشه بصورة همجية دون مراعاة ابسط قواعد القانون الدولي الإنساني التي تكفل حرية حركة وعمل الطواقم الطبية مطالباً بضغط دولي على دولة الإحتلال لوقف ممارساتها الهمجية هذه .
وقال الدكتور اشرف الهشلمون مدير العيادة المتنقلة انه في اخر هذه الإعتداءات تم ايقاف سيارة العيادة من دون السيارات قرب قرية اللبن الغربي واجبر جنود الحاجز العسكري الطاقم على الترجل منها وقاموا بتفتيشهم بشكل مذل واستفزازي قبل أن يقوموا باجبارهم على إنزال حمولة السيارة على الأرض وتفتيشها ما ادى لإتلاف بعض الادوية وهو ما تكرر عند عودة الطاقم مساءً من عمله حيث تم تصويب الاسلحة باتجاه سائق السيارة سليم عابد لعدة ساعات .
من جهتها أكدت شذى عودة مدير عام مؤسسة لجان العمل الصحي اصرار المؤسسة على الإستمرار في خدمة هذه المناطق رغم الصعوبات التي تعترض العيادة المتنقلة إنطلاقاً من ايمانها وفلسفتها الرامية لحصول المواطنين على الخدمات الصحية النوعية لتدعيم صمودهم وتعزيز بقائهم على أرضهم .
وأشارت عودة إلى أن إجراءات الإحتلال العدوانية لن تدفع المؤسسة إلى إيقاف العمل بهذا البرنامج مهما كانت حدتها مشددة على حق السكان الفلسطينيين على الحصول على حقهم في الصحة .
يذكر أن مؤسسة لجان العمل الصحي تعد من المؤسسات الرائدة في مجال تنظيم العيادات المتنقلة باتجاه المناطق المهمشة والنائية في مختلف مناطق الضفة لا سيما تلك المحاصرة بالحواجز العسكرية ومقاطع جدار الفصل العنصري من قلقيلية وطوباس والأغوار وحتى جنوب الضفة في الخليل وبيت لحم مروراً برام الله حيث يتم تقديم الخدمات الصحية الاولية للمواطنين ويجري تحويل الحالات التي تحتاج الى رعاية صحية وعلاجات متقدمة الى مراكز وعيادات ومشافي ومستوصفات المؤسسة القريبة .
كما أن العمل الصحي تنظم بشكل مستمر أيام عمل صحية مجانية في التجمعات السكانية المختلفة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي ايماناً منها بالشراكة معها.