رام الله – أعلن مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية، عن إنجاز الشق الأول ضمن المرحلة الثانية من برنامج المساعدة الفنية لتعزيز مبادئ مدونة سلوك المؤسسات الأهلية الفلسطينية الذي استفادت منه 50 مؤسسة أهلية في فلسطين (30 في الضفة الغربية، و20 في قطاع غزة). وقامت شركات استشارية فلسطينية، اختارها مركز تطوير، لإجراء تقييم لأداء هذه المؤسسات، وإعداد خطط تطويرية لها، وذلك من قبل مستشارين فنيين قاموا بإجراء تقييم وتحليل لواقع هذه المؤسسات، بغية تحديد خطط وآليات تدخل، ما سيترتب عليه تقديم مساعدة فنية لهذه المؤسسات بما يجعلها أكثر التزاما بقواعد المدونة، والتي وقعت عليها قرابة 500 مؤسسة أهلية.
واستندت عملية تقييم أداء و قدرات المؤسسات إلى 12 معيارا حددها المركز من خلال مشاورات اجرتها الشبكات مع اعضائها و استنادا" الى مدونة السلوك التي تم تحضيرها في العام 2002 من خلال تجمع مؤسسة التعاون، الذي يعتبر الجسم التنفيذي للائتلاف الأهلي لمدونة السلوك، والذي يضم شبكة المنظمات الاهلية، والهيئة الوطنية الفلسطينية للمؤسسات الاهلية، والاتحاد الفلسطيني العام للجمعيات الخيرية، والاتحاد الفلسطيني العام للمنظمات غير الحكومية في قطاع غزة.
وأثنت العديد من المؤسسات على البرنامج، والجهود التي بذلها المركز، خاصة وأنه مع إنجازه سيصبح بمقدور المؤسسات المستفيدة ترجمة مبادئ المدونة سواء على صعيد النزاهة، أو الشفافية أو غير ذلك، إلى واقع عملي على الأرض تمارسه هذه المؤسسات بشكل أفضل، بالإضافة إلى تطوير قدراتها المؤسساتية.
وذكرت مديرة جمعية الوفا لتنمية قدرات المرأة والطفل والشباب، عفاف شعث، أن برنامج المساعدة الفنية على قدر كبير من الأهمية، لافتة أن مؤسستها والتي توجد في القطاع، استفادت على أكثر من صعيد من البرنامج.
وقالت شعث: مؤسستنا حديثة العهد بشكل عام، وهي بحاجة إلى مثل هذا النوع من المبادرات، خاصة وأن لديها احتياجات على أكثر من صعيد.
وأضافت شعث: هذا البرنامج إيجابي، ونحن ننتظر أن يتم تعميم مثل هذه التجارب، وجعلها نموذجا راسخا في عمل المؤسسات الاهلية، سيما وأن هناك ضرورة لتكريس قيم ومبادئ الشفافية والنزاهة وغيرهما، وتحسين أدائها على شتى الأصعدة.
من جهته، قال المدير التنفيذي لجمعية المستقبل الفلسطيني للتنمية والديمقراطية، ومقرها نابلس، عصام الدبعي: البرنامج جيد، ومهم جدا لمؤسسات المجتمع المدني.
وأضاف الدبعي: البرنامج جاء في وقته، ونحن نعتبر أن تقديمه بمثابة دعم مادي للمؤسسات، خاصة وأنه يطور قدراتها، ويمكنها من العمل بطريقة جديدة أكثر تنظيما ومهنية.
وقال: هذا البرنامج ملح لاستراتيجية كل مؤسسة، تتطلع إلى العمل بشكل أفضل، وبما أننا كمؤسسة نعنى كثيرا بآليات عملنا وتحسينها، فقد حرصنا على أن نكون جزء من المستفيدين من هذا البرنامج الحيوي.
وأردف: الكثير من المؤسسات الأهلية تعاني من افتقارها إلى نظام مكتوب يحدد جوانب مختلفة من عملها، ولذا فإن عملية التقييم التي نفذها الشركات الاستشارية للمؤسسات المستفيدة، والاطلاع على جوانب عملها الإدارية والمالية وغيرها، وما سيبنى عليه من خطط تطويرية تضم آليات تدخل، يعتبر أمرا مهما لتطوير هذه المؤسسات، وجعلها نماذج يقتدى بها.
وقال المستشار الفني لمؤسسة جهود للتنمية المجتمعية والريفية ومقرها بلدة بير زيت في رام الله، سامر سلامة، "البرنامج وما تضمنه من عملية تقييم ضروري للمؤسسات الاهلية، لتحديد واقعها وما تحتاج إليه".
واستطرد سلامة: تنفيذ التقييم من جهة مستقلة خارجية، وتحديد نقاط الضعف والقوة في أداء المؤسسات المستفيدة وعملها، مسألة حيوية، خاصة وأنها توفر صورة متكاملة وشاملة فيما يتعلق بنسق عمل هذه المؤسسات ومتطلباتها.
وأضاف: في كثير من الأحيان تنشغل المؤسسات بالعمل، ولا تلتفت إلى وجدت جوانب قصور في أدائها، وبالتالي فمثل هذه البرامج أساسية لتجاوز أية إشكاليات في واقع وعمل هذه المؤسسات، وجعلها أكثر استجابة والتزاما بمفاهيم راسخة وأساسية اليوم، مثل الشفافية.
وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج يهدف إلى تطوير الممارسات والسلوكيات السليمة التي تركز عليها مدونة السلوك، وجاء إطلاقه ترجمة لالتزام المركز وسعيه الحثيث لدعم وتعزيز القطاع الأهلي في الأراضي الفلسطينية، ومساعيه لإحداث تحول نوعي في أدائه ومسيرته ودوره في خدمة المجتمع.