المواطنون يعتبرون الأحكام المسبقة عائقا أمام ثقافة الحوار في المجتمع

نظمت مؤسسة تعاون لحل الصراعات والهيئة الإستشارية الفلسطينية لتطوير المؤسسات غير الحكومية PCS وبدعم من مركز أولف بالما الدولي-السويد لقاءات حوارية في جمعية رمانة الخيرية ومركز المستقبل بمشاركة قطاعات طلابية وشبابية ومجتمعية من كلا الجنسين في بلدة رمانة ومدينة جنين.

وناقش المشاركون العنف في المدارس وأسباب فشل الحوار السياسي والمجتمعي في الحالة الفلسطينية والعواقب المترتبة على استخدام العنف كأداة أولى لحل النزاعات.

وقال رئيس جمعية الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في جنين ناصر صبيحات في لقاء رمانة إن العنف ما زال منتشرا في المدارس وما زالت ثقافة الحوار غائبة بشكل عام كوسيلة للتخاطب بين أركان العملية التعليمية.

وأضاف: أنه بالرغم من أن شريحة المعلمين التي تؤمن بالحوار أوسع مقارنة بالسابق إلا أن المشكلة ما زالت قائمة، مستعرضا أشكالا مختلفة من العنف الممارس في المدارس.

ورأى صبيحات أن خوف الناس من الاختلاف يعبر عن الموروث السلبي الذي يقوم على النظرة الأبوية الأحادية للأشياء، كما يعبر عن قصور في فهم الآخر في ثقافتنا التي لم تتبلور فيها بعد ثقافة التنوع في إطار الوحدة، كما أن العقلية الفردية التسلطية ما زالت تهيمن على نمط التفكير لدى قطاعات واسعة.

وتحدث أحمد أبو الهيجاء من الهيئة الإستشارية عن معيقات الحوار في المجتمع الفلسطيني على صعيد الفرد والمجتمع وأدواته الأيدلوجية ، كما استعرض ركائز السلم الاجتماعي ودور الشباب على اعتبار أنهم المشكلة والحل في أي قضية مجتمعية بحكم أنهم يشكلون ثلثي المجتمع.

وأكد أن المجتمع ما زال يعاني من فجوات متعددة، فالفجوة بين الأجيال ما زالت قائمة في الحالة الفلسطينية ولم يتم جسرها ، والفجوة على أساس الجنس تأخذ في كل يوم أبعادا مختلفة دون معالجة مجتمعية رائدة وهذا لا يساهم في بناء مجتمع السلم والحوار.

وناقش المجتمعون قضايا متعددة منها: أهمية الاختلاف في بناء المجتمع، وكان اللافت أن غالبية المشاركين أبدت موقفا سلبيا تجاه نظرتها للاختلاف، فقد أشار المشاركون إلى أن الاختلاف يؤدي إلى الانقسام ويوفر بيئة تعزز العنف.

ولكن بعد استعراض نماذج متعددة للاختلاف ودوره في تدافع الأفكار وصقل المواهب وتصويب المجتمعات أبدى عدد من المشاركين تغيرا في نظرتهم تجاه الاختلاف.

وأجمع المشاركون في لقاء مركز المستقبل في جنين على أن الأحكام المسبقة التي نشكلها عن بعضنا تشكل عائقا كبيرا أمام الحوار، فهناك أحكام قاسية ومطلقة نستخدمها في حياتنا تجاه الآخرين، وتشكل سلوكنا تجاههم وتعتبر معيقا أمام الحوار.

واستعرض المشاركون أمثلة كثيرة من واقع الحياة العملية حول ذلك، كما تناولوا قضية تحليل علاقات الصراع وأهمية معرفتها في إدارة حوار ناجح.

وقالت منسقة مشروع حوار في جنين هلا تفكجي: إن لقاءات الحوار المجتمعي ستستمر وستتفاعل في مختلف أنحاء محافظة جنين ، حيث نلاحظ حراكا مجتمعيا حولها وتفاعلا وإثارة للكثير من القضايا الحساسة بروح نقدية عالية.

وأشارت التفكجي إلى أن الصراحة تقتضي القول أنه ما زال هناك شوط كبير يجب إنجازه حتى النهاية من أجل خلق ثقافة الحوار في المجتمع المحلي، فأحيانا يكون المواطن البسيط ملكيا أكثر من الملك، ويعتبر نفسه حارسا لمنظومة علاقات وقوى وأفكار لا تساعد على بناء الحوار.

Governorate

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">