أقام المركز القومي للدراسات والتوثيق بالتعاون مع جمعية بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية ندوة بعنوان (الاعتداءات علي المقدسات والآثار الفلسطينية)، حضرها عدد كبير من المثقفين والكتاب والشخصيات السياسية والطلاب.
وافتتح ناهض زقوت مدير عام المركز القومي للدراسات والتوثيق الجلسة الأولي بكلمة عن القدس أشار فيها إلى مدى تأثير الندوات والكتابات في إحداث التغيير لما يجري في القدس منذ عام 1948 وصولا إلى عام 1967 حتى عام 2010، متسائلا: هل تغير شي من الواقع؟ هل أوقفت إسرائيل تهويدها لمدينة القدس والمقدسات؟ هل التزمت إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية وأوقفت بناء المستوطنات؟، هل تراجعت إسرائيل عن طرد المقدسيين من بيوتهم والاستيلاء عليها؟، هل آمنت إسرائيل بان كل حفرياتها في القدس لم توصلها إلى قطعة أثرية تؤكد حضورها في المكان عبر التاريخ؟.
وقال زقوت أن العالم اليهودي فلنكشتاين أكد أن كل الحفريات في القدس لم توصلنا إلى اثر يهودي واحد. كما أن علماء الآثار والتاريخ: قالوا أن من رأس الناقورة شمالا ، وحتى رفح جنوبا، لم يثبت تاريخا أي وجود لليهود في هذه الأرض. ورغم هذا مازلنا نقول بان القدس عاصمة الأديان الثلاثة، وبان اليهود عادوا إلى فلسطين بعد التيه.
ورفض زقوت الاستناد إلى التوراة كمصدر للتاريخ الفلسطيني، وطالب بترسيخ مقولات العلم في عقول الأجيال القادمة.
وأكد أن ما نقوم به من تضامن مع القدس وأهلها عبر الصوت هو أسلوب العاجز الذي لا يملك غيره علي قاعدة النص الديني (أضعف الإيمان) ، مطالبا بتعديل ذلك الأسلوب الفاشل، وذلك بزرع فكر جديد ورؤية جديدة للأجيال القادمة .
وحذر زقوت من تقسيم الحرم القدسي كما حدث للحرم الإبراهيمي بعد المذبحة الإسرائيلية، وتخوف من تكرار هذه المجزرة في المسجد الاقصي أو بهدم المسجد الاقصي بزلزال مصطنع ، داعيا الشعب الفلسطيني إلي إنهاء حالة الانقسام والتوحد لمواجهة المشروع الإسرائيلي في القدس وفي كل قضايانا المصيرية التي ستحقق لنا الاستقلال والسيادة.
ونوه د. محمود زعيتر والمتخصص في الديانات عن خطورة البيان الذي وزعته الجماعات اليهودية المتطرفة في مدينة القدس والتي جاء فيه أن أرض القدس وجدت لليهود ومن الممنوع أن يعيش بداخلها غير اليهود مطالبين بمغادرة المسلمين من أرض القدس والتي أسماؤها أرض إسرائيل . وتحدث زعيتر عن خيبة الأمل عن الصمت الذي وصلنا له من ناحية ما يتعرض له الإسلام والمسلمين والاقصي والمقدسات من الجماعات اليهودية والمتطرفة .
وبخصوص الاعتداءات الإسرائيلية منذ عام 1948 وحتى وقتنا الحاضر تحدث عبد الحميد أبو النصر رئيس جمعية بيت القدس للدراسات والبحوث الفلسطينية عن هذه الاعتداءات بالتاريخ والوثائق ، متحدثا عن تقصير الإعلام في قضية الآثار .
وأكد أبو النصر أن اللوم يعود بشكل كبير علي وسائل الإعلام التي تتعامل بسياسية أكتر مع القضية الفلسطينية مع تغيب الثقافة والحضارة والإرث التاريخي لفلسطين بما يتنافي مع الحقائق بان فلسطين أيضا حضارة مشرقة ومنارة علمية أغنت حضارات كثيرة.
وفي الجلسة الثانية تناول هاني حبيب الكاتب والمحلل السياسي آثار الاعتداءات على المقدسات والآثار الفلسطينية على الوضع السياسي وكيفية مواجهة هذه الأخطار فيما تحدث عن القرارات الدولية ومحاولة تغييب القضية الفلسطينية وإنقاص حضورها الدولي والإعلامي. وذكر حالة التشرذم التي نمر بها وضرورة الخروج منها .
وفي كلمتها تحدثت الدكتورة نجود احمد أستاذ تاريخ القدس بجامعة القدس المفتوحة عن مدينة القدس تاريخيا وكافة المراحل التي مرت بها وعصر النهضة في زمن المسلمين والفتح الإسلامي في زمن عمر بن الخطاب والعهدة العمرية وكيف حافظ المسلمين واحترموا باقي الطوائف والأديان، وأيضا تحدثت عن الفتح الإسلامي في عهد صلاح الدين الأيوبي بعد احتلال الصليبين لها، وذكرت الأسماء القديمة لمدينة القدس عبر التاريخ وصولا إلى الاعتداءات الإسرائيلية على المدينة المقدسة بعد عام 1948 وحتى يومنا .
وقدمت الدكتورة نعمة أبو حلو أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة القدس المفتوحة عرضا مفصلا عن الآثار النفسية والاجتماعية لهذه الاعتداءات على المجتمع الفلسطيني وأكدت عدم وجود دراسات حول الآثار النفسية لسكان المدينة المقدسة حتى يومنا هذا مما يتطلب تسليط الضوء أكثر على السكان المقدسيين.
وتميزت الندوة بمداخلات هامة جدا منها مداخلة محمد العروقي مدير اليونسكو في غزة تحدث خلالها عن دور اليونسكو في حماية الآثار الفلسطينية وذكر انه تم مؤخرا ضم 3 مواقع أثرية في غزة إلى قائمة التراث العالمي منها ميناء البلاخية وموقع تل أم عامر "الملكة هيلانة " والمداخلة الثانية الكاتب والمفكر توفيق أبو شومر تحدث خلالها عن استغلال المصطلحات في الصراع الديني ومحاولات تغييب ما هو حقيقي في الثبوت التاريخي.
