لم يحمل العام الجديد اية بشائر للصحفيين الفلسطينيين فيما يتعلق بالحريات الإعلامية، حيث تعرض العديد منهم للاعتداءات خلال الشهر الأول من العام 2011، أثناء قيامهم بواجبهم الصحفي، وتغطيتهم للأحداث المختلفة في الأراضي الفلسطينية. حيث رصد مركز مدى العديد من الانتهاكات بحقهم، والتي ارتكبت من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقد واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكاتها بحق الصحفيين الفلسطينيين خلال الشهر الماضي، حيث قامت باعتقال الكاتب الصحفي علاء الريماوي في بلدة بيت ريما شمال رام الله ، الذي لا زال معتقلاً لغاية اليوم. كما منعت سلطات الاحتلال مراسل الجزيرة نت عوض الرجوب من السفر عبر معبر الكرامة دون إبداء أية أسباب، فيما ألقت قوات الاحتلال قنبلة غاز على مراسلة القس نت ديالا جويحان، أثناء تغطيتها لمواجهات دارت بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، في منطقة بطن الهوى في مدينة القدس، كما اعتدت على مصور وكالة بال ميديا حمزة نعاجي أثناء تغطيته لمواجهات بين قوات الاحتلال وشبان مقدسيين في حي سلوان بالقدس.
وعلى الصعيد الفلسطيني، تأثرت الحريات الإعلامية بالوثائق التي قامت قناة الجزيرة بنشرها ابتداءً من يوم الأحد الموافق 23/1/2011،عبر برنامج الحصاد الإخباري والتي تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، حيث حاولت مجموعة من الشبان الفلسطينيين باقتحام مكتب قناة الجزيرة في مدينة رام الله إلا أن تدخل الشرطة الفلسطينية حال دون ذلك، كما قام أربعة شبان أحدهم كان مسلحاً باقتحام مكتب وكالة بال ميديا في مدينة نابلس، وتدمير بعض من مقتنياته بعد قيام قناة الجزيرة باستئجار أستوديو الوكالة، كما قام مجهولون بإطلاق نارٍ أمام منزل مدير مكتب الوكالة في نابلس حسن التيتي. كما قام جهاز الأمن الوقائي باستدعاء مراسل الجزيرة نت عوض الرجوب واستجوابه حول اذا ما تناول موضوع الوثائق في تقاريره الإخبارية.
وأيضاً في الضفة الغربية، احتجز جهاز الأمن الوقائي مصور وكالة بال ميديا أحمد الكيلاني، بعد قيامه بإجراء مقابلة مع وزير الأسرى السابق وصفي قبها، في مدينة جنين، كما اعتقل الكاتب الصحفي عصام شاور، الذي لا زال معتقلا لغاية اليوم، وقام أيضاً باحتجاز مراسل فضائية القدس أحمد البيكاوي ومصور وكالة بال ميديا أحمد الكيلاني، بعد قيامهما بإعداد تقرير عن غلاء المعيشة في منطقة يعبد قضاء جنين.
وفي قطاع غزة قامت الشرطة التابعة للحكومة المقالة بضرب وشتم واحتجاز عدد من الصحفيات والمدونات: الكاتبة الصحفية أسماء الغول، مراسلة الجزيرة توك نازك أبو رحمة، المخرجة والمدونة رزان المدهون، المدونة عبير أيوب، والمدوّنة إيباء رزق ، أثناء اعتصام تضامني مع الشعب المصري في ساحة الجندي المجهول بالقطاع.
وتصادف في شهر كانون الثاني مرور الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد الصحفيين الأربعة: عمر عبد الحافظ السيلاوي (3/1)، باسل إبراهيم فرج (6/1)، إيهاب جمال الوحيدي (8/1)، علاء حماد مرتجى (9/1)، الذين قتلوا قبل عامين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عدوانها على قطاع غزة.
تفاصيل الانتهاكات:
أولاً: انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي: اعتقال ،اعتداءات، ومنع من السفر
استهلّت قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها ضد الصحفيين هذا العام باعتقال الكاتب الصحفي علاء الريماوي يوم الخميس الموافق 6/1/2011. وكانت قوّة من جيش الاحتلال الإسرائيلي حضرت صباح الخميس إلى منزل الريماوي في بلدة بيت ريما شمال مدينة رام الله، وقامت باعتقاله. حيث أنه ما زال معتقلاً لغاية اليوم.
من جهة أخرى، قامت قوات الاحتلال بمنع مراسل الجزيرة نت عوض الرجوب من السفر عبر معبر الكرامة، يوم الإثنين الموافق 17/1/2011، دون إبداء أية أسباب. وكان الرجوب قد توجه يوم الاثنين الماضي إلى معبر الكرامة على الحدود الفلسطينية الأردنية، بهدف السفر إلى العاصمة القطرية الدوحة، لحضور "المؤتمر الدولي للصحافة الإلكترونية" الذي تنظمه قناة الجزيرة (19 – 20 /1/2011)، إلا أنه فوجئ بمنعه من السفر من قبل الجانب الإسرائيلي. وبحسب إفادة الرجوب فقد سبق وأن سافر عبر المعبر أكثر من مرّة دون التعرّض لمشاكل، إلا أنه يرجح أن سبب منعه من السفر هو ممارسة مزيد من الضغوط على قناة الجزيرة للتأثير على طبيعة تغطيتها للممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
ويأتي منع الرجوب من السفر مخالفاً للمادة 13من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي نصّت على : " لكل فرد حق في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، وفي العودة إلى بلده".
كما قامت قوات الاحتلال أيضاً بالاعتداء على مصور وكالة بال ميديا حمزة نعاجي أثناء تغطيته لمواجهات بين قوات الاحتلال وشبان فلسطينيين في حي سلوان بمدينة القدس. وذهب نعاجي يوم الجمعة الموافق 21/1/2011، لتغطية المواجهات التي اندلعت بعد صلاة يوم الجمعة، وما أن وصل إلى هناك، حتى أصيب برصاصة مطاطية في ظهره أطلقها احد أفراد قوات الاحتلال.
وألقت قوات الاحتلال قنبلة غاز على مراسلة القس نت ديالا جويحان، أثناء تغطيتها لمواجهات دارت بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، في منطقة بطن الهوى في مدينة القدس. وأفادت جويحان أنها ذهبت يوم الجمعة الموافق 24/1/2011 لتغطية المواجهات، وحوالي الساعة الثانية والربع ظهراً، قامت قوات الاحتلال بإلقاء قنبلة غاز عليها بشكل متعمد فأصابت ظهرها، مما تسببت لها بكدمات وحروق في الجلد، كما أنها فقدت وعيها إثر استنشاقها كميات كبيرة من الغاز.
ويأتي الاستهداف الإسرائيلي للصحافيين في الأراضي الفلسطينية مخالفاً للمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي نصت على: " لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية".
ثانياً: انتهاكات على خلفية نشر وثائق المفاوضات على الجزيرة:
أثار قيام نشر قناة الجزيرة لوثائق تتعلق بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية خلال السنوات العشر الأخيرة وتخصيص أربع حلقات من برنامج الحصاد الإخباري للتعليق عليها، ردود فعل غاضبة لدى القيادة الفلسطينية في رام الله. وتعرّضت قناة الجزيرة لعدد من الانتهاكات بعد قيامها ببث أول حلقة من البرنامج. فقد حاولت مجموعة من الشبان الفلسطينيين يوم الاثنين الموافق 24/1/2011 اقتحام مكتب قناة الجزيرة في مدينة رام الله. وأفاد مدير مكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية وليد العمري لمركز مدى أن مجموعة من الشبان حاولت الاعتداء على مكتب الجزيرة إلا أن الشرطة الفلسطينية اعترضتهم وقامت بواجبها على أكمل وجه، معرباً عن شكره الحار لدور الشرطة الفلسطينية في التصدي لهم. وأضاف العمري قائلاً: " من حق الناس أن تعترض على ما تقوم الجزيرة بنشره ولكن ليس من حقها أن تعتدي".
وفي حادثة أخرى، قام أربعة شبان أحدهم كان مسلّحا يوم الأربعاء الموافق 26/1/2011، باقتحام مكتب وكالة بال ميديا في مدينة نابلس، وتدمير بعض من مقتنياته، كما قام مجهولون بنفس اليوم بإطلاق نار أمام منزل مدير مكتب الوكالة في نابلس حسن التيتي. وكانت قناة الجزيرة قد استأجرت أستوديو من وكالة بال ميديا لإجراء مقابلة مع الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم، للحديث عن الوثائق التي تبثها قناة الجزيرة حول المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية. وأفاد التيتي لمركز مدى قائلاً: " تم اقتحام المكتب حوالي الساعة الثالثة والربع من ظهر يوم الأربعاء، بعد الانتهاء من بث البرنامج فوراً، حيث قام المقتحمون بالسؤال عن الدكتور القاسم وعني، حيث لم أكن موجوداً في المكتب، فبدأوا بتحطيم بعض المقتنيات الموجودة فيه، كجهاز الحاسوب وكاميرا الأستوديو وآلة تصوير وبعض ألواح الزجاج ومن ثم قاموا بالفرار. وفي تمام الساعة الثانية عشر والنصف ليلاً تم إطلاق النار في الهواء أمام منزلي من قبل مجهولين".
ومن جانبه استدعى جهاز الأمن الوقائي في بلدة دورا بمدينة الخليل مراسل الجزيرة نت عوض الرجوب للتحقيق، وذلك يوم الخميس الموافق 27/1/2011. وأفاد الرجوب أنه تلقى عصر يوم الأربعاء (26/1) اتصالا هاتفيا من الأمن الوقائي في دورا، وأبلغوه بأنهم حضروا إلى مكتبه لتسليمه استدعاء للحضور إلى مقر الجهاز في البلدة في الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي. وأكمل الرجوب قائلاً: " ذهبت إلى المقر في الوقت المحدد وتم احتجاز هاتفي النقال وبطاقتي الشخصية، ثم تم استجوابي عن طبيعية عملي وتقارير سبق وقمت بإعدادها وطبيعة التقارير التي أعدها وهل أقترحها أنا أم تطلبها مني الجزيرة، وهل أتطرق للاعتقالات والتعذيب أم لا، وفيما إذا كنت تطرقت للوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة حول المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية. وبقيت في المقر نحو أربع ساعات، خضعت فيها للاستجواب مرتين، ومن ثم تم إطلاق سراحي على أن أعود في حال الاتصال بي مرة أخرى ".
ثالثاً: انتهاكات جهاز الأمن الوقائي في الضفة:
ارتكب جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية، عدد من الانتهاكات بحق الصحفيين خلال الشهر الماضي. حيث قام باحتجاز مصور وكالة بال ميديا أحمد الكيلاني، بعد قيامه بإجراء مقابلة مع وزير الأسرى السابق وصفي قبها. وذلك يوم الأربعاء الموافق 5/1/2011 في مدينة جنين بالضفة الغربية. وأفاد الكيلاني لمركز مدى أنه بعد انتهائه من المقابلة قام جهاز الأمن الوقائي بالاتصال به، وطلب منه الحضور الفوري إلى مقرهم، وعندما ذهب إلى هناك قام جهاز الأمن الوقائي بالإطلاع على المقابلة، وأمروه بالتعهد بعدم نشرها، فرفض ذلك لأن المادة تتطرق لقضية الأسرى ولا يوجد مبرر لحذفها. وأضاف الكيلاني قائلاً: " لقد تم احتجازي لمدة ثلاث ساعات ومن ثم أطلق سراحي، ولكن الكاميرا بقيت عندهم، وفي ظهر اليوم التالي قاموا بالاتصال بي لتسليمي الكاميرا، وقد كانت المقابلة حُذفت منها".
كما قام الوقائي يوم الاثنين الموافق 17/1/2011، باعتقال الكاتب الصحفي عصام شاور، وذلك في مدينة قلقيلية في الضفة الغربية. وأفادت زوجته لمركز مدى أن أفراد من الأمن الوقائي جاءوا إلى المنزل حوالي الساعة العاشرة صباحاً، وسألوا عن شاور إلا أنه كان في عيادة الأسنان التي يملكها، فذهبوا إلى العيادة واعتقلوه من هناك. وأضافت زوجته قائلة: " لم يتم توجيه أي تهم له، ولكن تم اعتقاله بسبب مقلاته التي يكتبها في صحيفة فلسطين".
وفي حادثة أخرى، احتجز جهاز الوقائي مصور وكالة بال ميديا أحمد الكيلاني ومراسل فضائية القدس أحمد البيكاوي، بعد انتهائهم من عمل تقرير في منطقة يعبد قضاء جنين بالضفة الغربية. وأفاد الكيلاني لمركز مدى أنه ذهب مع زميله لمنطقة يعبد لعمل تقرير عن غلاء المعيشة، وبعد الانتهاء من التصوير، قام أحد أفراد الأمن الوقائي بالاتصال بزميله البيكاوي، وطلب منه أن يحضرا إلى المقر مع المادة التصويرية. وأضاف الكيلاني قائلاً: " عندما ذهبنا إلى هناك، قام الجهاز بالإطلاع على التقرير، ومن ثم تم إطلاق سراحنا، لقد بقيت هناك حوالي خمس دقائق أما زميلي فبقي هناك ساعة ونصف حتى انتهوا من الإطلاع على التقرير".
رابعاً: الاعتداء على عدد من الصحفيات من قبل الشرطة في قطاع غزة:
قامت الشرطة التابعة للحكومة المقالة بضرب وشتم واحتجاز عدد من الصحفيات والمدونات في قطاع غزة، أثناء اعتصام تضامني مع الشعب المصري في ساحة الجندي المجهول، وذلك يوم الاثنين الموافق 31/1/2011. وتجمع الصحفيون والصحفيات للتغطية وللمشاركة في اعتصام شعبي للتضامن مع الشعب المصري، وما أن وصلوا إلى مكان الاعتصام، حتى قامت مجموعة من الشرطة النسائية بمصادرة الكاميرات التي بحوزة الصحفيات وقمن بجرهنّ بقوّة إلى سيارة مدنية حيث تعرضن للشتم والضرب خلال طريقهن إلى مركز التحقيق القريب من المنطقة. كما قام أفراد من الشرطة باعتقال والاعتداء على بعض الصحفيين والمدونين وتم أخذهم إلى نفس مكان التحقيق. وأفادت الكاتبة الصحفية أسماء الغول لمركز مدى أنها وجميع زميلاتها الصحافيات وهن: مراسلة الجزيرة توك نازك أبو رحمة، المخرجة والمدونة رزان المدهون، المدونة عبير أيوب، والمدوّنة إيباء رزق، تعرّضن للإهانة والشتائم والضرب والتفتيش المهين، كما طُلب منهن التوقيع على تعهد "بالالتزام بالأخلاق العامة وعدم المشاركة في الاعتصامات" ولكنهن رفضن ذلك، فتم احتجازهن من الساعة الثانية ظهراً لغاية السادسة مساءً، بعد ذلك تم تغيير التعهد ليقتصر فقط على المشاركة في الاعتصامات فوقعن عليه وتم إطلاق سراحهن ما عدا الغول التي بقيت محتجزة لغاية الساعة السابعة. وأضافت الغول قائلة: "لقد قامت المحققة بفصلي عن باقي الزميلات وذلك بغية ضربي، حيث ضربتني بعنف على خداي ورقبتي وقامت بشد شعري بقوة بالرغم من معاناتي من مشاكل في الغدد والعصب القريب من عيني، وأيضاً تعرضت للشتائم من قبل أحد أفراد الشرطة، من ثم قمت بالتوقيع على التعهد وأطلق سراحي".
إن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) يستنكر جميع الانتهاكات بحق الصحفيين، ويشيد بالصحفيين الفلسطينيين الذين يواصلون تغطية الأحداث بالرغم من كل التحديات اليومية التي يواجهونها. ويطالب المجتمع الدولي بإلزام سلطات الاحتلال باحترام حرية الرأي والتعبير في الأراضي الفلسطينية، ومحاسبتها على انتهاكاتها المستمرة بحق الصحفيين الفلسطينيين. كما يطالب الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة بالتقييد بالقانون الفلسطيني الأساس، خاصة المادة 19 منه والتي تكفل حرية الرأي والتعبير، ويطالب باطلاق سراح الصحفيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية والفلسطينية.
انتهاكات كانون الثاني 2011 حسب التسلسل الزمني:
(5/1) احتجز جهاز الأمن الوقائي يوم الأربعاء الموافق 5/1/2011، مصور وكالة بال ميديا أحمد الكيلاني، بعد قيامه بإجراء مقابلة مع وزير الأسرى السابق وصفي قبها، في مدينة جنين بالضفة الغربية. وأفاد الكيلاني لمركز مدى أنه بعد انتهائه من المقابلة قام جهاز الأمن الوقائي بالاتصال به، وكلب منه الحضور الفوري إلى مقرهم، وعندما ذهب إلى هناك قام جهاز الأمن الوقائي بالاطلاع على المقابلة، وأمروه بالتعهد بعدم نشرها، فرفض ذلك لأن المادة تتطرق لقضية الأسرى ولا يوجد مبرر لحذفها. وأضاف الكيلاني قائلاً: " لقد تم احتجازي لمدة ثلاث ساعات ومن ثم أطلق سراحي، ولكن الكاميرا بقيت عندهم، وفي ظهر اليوم التالي قاموا بالاتصال بي لتسليمي الكاميرا، وقد كانت المقابلة حُذفت منها".
(17/1) منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مراسل الجزيرة نت في الضفة الغربية عوض الرجوب من السفر عبر معبر الكرامة، يوم الاثنين الموافق 17/1/2011، دون إبداء أية أسباب. وكان الرجوب قد توجه في اليوم المذكور إلى معبر الكرامة على الحدود الفلسطينية الأردنية، بهدف السفر إلى العاصمة القطرية الدوحة، لحضور "المؤتمر الدولي للصحافة الإلكترونية" الذي تنظمه قناة الجزيرة (19 – 20 /1/2011)، إلا أنه فوجئ بمنعه من السفر من قبل الجانب الإسرائيلي. وبحسب إفادة الرجوب فقد سبق سافر عبر المعبر أكثر من مرّة دون التعرّض لمشاكل، إلا أنه يرجح أن سبب منعه من السفر هو ممارسة مزيد من الضغوط على قناة الجزيرة للتأثير على طبيعة تغطيتها للممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية.
ويأتي منع الرجوب من السفر مخالفاً للمادة 13من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي نصّت على : " لكل فرد حق في مغادرة أي بلد، بما في ذلك بلده، وفي العودة إلى بلده".
(17/1) اعتقل جهاز الأمن الوقائي يوم الإثنين الموافق 17/1/2011 ، الكاتب الصحفي عصام شاور، وذلك في مدينة قلقيلية في الضفة الغربية. وأفادت زوجته لمركز مدى أن أفرادا من الأمن الوقائي جاءوا إلى المنزل حوالي الساعة العاشرة صباحاً، وسألوا عن شاور إلا أنه كان في عيادة الأسنان التي يملكها، فذهبوا إلى العيادة واعتقلوه من هناك. وأضافت زوجته قائلة: " لم يتم توجيه أي تهم له، ولكن تم اعتقاله بسبب مقلاته التي يكتبها في صحيفة فلسطين".
(24/1) حاولت مجموعة من الشبان الفلسطينيين يوم الاثنين الموافق 24/1/2011 اقتحام مكتب قناة الجزيرة في مدينة رام الله، وذلك رداً على نشر الأخيرة لوثائق حول المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية خلال السنوات العشر الماضية. وأفاد مدير مكتب الجزيرة في الأراضي الفلسطينية وليد العمري لمركز مدى أن مجموعة من الشبان حاولت الاعتداء على مكتب الجزيرة إلا أن الشرطة الفلسطينية اعترضتهم وقامت بواجبها على أكمل وجه، معرباً عن شكره الحار لدور الشرطة الفلسطينية في التصدي لهم. وأضاف العمري قائلاً: " من حق الناس أن تعترض على ما تقوم الجزيرة بنشره ولكن ليس من حقها أن تعتدي".
(24/1) ألقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنبلة غاز على مراسلة القس نت ديالا جويحان، أثناء تغطيتها لمواجهات دارت بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وشبان فلسطينيين، في منطقة بطن بطن الهوى في مدينة القدس. وأفادت جويحان أنها ذهبت يوم الجمعة الموافق 24/1/2011 لتغطية المواجهات، وحوالي الساعة الثانية والربع ظهراً، قامت قوات الاحتلال بإلقاء قنبلة غاز عليها بشكل متعمد فأصابت ظهرها، مما تسبب لها بكدمات وحروق في الجلد، كما أنها فقدت وعيها إثر استنشاقها كميات كبيرة من الغاز. وأضافت جويحان: " لقد تم إسعافي في منطقة الحدث فوراً وإرسالي إلى المنزل، وبقيت غير قادرة على الذهاب إلى العمل لمدة يومين".
(26/1) احتجز جهاز الأمن الوقائي مصور وكالة بال ميديا أحمد الكيلاني ومراسل فضائية القدس أحمد البيكاوي، بعد انتهائهم من عمل تقرير في منطقة يعبد قضاء جنين بالضفة الغربية. وأفاد الكيلاني لمركز مدى أنه ذهب مع زميله لمنطقة يعبد لعمل تقرير عن غلاء المعيشة، وبعد الانتهاء من التصوير، قام أحد أفراد الأمن الوقائي بالاتصال بزميله البيكاوي، وقال له أن يحضرا إلى المقر مع المادة التصويرية. وأضاف الكيلاني قائلاً: " عندما ذهبنا إلى هناك، قام الجهاز بالإطلاع على التقرير، ومن ثم تم إطلاق سراحنا، لقد بقيت هناك حوالي خمسة دقائق أما زميلي فبقي هناك ساعة ونصف حتى انتهوا من الاطلاع على التقرير".
(26/1) قام أربعة شبان أحدهم كان مسلّحا يوم الأربعاء الموافق 26/1/2011، باقتحام مكتب وكالة بال ميديا في مدينة نابلس، وتدمير بعض من مقتنياته، كما قام مجهولون بإطلاق نار أمام منزل مدير مكتب الوكالة في نابلس حسن التيتي.وكانت قناة الجزيرة قد استأجرت أستوديو من وكالة بال ميديا لإجراء مقابلة مع الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور عبد الستار قاسم، للحديث عن الوثائق التي تبثها قناة الجزيرة حول المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية. وأفاد التيتي لمركز مدى قائلاً: " تم اقتحام المكتب حوالي الساعة الثالثة والربع من ظهر يوم الأربعاء، بعد الانتهاء من بث البرنامج فوراً، حيث قام المقتحمون بالسؤال عن الدكتور القاسم وعني، حيث لم أكن موجوداً في المكتب، فبدأوا بتحطيم بعض المقتنيات الموجودة فيه، كجهاز الحاسوب وكاميرا الأستوديو وآلة تصوير وبعض ألواح الزجاج ومن ثم قاموا بالفرار. وفي تمام الساعة الثانية عشر والنصف ليلاً تم إطلاق النار في الهواء أمام منزلي من قبل مجهولين".
(27/1) استدعى جهاز الأمن الوقائي في بلدة دورا بمدينة الخليل مراسل الجزيرة نت عوض الرجوب للتحقيق، وذلك يوم الخميس الموافق 27/1/2011. وأفاد الرجوب أنه تلقى عصر يوم الأربعاء (26/1) اتصالا هاتفيا من الأمن الوقائي في دورا، وأبلغوه بأنهم حضروا إلى مكتبه لتسليمه استدعاء للحضور إلى مقر الجهاز في البلدة في الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي. وأكمل الرجوب قائلاً: " ذهبت إلى المقر في الوقت المحدد وتم احتجاز هاتفي النقال وبطاقتي الشخصية، ثم تم استجوابي عن طبيعية عملي وتقارير سبق وقمت بإعدادها وطبيعة التقارير التي أعدها وهل أقترحها أنا أم تطلبها مني الجزيرة، وهل أتطرق للاعتقالات والتعذيب أم لا، وفيما إذا كنت تطرقت للوثائق التي نشرتها قناة الجزيرة حول المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية. وبقيت في المقر نحو أربع ساعات. خضعت فيها للاستجواب مرتين، ومن ثم تم إطلاق سراحي على أن أعود في حال الاتصال بي ".
(31/1) قامت الشرطة التابعة للحكومة المقالة بضرب وشتم واحتجاز عدد من الصحفيات المدونات في قطاع غزة، أثناء اعتصام تضامني مع الشعب المصري في ساحة الجندي المجهول، وذلك يوم الاثنين الموافق 31/1/2011. وتجمع الصحفيون والصحفيات للتغطية وللمشاركة في اعتصام شعبي للتضامن مع الشعب المصري، وما أن وصلوا إلى مكان الاعتصام، حتى قامت مجموعة من الشرطة النسائية بمصادرة الكاميرات التي بحوزة الصحفيات وقمن بجرهنّ بقوّة إلى سيارة مدنية حيث تعرضن للشتم والضرب خلال طريقهن إلى مركز التحقيق القريب من المنطقة. كما قام أفراد من الشرطة باعتقال والاعتداء على بعض الصحفيين والمدونين وتم أخذهم إلى نفس مكان التحقيق. وأفادت الكاتبة الصحفية أسماء الغول لمركز مدى أنها وجميع زميلاتها الصحافيات وهن: مراسلة الجزيرة توك نازك أبو رحمة، المخرجة والمدونة رزان المدهون، المدونة عبير أيوب، والمدوّنة إيباء رزق، تعرّضن للإهانة والشتائم والضرب والتفتيش المهين، كما طُلب منهن التوقيع على تعهد "بالالتزام بالأخلاق العامة وعدم المشاركة في الاعتصامات" ولكنهن رفضن ذلك، فتم احتجازهن من الساعة الثانية ظهراً لغاية السادسة مساءً، بعد ذلك تم تغيير التعهد ليقتصر فقط على المشاركة في الاعتصامات فوقعن عليه وتم إطلاق سراحهن ما عدا الغول التي بقيت محتجزة لغاية الساعة السابعة. وأضافت الغول قائلة: "لقد قامت المحققة بفصلي عن باقي الزميلات وذلك بغية ضربي، حيث ضربتني بعنف على خداي ورقبتي وقامت بشد شعري بقوة بالرغم من معاناتي من مشاكل في الغدد والعصب القريب من عيني، وأيضاً تعرضت للشتائم من قبل أحد أفراد الشرطة، من ثم قمت بالتوقيع على التعهد وأطلق سراحي".