رام الله - تعرب إدارة مجلة "الزيزفونة" للأطفال أنها تستنكر الحملة المضللة التي وظفتها بعض المصادر الإعلامية الإسرائيلية حول الخاطرة المنشورة في مجلة الزيزفونة العدد رقم 32 تاريخ شهر شباط 2011 والتي اتهمت من خلالها المجلة بتحريضها على العنف، حيث تفيد المجلة أن ماجاء في سياق العدد المذكور على لسان طفلة في العاشرة من عمرها مجرد حلم. حول قولها لهتلر: "انت من قتل اليهود". ولم يكن قولها إلا اتهاما له وليس سؤالاً كما فسرته تلك المصادر الإعلامية.
وتؤكد "الزيزفونة" ومن منطلق حرصها على وعي أطفالنا انها ضد ثقافة العنف والقتل والتحريض من أي طرف كان وإن من حق الشعوب الحياة والعيش بأمن وسلام، والسؤال الأهم: طالما اثير هذا الموضوع الذي فهم على غير سياقه هو لماذا تحلم طفلة في العاشرة بكوابيس يرفضها أصلا شعبنا الفلسطيني التوّاق للحرية وللحياة والعيش في دولته وعلى ارضه المحتلة منذ العام 1967 وعاصمتها القدس العربية ؟
ولماذا لا تحلم هذه الطفلة بالورد وباللعب والفضاء الواسع لطفولتها ؟
وفي سياق آخر تبدي المجلة استغرابها من منظمة اليونسكو في رام الله على موقفها بدعم المجلة مستقبلا كما جاء برسالتهم الموجهة عبر الاعلام ولا بد من الاشارة إلى أن اليونسكو قام بدعم جزئي لطباعة ثلاثة أعداد وهي أشهر 8+9+10/2011 فقط لاغير. والمجلة تأمل من اليونسكوعدم الرضوخ لوجهة النظر الاعلامية الإسرائيلية التي حمّلت الخاطرة المذكورة على غير سياقها، وتدعو المجلة اليونسكو كمنظمة عقلانية بألا تخضع للابتزاز ولا لرأي أحادي وإلى العدول عن موقفها فهذه المنظمة التي تجاوزت كل أزمات وضغوطات عدم قبول فلسطين في عضويتها لا نعتقد أنها سوف تأخذ بوجهة نظر غير صحيحة وواضحة.
ومجلة "الزيزفونة" توضح الآتي:
وظيفة المجلة تشجيع الأطفال على الكتابة والتعبير عن آرائهم وأحلامهم وطموحاتهم والأخذ بأيديهم إلى فضاء الابداع والأدب دون منغصان ودون رقيب يعد عليهم انفاسهم.
نحن في الجمعية ضد القتل من أي طرف كان وفي حق أي كان.
الجمعية ترحب بانضمام الجميع إليها دون الالتفات للدين أو الجنس أو اللون أو الطيف السياسي كما أن بريد المجلة يستقبل كافة مشاركات الأطفال ومن كافة المدارس وفي الآونة الأخيرة هناك مشاركات من طلبة في مدارس الأردن .
الجمعية والمجلة بعيدة كل البعد عن السياسة والدين المسيّس ونعتبر هذا من أهم أسباب ديمومة المجلة ونجاحها وسرعة انتشارها وحضورها بين شريحة الطلاب لأننا نعتقد أن الطفل الفلسطيني يجب أن يكون بعيدا عن السياسة خاصة في سن الطفولة.
السلطة الوطنية الفلسطينية تقدم الدعم البسيط للجمعية أسوة بباقي الجمعيات التي تتلقى دعماً مادياً لتقديم خدمات للمجتمع الفلسطيني بكافة شرائحه دون تمييز، ولديمومة تقديم خدماتها لفئة الأطفال من خلال البرامج التي تعمل عليها ومنها: تقديم المحاضرات في مجال الكتابة الابداعية وفي مجالات أخرى وحسب الخطة المرسومة في بداية كل عام، ودورات الرسم، ومحاضرات حول العنف داخل المدارس، إضافة إلى عمل الأيام الترفيهية داخل المدارس بالمجان، أيضاً الاصدارات والمطبوعات التي تستهدف فئة الأطفال.
نحن كفلسطينين نعتبر أن مشكلتنا مع الاحتلال الإسرائيلي لأرضنا وليست مع اليهود كما أننا ضد نظام (الأبرتهايد) وضد جدار الفصل العنصري وسياسة القتل والاعتقال وزج الشعب في سجون الاحتلال خاصة فئة الأطفال والنساء.
نحن من يتعرض إلى أبشع الجرائم منذ ستين عاما ولازلنا نعاني من الظلم والاحتلال.
نحن لا ننكر الهولوكوست، ولكن لا يحق لمن ظُلم يوما ما أن يصبح ظالماً لغيره، ومن قُتل على يد النازية أن يقوم بقتل الآخرين بدم بارد رداً على ذلك، ويحقق العيش الكريم لأطفاله وشعبه على حساب شعب آخر.
الخاطرة التي كتبتها الطفلة عبارة عن حُلم حلُمَت به، والمفروض أن تحلُم هذه الطفلة بالحياة الجميلة وبالورود والمستقبل الزاهر وبالملائكة كباقي أطفال العالم .. لا أن تحلم (بهتلر)، من خلال النص.
المجلة تهتم بأدب الأطفال بشكل عام لكنها لا تمتلك القدرة على منعهم أن يحلموا ويعبرون عن ذاتهم وعما يدور بخلدهم بحرية ودون قيود.
هيئة تحرير المجلة