حصد مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية جائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية، التي يقدمها برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) سنوياً بهدف تشجيع الإبداع والابتكار في التنمية البشرية. وتأتي هذه الجائزة الدولية تقديراً لجهود مركز تطوير في تنفيذه لمشروع غزة الطارئ "المال مقابل العمل ودعم العمل الحر" المموّل من البنك الدولي. حيث كان لهذا المشروع أثرأ كبيرأ على الشباب العاطلين عن العمل من خلال توفير فرص العمل المؤقت والرقمي لهم وتحسين الخدمات الاجتماعية للفئات المستهدفة. كما ساهم وبشكل لافت بتعزيز الفرص الاقتصادية للنساء وببناء قدراتهن المهنية للمشاركة في سوق العمل.
وبهذه المناسبة، أشاد السيد زاهي خوري، رئيس مجلس إدارة مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية ورجل الأعمال ذو الإنجازات الكبيرة في فلسطين، والذي يؤمن إيماناً راسخاً بروح ريادة الأعمال لدى الشباب الفلسطيني: "إن حصولنا على هذه الجائزة هو بمثابة شهادة اعتراف بالقدرة المذهلة لسكان قطاع غزة على مجابهة التحديات والسعي للحصول على فرص العمل الملائمة والتميز فيها. وأظهر طاقم مركز تطوير، تفانياً وإبداعاً واحترافية، وهذا في صميم ما تقر به هذه الجائزة." والجدير بالذكر أن تركيز الجائزة في العام ٢٠٢٢ انصب على الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة – العمل الملائم والنمو الاقتصادي – والذي يتماشى مع مشروع غزة الطارئ، حيث تنافس مركز تطوير مع 47 مؤسسة أهلية حول العالم، لتعلن لجنة الجائزة التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن طلال، فوز مركز تطوير بجائزة الفرع الثاني المخصص لمشاريع الجمعيات الأهلية الوطنية.
وسيشارك مدير مركز تطوير، السيد غسان كسابرة، في الحفل الذي سينظمه برنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند) في دبي مطلع كانون الأول 2023 لتسلم الجائزة. وعبر كسابرة عن سعادته وتقديره للقائمين على هذه الجائزة مؤكداً: "أن حصول مركز تطوير على هذه الجائزة تتويج للجهود المشتركة بين مركز تطوير والمؤسسات الأهلية الشريكة والبنك الدولي الذي موّل مشروع غزة الطارئ. وأود أن أُثمّن ثقته الكبيرة بقدرتنا على تحقيق التأثير والنتائج المرجوة." مضيفاً أن عدد المستفيدين من المشروع بلغ 6361 مستفيداً، شكلت النساء ما نسبته 67% منهم، وأدى الجمع بين توفير المال للعمل وتوفير فرص العمل الرقمية من خلال المشروع إلى فتح سوق عمل لشرائح مختلفة من المجتمع بمجالات متعددة.
لقد جاء المشروع في أعقاب فترة أصبح فيها العمل الرقمي بشكل خاص أساساً جوهرياً للنمو الاقتصادي وتوفير فرص العمل، بعد التأثير المدمّر لجائحة كورونا. ومع تجاوز التكنولوجيا لجميع الحدود الجغرافية والسياسية، تقدم الرقمنة مستقبلاً جديداً واعداً في وقت حرج غير مسبوق. وشكلت القدرة على توسيع الفرص إلى خارج الحدود أمراً بارزاً للكثيرين.
وشدد السيد زاهي خوري على أهمية توفير فرص العمل اللائق لجميع أبناء الشعب الفلسطيني في مختلف القطاعات، وحث على تقديم المزيد من الدعم في هذا المجال من قِبل الجهات المانحة. "إن الدعم المقدم من البنك الدولي هو دليل على التأثير الذي يمكن أن تحدثه المشاريع التنموية على الاقتصاد. نأمل في مركز تطوير أن يكون حصولنا على هذه الجائزة حافزا لدى الجهات المانحة لمواصلة دفع أجندتهم نحو دعم المؤسسات الأهلية الفلسطينية والمجتمع المدني لتحقيق التقدم والإغاثة في فلسطين".
وأعرب السيد زاهي خوري عن بالغ اعتزازه وتقديره بالمؤسسات الأهلية الشريكة ضمن مشروع غزة الطارئ وبمركز تطوير، "كما أتوجه ببالغ الشكر والتقدير للجمعية العمومية في مركز تطوير ومجلس إدارته وطاقمه التنفيذي في الضفة الغربية وقطاع غزة، فبفضل دعمهم والتزامهم وجهودهم تحقق هذا الإنجاز الكبير بالفوز بجائزة الأمير طلال الدولية للتنمية البشرية، والتي ستعزز من مكانة مركز تطوير على خارطة العمل التنموي".
تجدر الإشارة أن مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية هو مؤسسة أهلية غير ربحية، تأسس استجابةً للحاجة إلى وجود آلية فلسطينية مستدامة تعمل على توفير الدعم للقطاع الأهلي الفلسطيني، حيث يعمل المركز على تطوير قدرات المؤسسات الأهلية الفلسطينية في تقديم الخدمات النوعية، وخاصة للفئات الفقيرة والمهمشة. وتعزيز اعتمادها على ذاتها، وتمكين المؤسسات الأهلية الشريكة كي تكون أكثر استدامة، وذلك من خلال توفير الدعم المالي والفني لها. ويحتكم مركز تطوير في عمله إلى الجمعية العمومية التي تضم 35 عضواً من القطاع العام والخاص والمجتمع المدني وشرائح فلسطينية متنوعة وممثلين عن شبكات واتحادات المؤسسات الأهلية الفلسطينية الرئيسية الأربعة في فلسطين.