بدأت هيئة العمل التطوعي الفلسطيني وبالشراكة مع مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية "شمس" بتوثيق تجربة العمل التطوعي في فلسطين من خلال كتاب وفيلم يتناولن مقابلات شفهية مع رواد العمل التطوعي الذين خاضوا التجربة الوطنية في مجال العمل التطوعي فترة السبعينات حتى بداية التسعينات من القرن الماضي وكيف ساهمت هذه التجربة التطوعية في تحقيق المطالب الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى الوطنية للشعب الفلسطيني خلال تلك الحقبة.
وتحدث د. عمر رحال مدير عام مركز شمس بان المركز يؤكد على أهمية توثيق التجربة الفلسطينية في العمل التطوعي كونها مثالا يحتذى به، حيث إن المجتمع الفلسطيني بخصوصيته وبما يتعرض له من احتلال وعدوان مستمر متواصل طال البشر والشجر والحجر أصبح ضحية الأزمات المتواصلة، مثقل بالأعباء من كل الأنواع مستقبل للكوارث فبات في طليعة المجتمعات العالمية التي تحتاج إلى عمل تطوعي منظم مثابر. على الرغم من هذا نرى أن الجهود التطوعية الفلسطينية تواجه العديد من العقبات التي تحيدها عن تحقيق الأهداف المرجوة من خلالها. وبفعل الظروف القاسية التي عاشتها الجماهير الفلسطينية وبفعل عمل ودور المؤسسات الجماهيرية والنقابية والحزبية، الأمر الذي أدى إلى تعزيز مفهوم العمل التطوعي والتقريب بين فئات الشعب على اختلاف ألوانها الدينية والمذهبية والفكرية والسياسية والاجتماعية وتعزز بذلك مفهوم الانتماء والولاء للمجتمع الفلسطيني بشكل عام، وشكل اللبنة الأساسية للعمل التطوعي الذي نما وازدهر ونمت معه المؤسسات التطوعية.
ومن جانبه قال حسين يحيى منسق عام هيئة العمل التطوعي الفلسطيني بأن مبادرة توثيق تجربة العمل التطوعي في فلسطين تأتي ضمن إطار الخطة الثقافية التنموية للهيئة والهادفة لتعزيز ثقافة العمل التطوعي لدى الجيل الناشئ ليساهم في تعميم هذه الثقافة التنموية لدى جميع مكونات المجتمع الفلسطيني.
وأكد يحيى على أن فلسطين المحتلة تتميز بتراث ثقافي عريق ومميز في مجال العمل التطوعي والذي أصبح على مر السنين والأعوام يعتبر جزء من الحياة اليومية والهوية الوطنية في فلسطين، وانه واجب علينا في الوقت الحالي في ظل المحاولات الفاشلة التي تستهدف هويتنا الفلسطينية وقوميتنا العربية أن نحمي هذا الإرث الإنساني والحضاري، ونحافظ على هذه الثقافة الوطنية من الاندثار من خلال توثيقها (كتاب وفيلم) لتكون نبراسا ملهما للأجيال القادمة من حيث قصص النجاح، واستذكارا لأصالة وعراقة رواد العمل التطوعي الذين كان لهم الأثر الكبير في الحفاظ على هذه الذاكرة الوطنية وحراستها.
وأضاف بان توثيق هذه التجربة الفلسطينية هي مسؤولية وطنية عامة ينبغي على كل المواطنين الفلسطينيين أن ينضموا إليها ويشاركوا بها من خلال تزويد - المؤسستين القائمتين على توثيقها - بما يمكن إثرائها من صور فوتوغرافية أو مقالات تثقيفية وتحقيقات صحفية أو تجربة مميزة مروية أو ذاكرة حية قيمة قادرة على روايتها.