ضمن فعاليات برنامج مسابقة منتدى الحوار الفلسطيني، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم / الإدارة العامة للأنشطة والبرامج، اختتمت مؤسسة أفكار للتطوير التربوي والثقافي الفصل الثاني من المرحلة التمهيدية والممولة من مركز تطوير المؤسسات الأهلية (NDC)، يوم الخميس 10/5/2012، في قاعة المدرسة الإسبانية/ سلفيت، كما واختتمت الفصل الأول من المرحلة التمهيدية والممولة من مؤسسة روزا لوكسيمبيرج الألمانية يوم الأحد 20/5/2012، في قاعة مديرية التربية والتعليم/ رام الله، على أن يبدأ الفصل الثاني من هذه المرحلة في بداية العام الدراسي المقبل، وقد استهدفت كل من المرحلتين 192 طالب وطالبة و43 منسق ومنسقة من 43 مدرسة حكومية موزعين على محافظات نابلس وقلقيلية وسلفيت ورام الله.
وأشاد المدير العام لمؤسسة أفكار، الأستاذ عودة زهران، بدور وزارة التربية والتعليم/ الإدارة العامة للأنشطة ممثلة بالأخت إلهام المحيسن وبإيمانها بنشاطات وبرامج المؤسسة لما فيها من أثار إيجابية على عملية التعلم وشخصية الطلبة، وأثنى كذلك على دور مديرات ومدراء مديريات التربية والتعليم في المحافظات والمدارس المشاركة لاستعدادهم ودعمهم المتواصل للأنشطة اللامنهجية، شاكراً تعاونهم مع المؤسسة في إفساح المجال لتمكين وتطوير إمكانيات الطلبة وجهود منسقيهم في تيسير ومتابعة البرنامج مع طلبتهم. كما وأثنى على دور كل من مركز تطوير المؤسسات الأهلية ومؤسسة روزا لوكسيمبيرج الألمانية في دعم وتبني هذه المراحل ووضعها في سلم أولوياتها واهتماماتها.
وقد تمحورت المناظرات ما بين الطلبة حول قضايا اجتماعية وسياسية وحقوقية من أهمها: حق المرأة في العمل والكوتا النسائية ومشروعية عقوبة الإعدام، وغيرها من القضايا الجدلية الشيقة التي ناقشها الطلبة بكل حماسة وثقة، مستندين بمداخلاتهم إلى دلائل علمية وحجج مثبتة، والبحث عن مصادر وأدوات لدعم وجهة نظرهم ودحض وجهة النظر الأخرى معززين بمعايير حضارية في التناظر والمحاججة.
وفيما يتعلق بالفعاليات، وفي الفصل الثاني، تناظرت 20 مدرسة من محافظات نابلس وسلفيت وقلقيلية، حيث ترشحت المدرسة الأولى في المحافظة لتتنافس مع مثيلاتها في المحافظات الأخرى. ففي محافظة نابلس، حصلت مدرسة الملك طلال على المرتبة الأولى في معارضتها لموضوع خروج المرأة للعمل، مستندين إلى أن موقعها الطبيعي ودورها الرئيسي يكمن في تربية الأولاد والعمل في البيت، في حين حازت مدرسة بنات فاطمة سرور الثانوية من محافظة قلقيلية على ذات المرتبة والتي اتخذت أيضاً موقف المعارضة لعقوبة الإعدام، مستندة على أساس عدم أحقية الدولة في انتزاع حياة الإنسان، حيث دعمت الطالبات مداخلاتهن بأن عقوبة السجن المؤبد هي البديل الإنساني والتي يمكنها إحداث أثر في تعديل سلوك الفرد. أما مدرسة بنات كفل حارس من محافظة سلفيت، فكانت في الصف المعارض لموضوع نظام التوجيهي القائم في فلسطين، كونه فاقداً ميكانيزمات الإبداع والخيارات ويبرز كثيراً من السلوكيات السلبية للطالب كالتوتر والضغط النفسي.
وقبل إعلان النتائج النهائية شكر الأستاذ رفيق سلامة، مدير التربية والتعليم في محافظة سلفيت، الحضور والمدارس المشاركة والمنسقين كما وشكر مؤسسة أفكار وأثنى على جهود العاملين فيها. وألقت الأخت جميلة ساحلية مديرة البرامج في مركز تطوير المؤسسات الأهلية كلمة شكرت فيها الحضور والمؤسسة والأطراف المشاركة في المسابقة. بعد ذلك، قدمت مؤسسة أفكار دروعاً تذكارية لمدراء التربية والتعليم في المحافظات المشاركة، ومن ثم وزعت "أفكار"، بمعية الأستاذ سلامة والأخت ساحلية، الجوائز والشهادات على الطلبة المشاركين. وفي الختام أعلن الأستاذ زهران عن اسم المدرسة الحائزة على المرتبة الأولى والتي كانت من نصيب مدرسة بنات فاطمة سرور الثانوية/ قلقيلية، في حين حصدت مدرسة بنات كفل حارس الثانوية/ سلفيت المرتبة الثانية، أما مدرسة ذكور الملك طلال الثانوية/ نابلس فحصلت على المرتبة الثالثة.
أما فيما يتعلق بالفصل الأول من المرحلة التمهيدية والتي عقدت في مديرية التربية والتعليم في رام الله، رحب الأستاذ أيوب رباح، مدير التربية في رام الله، بالمشاركين وأثنى على جهودهم وركز على أهمية المناظرة وتعزيز فكرة الحوار في المدارس بين الطلبة. وبدورها شكرت الأخت إلهام عبد القادر محيسن، مدير عام الإدارة العامة للأنشطة والبرامج في وزارة التربية، المدارس المشاركة ومؤسسة أفكار مؤكدة على الشراكة بين وزارة التربية والتعليم ومؤسسات المجتمع المدني في تطوير القدرات وتوفير الفرص النوعية للطلبة والتي من أهمها برنامج منتدى الحوار الفلسطيني. وفي هذه المرحلة، أنهت 6 مدارس في كل من محافظتي سلفيت وقلقيلية المسابقات، حاصدتين كل من مدرسة ذكور عزون الثانوية ومدرسة بنات بديا الثانوية المرتبة الأولى مؤقتاً. أما في رام الله، تناظر الطلبة فيها على عدة مواضيع مواضيع جدلية. وبناءاً على ذلك، حازت مدرسة بنات سلواد الثانوية على المرتبة الأولى والتي كانت معارضة لقانون الضريبة الجديد بحجة أنه يعمل على زيادة الإيرادات الضريبية ليس عبر رفع معدلات الضرائب وإنما عبر توسيع القاعدة الضريبية بأكملها. أما المرتبة الثانية فكانت من نصيب مدرسة ذكور كوبر الثانوية والتي أيدت القانون الضريبي الجديد، مستندة إلى قدرة هذا القانون على إصلاح النظام الضريبي الفلسطيني لتخفيف الاعتماد على الدعم الخارجي الغربي لكون الاقتصاد الفلسطيني غير منتج. في حين حصلت مدرسة عجول المختلطة على المرتبة الثالثة والتي عارضت الزواج المبكر بدليل أنه يشكل عائق أمام تعليم وتطوير الفتاة التي لم تنضج جسمانياً و عاطفياً لتولي مسؤوليات هذا الزواج. وقبل أن يتم إعلان النتائج النصفية للمدارس، شكر الأستاذ سمير شلالدة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة أفكار الإدارة العامة للأنشطة والقائمين على المشروع من المنسقين والطلبة المشاركين ومديريات التربية والمسؤولين فيها على جهودهم وتعاونهم في إنجاح البرنامج في مرحلته الأولى.
ومن جانب أخر قامت مؤسسة أفكار بتطوير وتعزيز برنامج منتدى الحوار من خلال استحداث مرحلة التنفيذ الذاتي والتي تركز على تنفيذ البرنامج من قبل المعلمين والمعلمات داخل المدارس المستهدفة في المرحلة الأولى بصورة مباشرة ومكثفة والتي تعتمد في طبيعتها على النهج التشاركي وكذلك الإشراف المباشر من قبل المعلمين والمعلمات على جميع أجزاء فصول المرحلة. والجدير بالذكر هنا أن معايير التحكيم ترتقي والمستوى المتقدم من الأداء، وفيها تم انتقاء 5 مدارس من محافظتي قلقيلية وسلفيت، في حين تناظرت فيما بينها. وكانت قد حصلت مدرسة بنات دير استيا الثانوية والتي تبنت موضوع الكوتا النسائية بموقف مؤيد، على المرتبة الأولى، حيث بنت مداخلاتها على أساس أن الكوتا النسائية هي فرصة ايجابية مؤقتة من أجل تفعيل دورهن في صنع القرار على مستوى الوطن. أما مدرسة بنات أبوعلي إياد الثانوية، فحصلت على المرتبة الثانية والتي تناولت التعليم عن بعد بشكل معارض، مستندة إلى كونه يفقد التفاعل الإنساني بين أهم عناصر التعلم، لاغياً روح المنافسة والتحفيز بين الطلبة. أما مدرسة ذكور سرطة الثانوية، فقد حصلت على المرتبة الثالثة والتي عارضت موضوع الكوتا النسائية، بحجة اعتبارها وسيلة تمييز واضحة لصالح النساء، بحجة وجود بديل يفعّل دور المرأة في المجتمع وليس الكوتا النسائية، حيث فشل في تغيير نظرة المجتمع تجاهها لتكون مشاركة بشكل ايجابي وليس صوري. ومن الجدير الإشارة إليه أن المسابقة استهدفت طلبة صفوف الحادي عشر في المدارس المذكورة حيث تم تدريبهم على آليات الحوار وأهميته والقواعد العامة له للخروج بأفضل النتائج وللارتقاء بمستوى التفكير لدى الطلبة.