وقع منتدى شارك الشبابي ومرفق البيئة العالمي "جف"، أمس، اتفاقية شراكة وتعاون لتنفيذ حديقة بيئية نباتية للشباب والأطفال في قرية كفر نعمة قضاء رام الله بمساحة الفين متر مربع .
ووقع الاتفاقية المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة وممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في فلسطين السيد السيد يانز تويبورغ - فراندزن.
وتشتمل على عدة جزر، وكل جزيرة مخصصة لمجموعة نباتات، وفيها بطاقة تعريف للزوار بأسماء النباتات المزروعة ومنها النباتات العطرية والبرية والتزيينية والطبية والصباريات والعصاريات وأشجار الليمون والأشجار المتوسطية، وهناك التنوع والطرافة حيث هناك التضاد بين نباتات أليفة الماء ونباتات أليفة الجفاف، وتشييد بناء يمكن استخدامه منبرا لنشاطات متنوعة كالمحاضرات وورشات العمل البيئية، وسيكون منتدى "شارك" مسؤولا عنها والحافظ على ديمومتها،
حيث قالت مديرة مرفق البيئة العالمي نادية الخضري، إن المشروع يثبت للجميع كيف يمكن أن نحول الأراضي المهملة في أطراف المدن إلى حدائق تحافظ على التنوع الحيوي وتكون نموذجا يحفز لاستعادة المساحات الخضراء التي رحلت عن المدينة في غفلة من الزمن.
وذكرت: إن حصة الفرد من المساحات الخضراء محدودة جدا، معربة عن أملها في أن تكون هذه الحديقة البداية لإنشاء المزيد من الحدائق والمنتزهات لتوفير مساحات خضراء تقف في وجه الزحف العمراني.
وشددت الخضري على التعاون وتكثيف الجهود الحكومية والأهلية لإعطاء البيئة الأهمية التي تستحقها، مبينة أن نجاح مشروع الحديقة يتطلب الكثير من الصبر والتصميم والعزم، حيث أصبحت الرؤى حقيقة واقعة بفضل التعاون بين "شارك" ومرفق البيئة العالمي.
وأعربت عن أملها في أن تكون الحديقة البيئية والنباتية، نموذجا يحتذى به لإعادة الصلة بين الإنسان والطبيعة والأرض، وهي صلة كادت تتلاشى في خضم الحياة اليومية للمواطن، ونأمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة المساحات الخضراء وارتفاع مستوى الوعي بأهميتها.
ولفتت الخضري بأن الأطفال هم من أهم الفئات المستهدفة في التربية البيئية كونهم أكثر استجابة وتفاعلا مع المعلومة وهم صناع القرار وحماة البيئة في المستقبل، ومن هنا فإن الحديقة ستكون مرتبطة بمدارس المنطقة، لتعزيز التربية البيئية وإعطائها صفة عملية ومحببة إلى الأطفال من خلال زيارات منتظمة لها.
بدوره قال المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة، يشكل مركز الحديقة مكان الجلوس الرئيسي، ومتنفسا للجوار ومعلما حضاريا للزائرين، حيث تم توزيع مقاعد خشبية فيه ليتيح للزائر رؤية الجبال الغربية وأقسام الحديقة المختلفة التي تستهدف الجمع بين الوظائف البيئية والتربوية والترفيهية.
وأكد بأنه لا مثيل لهذا المشروع، حيث كثفت الجهود فيه لخدمة ترويج مبدأ حماية البيئة، منوها إلى أنه محاولة إبداعية لمزج الأهداف والوظائف البيئية والتربوية والترفيهية، وبما يتطابق بشكل تام مع توجهات "شارك" ومرفق البيئة العالمي التي تهدف إلى تقوية ودعم الناشطين الكفء في المجتمع المدني وإلى تطوير استراتيجيات ملموسة للحفاظ على التنوع الحيوي بالتعاون الوثيق مع السلطات المحلية.
وأشار إلى أهمية الحديقة كأداة فعالة لرفع مستوى الوعي وخاصة لدى الأجيال الشابة والأطفال من أجل التعرف والاهتمام بشكل أفضل بالبيئة، إضافة إلى التعرف وبشكل مباشر على النباتات الوطنية وتنوعها والنباتات المدخلة إلى كفر نعمة والمتأقلمة مع مناخ المنطقة، مشيرا بأن الحديقة جاءت لتؤكد لكل بيت في قرية كفر نعمة أنهم يستطيعون أن يحولوا الأراضي المتصحرة في هذه المنطقة والامتدادات الحديثة لها إلى منطقة خضراء.
وبخصوص الأنواع المهددة بالانقراض قال زماعرة: سنعمل على زراعتها تدريجيا، مبينا إن هذه الحديقة بالإضافة إلى كونها ملاذاً بيئياً لزوارها ستصبح معرضاً نباتياً علمياً يغني ثقافة الزوار النباتية، مشيرا إلى أن الممرات الداخلية للحديقة صممت بطريقة تتيح للزائر الاستمتاع بجمالية المناظر الطبيعية، والتنقل بيسر بين كافة أقسام الحديقة.
وأضاف: وصمم أيضا على الجهة الغربية للموقع, جزيرة نباتية خاصة بالأطفال تغني خبرتهم العملية وتشركهم في عملية الزراعة, فيها كشك خشبي يمكن استخدامه لبيع بعض المنتجات بالإضافة إلى كونه مكانا خاصا بالاطفال ومعداتهم.
أما الممرات الفرعية فصممت لتقسم المكان إلى جزر صغيرة. كل جزيرة مزروعة بأصناف عديدة من فصيلة واحدة سيكون كل صنف مشروحا على بطاقة تعريف خاصة به.