نظم مؤخراً برنامج غزة للصحة النفسية بالتعاون مع الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية – وحدة زيتون للرسوم المتحركة والألعاب ورشة عمل حول التسامح واللاعنف والتي نظمت لطرح أفكار لعمل فيلم رسوم متحركة عن التسامح واللاعنف بحضور 30 شخصاً من أخصائي برنامج غزة للصحة النفسية وفنانين ومخرجين واعلاميين وطاقم وحدة زيتون للرسوم المتحركة والألعاب في مقر الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية.
وقد افتتح الورشة السيد يوسف عبد الهادي رئيس الوحدة مرحباً بالحضور ومعرفاً بوحدة زيتون للرسوم المتحركة والألعاب وبنشاطاتها، ثم قام السيد مروان دياب مدير العلاقات العامة بالبرنامج بإستعراض نبذة مختصرة عن البرنامج ونشاطاته وأهدافه واستعراض نبذة مختصرة عن مشروع انتاج فيلم رسوم متحركة قصير يحمل فكرة اللاعنف والتسامح بالتعاون مع وحدة زيتون للرسوم المتحركة والألعاب. ثم بعد ذلك تم استعراض مجموعة من الأفلام القصيرة التي قامت الوحدة بإنتاجها لعرض قضايا معينة في المجتمع الفلسطيني لمناقشتها مع الحضور.
وكان د. سمير زقوت - طبيب نفسي في البرنامج - قد استعرض خلال الورشة تحليلاً نفسياً للعنف والمصالحة مركزاً على دور الثقافة في تعزيز التسامح واللاعنف وكيف يمكن أن يتكون العنف لدى الإنسان، مشيراً إلى دور المجتمع المحيط بالإنسان في تعزيز العنف أو في عدم تعزيزه. وأشار د. زقوت كذلك إلى مفهوم التسامح المتمثل في العفو والتسامح مع الناس والقدرة على نسيان الماضي الأليم وأن الإنسان المتسامح هو إنسان يتمتع بإتزان نفسي وكيف أن سلوك الإنسان المتسامح نابعاً من ثقافته. كما ركز د. زقوت على ضرورة أن نزرع ثقافة التسامح واللاعنف في مجتمعنا.
وأثناء الورشة تحدث السيد حسام النونو نائب المدير العام لشؤون الإدارة ببرنامج غزة للصحة النفسية عن ضرورة أن تحتوي فكرة الفيلم على رسالة لكل المجتمع تجاه الأطفال والفئة العمرية التي يمكن التأثير فيها بشكل عالي وضرورة التركيز على زرع القيم السامية وخاصة عند الأطفال. ثم تطرق إلى أن التسامح هو قيمة أو سلوك ويعني ألا تكون عنيفاً ولكن اللاعنف هو أسلوب. وأشار السيد النونو إلى أن هذا الفيلم يمكن أن ينشر بالخارج كتجربة فلسطينية للعالم الخارجي ولكن هو بالأساس لابد أن يستهدف فئة محلية.
وأثناء الورشة اقترح استهداف جميع الفئات وضرورة التركيز على فكرة معينة ولكن بطرق مختلفة ومتنوعة وفريدة. كما أشار الحاضرون إلى مدى تأثير الأوضاع السياسية على سلوك الأفراد وإلى أن فصل السياسة عن العمل المجتمعي صعب جداً وإلى ضرورة وجود حيادية في طرح فكرة الفيلم.
وأثناء الورشة أشار السيد حسن زيادة – مدير مركز غزة المجتمعي في البرنامج- إلى أن هناك نموذجين يأثران في اتجاهات الناس. نموذج التنفير والتخويف بشكل سلبي وقوي مما يؤدي للنفور، ونموذج الجانب المعرفي من خلال معالجة الاتجاهات بأخذ المكونات المعرفية وهذا ما يدوم وقد يكون أكثر تأثيراً كبنية معرفية. مضيفاً كذلك إلى ضرورة التركيز في فكرة الفيلم على زيادة مساحة التسامح حتى نكون واقعيين ومنطقيين إذ أن القضاء على جانب العنف كلياً صعب جداً. وأكد السيد زيادة على ضرورة التركيز على ما يمكن أن يؤثر ويؤدي إلى تغيير سريع ولابد من التركيز على المساحات التي يمكن التأثير فيها فيما يتعلق بدائرة المستوى الذاتي ودائرة المستوى الأسري. كما وقد أشار السيد زيادة إلى أنه لا يمكن التسامح مع الغير دون التسامح مع الذات وعلى ضرورة التركيز على الجوانب الايجابية وطرح فكرة الفيلم من الناحية الإيجابية والبعد عن الجوانب السلبية التي دائماً ما يشار لها. فمثلاً إذا أنت متسامح ماذا يمكن أن يترتب على ذلك؟ أو التركيز على شكل من أشكال التسامح الذي يمكن أن يؤدي إلى التعايش. كما تناول السيد زيادة مدى أهمية نقل ثقافة التسامح بشكل جيد لأن ذلك له تأثير كبير في نقل الصورة المطلوبة. واقترح السيد زيادة البعد عن المبالغة في طرح المفهوم أو الفكرة لأن ذلك يؤدي إلى مشكلة.
واقترح الحاضرون ضرورة تحديد الفئة التي سيستهدفها الفيلم القصير والهدف منه والرسالة ومفهوم اللاعنف بالمفهوم الذي يمكن أن يصل للجميع ومحاولة التركيز على شئ يصل للناس وصناع القرار.
وأشار د. سمير زقوت إلى ضرورة التركيز في فكرة الفيلم على تكريس مفهوم التسامح وتعزيز اللاعنف. ونوه السيد حسام النونو إلى ضرورة التركيز على رسالة واحدة والاجماع عليها في فكرة الفيلم واختيار أفضل طريقة لعرض الموضوع ومعرفة الإطار الذي ستتناوله الفكرة: هل هو مثلاً البيت أم المدرسة أم الشارع الخ..؟ ومعرفة الفئة المستهدفة.
وقد أشار الأخصائي النفسي أسامة فرينة إلى أن التسامح واللاعنف هما قيمتان عاليتان وساميتان وهما شئ تربوي ومن هنا يجب الانطلاق في أفكارنا. وقد اقترح أسامة فرينة فكرة لعمل فيلم رسوم متحركة فيه مجموعة من الحيوانات الشرسة التي تتفرج على سلوك انساني عنيف.
وأكد الحاضرون على أن تعليم الأطفال منذ الصغر هذه القيم السامية مهم جداً لأنه من السهل اعطاء الأطفال أي قيمة بسهولة أكثر من الفتيان الأكبر سناً الذين قد يحدث عندهم تضارب في القيم فمنهم من يرى أن التسامح قد يبدو ضعفاً أو تنازلاً عن الحق. كما أشار الحاضرون إلى أن الرموز المجتمعية تتماشى مع قيمة المجتمع.
اقترح المشاركون في الورشة الاعتماد في الفيلم على الإيماءات والرموز لأنها أكثر تأثيراً. واقترحوا كذلك اظهار الجانب الإيجابي في الفيلم فهو أكثر تأثيراً من الجانب السلبي فمثلاً أشار السيد زيادة إلى عمل فكرة لفيلم يتناول كيف يعيش الطفل المتسامح حياته براحة وسعادة وبتركيز وأدائه في المدرسة جيد ولديه أصدقائه وكيف يعيش الطفل غير المتسامح في كونه مثلاً غير مقبول اجتماعياً وأدائه في المدرسة يقل ودائماً عصبي ومتوتر ولا ينام أو غير محبوب. وقد استعرض الحاضرون مفهوم التسامح اللغوي المتمثل في الرفق واللين والاتزان. كما أشار الحاضرون إلى ضرورة التركيز على الدراما لأنه أسلوب قوي وفعال.
اقترح السيد حسام النونو فكرة فيلم تتناول المحيط الأسري مثلاً أم تربي ابنها بطريقة متسامحة وبرفق وبلين وتعامله بشكل متسامح كيف ذلك أثر عليه ايجابياً في تعامله مع زملائه واخوته وكيف أثر على مستواه الأكاديمي في المدرسة بشكل ايجابي، وطرح فكرة أم يختلف تعاملها مع طفلين. احدهما بشكل ايجابي والثاني بشكل سلبي وكيف أثر بشكل ايجابي على الطفل وكيف أثر بشكل سلبي على الطفل الأخر.
اقترح حسن زيادة تناول فكرة متعددة الأوجه لأن التسامح متعدد الأوجه مثلاً في تعاملنا مع أبنائنا أو مثلاً اظهار التسامح في تعامل الأم مع الأب أو الأخ مع أخيه ويجب أن نكون أكثر عمقاً في فهم سلوك التسامح وأن نبدأ من أنفسنا وأن نركز على مردود التسامح على الذات وعلى الصحة والسعادة والسلوك..الخ
كما أكد الحاضرون على ضرورة استهداف الفيلم لفئة كبيرة من المجتمع لأن التسامح ليس موقفاً عادياً فلابد من التركيز على أشياء تزرع وتبقى محفورة في الأذهان.
وتم الاتفاق على أنه سيتم استقبال جميع القصص التي ستكتب حول فكرة الفيلم خلال أسبوع على بريد الوحدة الالكتروني: [email protected] ليتم اختيار أفضلها وما يناسب المشروع.