أطفال يديرون ورشة عمل حول تنمية التفكير الابداعى

عطية شعت- أثارت الطفلتان مرام وادي 14 عاما، وصفاء جابر 12 عام، إعجاب ودهشة الجمهور من المختصين في أدب الأطفال والتربية والتعليم والمهتمين ، على قدرتهما الرائعة في الإجابة على الأسئلة والمناقشة بأسلوب علمي تحليلي ، خلال حلقة النقاش التي دارت تعقيبا على أوراق العمل اللواتي اعددنها لورشة العمل الذي نظمها مركز نوار التربوي التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر وحملت عنوان " تنمية التفكير الابداعى والادبى لدى الأطفال ".

وتميزت ورشة العمل التي أدارها الشاعر والكاتب يوسف القدرة بأنها قلبت الآية بتحفيز الأطفال أنفسهم على مناقشة قضياهم واحتياجاتهم ومشاكلهم ووضع الحلول المنطقية والواقعية لمعالجتها بعيدا عن تعقيدات أهل الاختصاص .

وتناولت ورقة العمل التي أعدتها الطفلة مرام وادي رؤية نقدية لدور المؤسسات التربوية الأهلية في تشجيع المواهب ،مشيرة إلى التقصير الواضح لهذا الدور على حساب الجانب الاغاثى .
وأكدت وادي أن الثروة الحقيقية لاى مجتمع تكمن في ثروته البشرية وياتى الموهوبون والمتميزون ورعايتهم على رأس تلك الثروة ،فهم من سيقودون مجتمعاتهم في سباقهم للحاق بركب التطور والتقدم في عصر التميز والمنافسة والإبداع .
ونوهت وادي إلى أهمية العلاقة التكاملية المفترض وجودها بين المدرسة والأسرة والمؤسسات الأهلية ،بالاكتشاف المبكر للطاقات المبدعة والعمل بشكل تكاملي على تنميتها وصقلها وتوفير المناخ المناسب لها .
ولم تنسى وادي الحديث عن تجربتها مع مركز بناة الغد الذي قام بصقل شخصيتها من خلال برامجه الإبداعية المختلفة والتي توجت بمشاركتها بصناعة أول فيلم كرتون موجه للأطفال في غزة " الكؤوس الستة "، وبتبني موهبتها في مجال الإعلام موفرا كافة الاحتياجات اللازمة لتظهر بشكل لائق .
وطالبت وادي في ختام ورقتها بضرورة وجوب التنسيق بين مختلف المؤسسات والوزارات الحكومية ووزارة الإعلام بشكل خاص مع المؤسسات الأهلية بوضع برامج خاصة باكتشاف الموهوبين ،وتوفير البيئة والامكانايات اللازمة لتشجيعهم .

فيما تحدث الشاب محمد صفطاوى عن تجربته الشخصية في مجال الكتابة الإبداعية ،وروى تجربته مع مؤسسة تامر خلال قيادته لورش نقاش كتب ،حيث يقوم بتحليلها ونقاشها مع فئات عمرية مختلفة ،موضحا اثر القراءة والنقاش الذي طرأ على الفئات المستهدفة واكتشاف ملكات الإبداع لدى الكثير منهم .

وانتقدت الطفلة صفاء جابر خلال ورقتها التي أعدتها وحملت عنوان " رؤية الأطفال لدور المدرسة والمكتبة في تشجيع المواهب والقراءة" ، عدم فهم إدارة المدارس والمكتبات المدرسية ، للدور المنوط بهم ،ولخصت الأهداف التربوية لعمل المكتبة المدرسية ، وأهمها تنمية القدرة على التعلم من الكتب بلا مدرس ،تحطيمها للتقسيمات الجامدة التي يخلفها الجدول المدرسي ،واحتضان للمواهب الإبداعية .

وأشارت جابر فئ معرض ردها على سؤال احد المشاركين إلى الكارثة التي تقوم بها بعض المدارس جهلا بإلغاء الأنشطة اللامنهجية،" الرسم والرياضة" لصالح الحصص الصفية ،معتقدين أنها لا تفيد الطلاب ومضيعة للوقت ،موضحة أن بعض المدراء والمدرسين في أحيان كثيرة يقتلون الجوانب الإبداعية لدى الطلاب بعدم فرد مساحات واسعة للأنشطة اللامنهجية "

وعرجت جابر خلال نقاشها إلى تجربتها مع نادي الشروق والأمل مشيدة بدوره في احتضان موهبتها الشعرية والكتابية واحتضانه للمبدعين من خلال العديد من البرامج وأهمها مسابقة مبدعون على الطريق التي خرجت وكشفت النقاب عن الكثير من المواهب في مجالات مختلفة .

وأشاد المشاركون بمركز نوار التربوي وبإدارته المتميزة متمثلة بالأستاذة أمال خضير على أفكارها الغير نمطية والمبدعة ،مؤكدين أن جمعية الثقافة والفكر الحر استطاعت أن تحرك المياه الراكدة على كافة الأصعدة في المحافظة.

وأوصى المشاركون في ورشة العمل بعد نقاش جاد بضرورة العمل في اتجاه تغيير طرق التدريس التقليدية المعتمدة على التلقين لأنها تقتل المواهب الإبداعية لدى الطلاب ،وطالبوا وزارة التعليم بضرورة فرد مساحات أوسع للحصص اللامنهجية.

كما أوصى المشاركون بضرورة إيجاد آليات للتنسيق وبرامج مشتركة بين المدارس والمؤسسات الأهلية تحتضن الطاقات الإبداعية .

Governorate
Major Sector

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">