استقبل أمس برنامج غزة للصحة النفسية في المقر الرئيس بغزة وفداً من مكتب الممثلية النرويجية لدى السلطة الفلسطينية وقد ضم الوفد كلاً من المستشارة/ تيل كافالافاج والسيدة ريما تادوس – مسئولة برامج والسيد ايرك بريجراف – السكرتير الثاني في الممثلية، وقد التقى الوفد كلاً من د. أحمد أبو طواحينة المدير العام وحسام النونو – نائب المدير للشئون الإدارية ويوسف الغزالي نائب المدير للشئون المالية، وذلك بهدف التعرف على خدمات البرنامج وأوضاع الصحة النفسية للمواطنين في قطاع غزة.
وفي بداية اللقاء تحدث د. أبو طواحينة عن الخدمات التي يقدمها البرنامج منذ تأسيسه وخاصة النموذج النوعي الجديد الذي يتبناه في تقديم خدمات الصحة النفسية المجتمعية، مشيراً إلى الخدمات التي يقدمها مهنيي البرنامج والتي تتمثل في الوصول إلى قلب المجتمع والدور الذي يقوم به البرنامج في تدريب العديد من الكوادر في مجال الصحة النفسية المجتمعية وتعريف المجتمع بمعنى الصحة النفسية حيث ساهم البرنامج في جسر الهوة بين خدمات الصحة النفسية ومن هم بحاجة إليها من أفراد المجتمع من خلال اللقاءات التوعوية والجماهيرية التي زادت من وعي المجتمع بأهمية الصحة النفسية والتي من خلالها تم تناول العديد من المشاكل التي قد تتعرض لها الأسرة الفلسطينية في التعامل مع أبنائها.
واستعرض د. أبو طواحينة انجازات البرنامج في السنوات الأخيرة والتي تمثلت في خدمة المرضى داخل المحيط الأسري وفي تغيير وجهة نظر المجتمع لفكرة الذهاب لمراكز الصحة النفسية والتخفيف من الوصمة المصاحبة لكلمة المرض النفسي كذلك تقديم الخدمات النفسية العلاجية من خلال فرق متعددة ومتخصصة.
وأوضح د. أبو طواحينة أن البرنامج واجه العديد من التحديات ومنها محاربة الوصمة من خلال خلق برامج و طرح أفكار جديدة للتقليل من حدة الوصمة وخاصة عند الإناث حيث قام البرنامج بتأسيس مراكز مشروع دعم وتأهيل المرأة والتي أصبحت اليوم مؤسسات مستقلة قائمة بذاتها تقدم العديد من الخدمات في قطاع غزة.
وأشار د. أبو طواحينة إلى سعي البرنامج وباستمرار إلى بناء وتطوير قدرات المهنيين في البرنامج من خلال استقدام خبرات عالية دولية لتدريب المهنيين أو إرسال المهنيين إلى دورات تدريبية في الخارج لاكتساب مهارات وخبرات جديدة تساهم في خدمة أهداف البرنامج ورؤاه، منوهاً إلى برامج الدبلوم العالي التي يقدمها البرنامج بالتعاون مع جامعات محلية ودولية في مجال الصحة النفسية المجتمعية.
وتناول د. أبو طواحينة وضع الصحة النفسية في قطاع غزة والتحديات التي يواجهها سكان القطاع وما يترتب عليها من ضرورة التدخل السريع وتقييم احتياجات المجتمع، موضحاً أنه ومن خلال الدراسات التي أجريت بعد الحرب الأخيرة على غزة تبين أن 62% من الأطفال في شمال القطاع يعانون من بعض أعراض كرب ما بعد الصدمة.
واستعرض د. أبو طواحينة الخدمات التي يقدمها البرنامج لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وخاصة برنامج التأهيل المقدم لضحايا التعذيب وغيرها من البرامج ، مبيناً العلاقة الوثيقة بين الصحة النفسية وحقوق الإنسان، مؤكداً أنه لا يمكن التمتع بصحة نفسية في ظل انتهاكات حقوق الإنسان أو المساس بها وأن أي انتهاك لأحد منهما يؤثر على الآخر، وأن التدخل الذي يقدمه البرنامج لا يعتمد فقط على علاج تأثير المشاكل النفسية وإنما يعتمد كذلك على الوقاية، مشيراً إلى التدريب الذي يقوم به البرنامج للكوادر العاملة في الشرطة للحد من التعذيب من خلال تدريب المحققين في السجون المحلية.
وأكد أبو طواحينة على التوجه الجديد للبرنامج نحو دمج خدمات الصحة النفسية في المدارس ورياض الاطفال وتدريب المرشدين في المدارس على كيفية الكشف عن أي مشاكل نفسية عند الأطفال، والذي يأتي في إطار سعي البرنامج للتخفيف من حدة المشاكل النفسية عند الأطفال من خلال الكشف المبكر لها ولمحاربة الوصمة، حيث قام البرنامج بتأسيس وحدات إرشادية في عدد من المدارس ورياض الأطفال لكي تقدم الخدمات اللازمة بإشراف مهنيي البرنامج، كما أشار إلى أن هناك مشاريع جديدة للبرنامج تهدف إلى رفع مستوى الخدمات النفسية والاجتماعية وتوجيهها بما يتناسب مع تقاليد وأعراف المجتمع الفلسطيني على أسس عالية.
من جهته استعرض النونو كافة النشاطات التي يقوم بها البرنامج في مجال الحشد والمناصرة في إطار التوعية بالارتباط الوثيق بين الصحة النفسية وحقوق الإنسان وفي مجال حقوق الطفل والمرأة وضحايا التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان، منوهاً إلى الشراكات التي تربط البرنامج مع العديد من مؤسسات المجتمع المدني ومنها شبكة المنظمات الأهلية التي تعتبر أهم جسم يضم جميع المؤسسات الأهلية التي تتولى العديد من قضايا وانتهاكات حقوق الإنسان وكذلك شراكات البرنامج مع مؤسسات حقوقية إسرائيلية لخدمة سكان القطاع في الحصول على خدمات علاجية.
وتحدث النونو عن الحملات التي شارك فيها البرنامج والتي كان منها حملة منع الغارات الوهمية بالتعاون مع مؤسسات دولية وحملة فك الحصار على غزة بالإضافة إلى نشاطات البرنامج الإعلامية التي تهدف إلى التوعية بانجازات البرنامج ونشاطاته.
وفي نهاية اللقاء أكد د. أبو طواحينة على أهمية التنسيق الجيد وجسر الهوة بين مقدمي خدمات الصحة النفسية من أجل تحقيق أكبر منفعة ممكنة، وبدوره شكر الوفد الضيف البرنامج على استضافته وعلى كافة الخدمات التي يقدمها لسكان القطاع.
