إلى جانب الطفلة إسراء شبير وقف زميلها الطفل محمد جرغون (11) عاما ،و علامات الجدية والمسئولية مرسومة بدقة على تقاسيم وجهه ،منهمكا بتسجيل أسماء الطلبة الذين يقومون بالتصويت وبوضع إشارات إلى جانبها، بينما تولت زميلتهما صافى عابدين (12) عاما ، مراقبة عملية التصويت، والتأكد من وضع الورقة في صندوق الاقتراع .
وبهذه الأجواء الانتخابية الرسمية، بدأ أكثر من 500 طفل وفتى وفتاة ينتمون لثلاث مراكز (الشروق والأمل ،ونوار التربوي ،وبناة الغد )، تابعة لجمعية الثقافة والفكر الحر بمحافظة خانيونس جنوب القطاع ، بالإدلاء بأصواتهم لاختيار 20 قائدا من بين أكثر من 50 مرشحا ،لقيادة المخيمات الصيفية لعام 2011 .
في الممر المؤدي لقاعة الاقتراع وقف الطفل مرشد النجار (12) عاما أحد المرشحين من مركز نوار التربوي ، قبالة يافطة حملت صورة له وبرنامجه الانتخابي علقت على الجدار، أكد انه في حال فوزه سيعمل بجد لتقديم خدمات متميزة لزملائه ،مشيرا إلى أن برنامجه الانتخابي مليء بالنشاطات المتنوعة التي ترضى جميع الأطفال .
وعن الأجواء الانتخابية قال احمد الخطيب (12)عاما ،احد المتنافسين على مقاعد القادة الثمانية بنادي الشروق والأمل ، عشنا أجواء تنافسية رائعة وكان وقت التحضير والإعداد للدعاية الانتخابية أجملها حيث استخدمنا كل الأدوات المتاحة في المركز للإعلان عن برامجنا الانتخابية ، ومن أهمها إنشاء موقع الكتروني لعرض برامجنا وللتعرف على أراء زملائنا وطلباتهم واحتياجاتهم عبر التعليق .
ويرى الخطيب انه من المهم أن يشعر الطفل والفتى بأنه هو من يختار ممثليه ويدير أموره بنفسه ولا تفرض عليه البرامج والأنشطة والأشخاص .
وخاض المرشحون حملة دعائية سبقت الانتخابات استمرت أسبوع، حيث انتشرت اليافطات الدعائية للمرشحين في كل زاوية من زوايا مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر وعرض كل مرشح عبر الكتيبات والبوسترات برنامجه الانتخابي والوسائل المتاحة لتنفيذه .
وقد اشرف على تنظيم الانتخابات الأطفال أنفسهم بمساعدة بعض المنشطين وراقب علي الانتخابات مراقبين من إدارة المؤسسة وأولياء الأمور لضمان سلامتها ونزاهتها .
وأشارت مدير ة مركز نوار التربوي أمال خضير إلى أن العملية الانتخابية التي جرت اليوم في 3 مراكز من مراكز جمعية الثقافة والفكر الحر(بناة الغد –نوار التربوي-الشروق والأمل ) ، تم الاستعداد لها من أوائل الشهر حيث تخللها فعاليات منها عملية القيد والتسجيل والترشيح والطعون والدعاية للمرشحين.
وأكد ت خضير أن هذه العملية تأتى لتعزيز مفهوم الديمقراطية لدى الفئات المستهدفة ،وممارستها بشكل عملي بكل تفاصيلها ومراحلها المختلفة بما يساهم في ترسيخ هذا المفهوم بمعناه الواسع ،مضيفة أنها تأتى أيضا تأكيدا على تعزيز حقوق الطفل التي تضمنتها المواثيق الدولية وعلى رأسها حرية الاختيار والتعبير عن الراى ،و إعطاءهم دورهم في المجتمع، وتعويدهم على تحمل المسؤولية.
وقد أغلق باب الاقتراع في تمام الساعة الواحدة ظهرا وتم فرز الأصوات بحضور مراقبين من أولياء الأمور ومندوبين عن الفتيان والأطفال ومراقب عام الانتخابات .،وصادق مدراء المراكز الثلاثة على نتائج الانتخابات .
واتسمت عمليات الفرز بصخب كبير رافق عملية إصدار النتائج مع كل اسم يتردد في أوراق الناخبين الصغار ، وسجلت بعض الأوراق البيضاء ، ما يعكس وعيا كبيرا لدى الناخبين وفق ديمقراطيتهم الخاصة بهم .. وبعد إعلان النتائج توزع الأطفال بين ابتهاج الفائزين الذين حملوا على الأكتاف وهتف لهم مناصروهم ، ودموع من لم يحالفهم الحظ ليلاقيهم منافسوهم وعلى طرقة الكبار بيد ممدودة للتعاون وطي صفحة الاستحقاق الانتخابي.
ويقول احمد فارس (14)عاما ،الفائز عن فئة الفتيان –مركز بناة الغد- اشعر بفرحة كبيرة لانى فزت بثقة زملائي، وأوعدهم اننى سأكون على قد المسئولية وسأنفذ برنامجي ووعودي بان يكون هذا الصيف مختلف ومميز .
اما الطفلة نور صافى (11) عام قالت : الانتخابات جعلتني أشعر بزملائي وأفكر فيهم، واعمل معهم ضمن فريق عمل واحد ،وتضيف صافى ،أنها بعد أن فازت في هذه الانتخابات عن فئة الأطفال–مركز نوار التربوي - سوف تكون مسئولة عن تنفيذ الأنشطة من رحلات برية وأنشطة رياضية وأشياء كثيرة متمنية أن تكون قد المسئولية .
وباركت مدير عام جمعية الثقافة والفكر الحر الأستاذة مريم زقوت ، نجاح التجربة للعام الثاني على التوالي ،مؤكدة أنها خطوة عظيمة ومتميزة نحو تجسيد المشروع الديمقراطي في فلسطين ،، خاصة في ظل الأوضاع السياسية التي تشهدها الساحة الفلسطينية والذي غابت عنها بعض المفاهيم والمبادئ وعلى رأسها قبول الأخر ،مضيفة نحن بأمس الحاجة لترسيخ مفاهيم الديمقراطية والتسامح لدى الأطفال .
وأشادت زقوت بالتفاعل الايجابي والممتاز للأطفال والفتيان في ممارسة حقهم في الترشيح والانتخاب.