مركز الدراسات النسوية بعد جولة في سبع قرى: المستوطنون يرهبون الفلسطينيات

أحضرت الحاجة أم شادي نصّار من قرية مادما جنوب نابلس بالضفة الغربية أكوابا من الشاي علها تطفئ ظمأ ابنها وأصدقائه الذين كانوا يتسامرون قرب حديقة المنزل بين أشجار الزيتون، وما أن وصلت إليهم حتى سمعت صوتا يصيح في وجهها "روخ من هون" أي غادر المكان.
كان هذا صوت جنود إسرائيليين تسللوا كعادتهم إلى حديقة منزل أم شادي الذي لا يبعد سوى بضعة أمتار عن الطريق الالتفافي الإسرائيلي أو طريق "يتسهار"، كما يعرفه الأهالي هناك نسبة لمستوطنة يتسهار التي تصادر أراضي المواطنين ويعتدي مستوطنوها على ممتلكاتهم.
وقالت الحاجة الخمسينية للجزيرة نت إن اعتداءات الاحتلال عليها وعلى أسرتها لا تتوقف، خاصة وأن منزلها الذي تقطنه منذ أكثر من 30 عاما يقع بالقرب من الطريق الالتفافي من جهة ومستوطنة يتسهار من الجهة الأخرى.

وما تلبث -والكلام لأم شادي- أن تتوقف اعتداءات جنود الاحتلال المتمثلة باقتحام المنزل وتفتيشه وإرهاب من فيه وضربهم، حتى يبدأ المستوطنون ممارسة أعمالهم القمعية بالطرق التي يرونها كإلقاء الحجارة على المنزل وقطع الأشجار وحرق محصولهم الزراعي متى وكيف شاؤوا.

ولا تزال أم شادي تذكر عملية الدهس التي تعرضت لها عام 2003 بينما كانت تحاول عبور الطريق الالتفافي وهي عائدة من أرضها عندما دعستها آلية عسكرية إسرائيلية.
سبع قرى

ولم تكن حكاية أم شادي إلا واحدة من قصص معاناة عاشتها ولا تزال نساء سبع قرى فلسطينية، هي حواره وبورين وعراق بورين وعوريف وعينابوس وعصيره القبلية ومادما، ممن اطلعت الجزيرة نت عن قرب على مآسيهن خلال جولة تضامنية مع تلك القرى نظمتها مراكز نسوية بمدينة نابلس أمس السبت، تزامنا مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء، تلاها لقاء موسع مع تلك النسوة.

وهدفت هذه الجولة -حسب مديرة مركز الدراسات النسوية روضة بصير- إلى تعزيز صمود المواطنين لا سيما النساء عبر هذا الدعم والتواصل النسوي معهم.
وأوضحت بصير أن الجولة سلطت الضوء على قضايا عنف بكل أشكاله، وسعت لتوعية المرأة بشأن ممارسات الاحتلال ووحشية عدوانه، حيث سيتم اختيار لجان نسوية من هذه القرى لتوثق انتهاكات المستوطنين ضدهن بشكل خاص وضد قراهن بشكل عام، والتقدم بشكاوى دولية لمقاضاة إسرائيل.
وأشارت بصير إلى أن أبرز أشكال العنف الذي تتعرض له النساء بسبب الاحتلال ومستوطنيه، يتمحور في الإرهاب الأسري والتسبب بخلق حالة من الرعب بقتل أبنائهن واعتقالهم "وحتى بالاعتداء عليهن مباشرة"، علاوة على محاربة الاحتلال لقمة عيش المواطنين.

توثيق للعنف
أما مديرة جمعية شؤون المرأة سُمية الصفدي فدعت لتفعيل القرار 1325 الصادر عن الأمم المتحدة والداعي لحماية المرأة تحت الاحتلال، وأقرت بأن المرأة الفلسطينية تفتقد هذه الحماية، حيث يتم استهدافها في أرضها وبيتها وبكل مكان توجد فيه.

وأشارت إلى أن دور المؤسسات النسوية يتلخص في توفير الدعم لهؤلاء النساء، سواء بدعم صمودها مباشرة بأرضها ومساعدتها بقطف محاصيلها، أو بمساعدتها بتوفير عمل داخل بيتها لإنتاج صناعات غذائية أو مشغولات يدوية تدر دخلا عليها.

من جهته أشار رئيس المجلس القروي لمادما إيهاب تحسين إلى أن قرابة 70% من نساء قريته والقرى المجاورة تعرضن لعنف المستوطنين واعتداءاتهم.

في حين لفت الناشط في حماية المرأة من العنف زهير الدبعي إلى أن مثل هذه التحركات النسوية إيجابية، غير أنها "ليست كافية" وبحاجة لجهد أوسع بمزيد من الوعي والتدريب على العمل الجماعي "لرد اعتداءات المستوطنين".

وكان الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني قد أعلن الثلاثاء الماضي في بيان أن نحو نصف الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة تعرضت لعنف الاحتلال أو المستوطنين.

Governorate

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">