تم عرض الورقة المفاهيمية بدعوة ممثلي وزارة التربية والتعليم العالي في الادارة العامة للارشاد والتربية الخاصة ومركز المناهج والمؤسسات الأهلية والدولية العاملة في مجال الاعاقة ومنظمات حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، وبحضور كل من الاستاذ محمد الحواش مدير عام الادارة العامة للارشاد والتربية الخاصة والسيد ثروت زيد مدير عام مركز المناهج في الوزارة من اجل نقاش الجهود المبذولة في هذا الاطار وأخذ الملاحظات حول هذه الورقة المفاهيمية وبلورة الافكار الرئيسية وتطويرها.
وقد افتتحت الجلسة السيدة لنا بندك المديرة العامة لمؤسسة قادر مرحبة بالحضور مؤكدة على أهمية هذه الورقة في تناولها لعدد من المبادئ والتوجهات العامة حول تضمين موضوع الإعاقة في المنهاج الفلسطيني في مرحلة التعليم العام الأمر الذي يسهم في تشكيل الوعي السليم والتوجهات الإيجابية لطلبة المدارس تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة. واشارت إلى أهمية الشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي وجهود معالي د. صبري صيدم وزير التربية والتعليم في هذا السياق وتوجيهاته المستمرة واهتمامه بقضايا الاعاقة واعلانه ان يكون العام 2017 هو عام الانجازات لخدمة الطلبة ذوي الاعاقة.
وبدوره فقد اكد السيد محمد الحواش اهمية الشراكة مع مؤسسة قادر والجهود المبذولة خلال السنوات السابقة من اجل مأسسة الوعي حول حقوق الطلبة ذوي الاعاقة في التعليم وفي المجتمع، مشددا على ان هذه الفرصة ذات اهمية كبيرة وخاصة ان قانون التربية والتعليم كان واضحا في نصه على الحث على ادماج الطلبة ذوي الاعاقة في المدارس، وانه يجب العمل على خطين متوازيين ما بين وجود منهاج ملائم لذوي الاعاقة ويحمل فلسفة حقوقية وتوجه تعليم شمولي يساهم في تشكيل وعي النشء الجديد من طلبتنا في فلسطين.
وقد تحدث السيد ثروت زيد عن ضرورة التقدم والتطور نحو مجتمع مدني يكون فيه احترام لحقوق الانسان، وضرورة تطوير انماط تعلمية تحمل رسائل وقيم ومفاهيم تتيح امام الاشخاص ذوي الاعاقة الاندماج بالمجتمع دون حواجز ومعيقات.
وخلال الورشة قام كل من الدكتور احمد فتيحة باحث ومحاضر في كلية التربية في جامعة بيرزيت، والدكتور محمد زياد باحث ومحاضر في كلية القاسمي، بعرض الورقة المفاهيمية التي قاموا بعملها وأشاروا إلى المنهجية التي اعتمدتها الورقة حيث ان الباحثان قد نفذا مقابلات فردية ومجموعات بؤرية بشكل كيفي من اجل الوصول للنتائج التي تم عرضها، وقد اشاروا إلى النقص الحاد في الدراسات العربية التي تناولت مواضيع مشابهة، حيث لا يوجد تجارب مشابهة على المستوى العربي أو الاجنبي حول كيف تعكس مناهجهم موضوع الاعاقة. وقد تضمنت المقابلات اشخاص من ذوي الاعاقة وطلبة ومعلمين ومدراء اقسام وعاملين في الميدان من اجل اغناء هذه الورقة لتكون اكثر شمولية لكل ما يمكن ان يسهم في تحسين المنهاج الفلسطيني الجديد بطريقة تعزز اندماج ذوي الاعاقة في المجتمع.
وبدورها اشارت الانسة شذى ابو سرور رئيسة لجنة مراجعة المناهج من منظور الاعاقة والتي تم تشكيلها من قبل مؤسسة قادر وتضم أشخاص ذوي اعاقة وخبرة في مجال التعليم والاعاقة، ونوهت الى اهمية هذه الفرصة لقطاع الاعاقة كاملا. وذكرت الانسة شذى وهي من ذوي الاعاقة البصرية بأن جميع الاشخاص ذوي الاعاقة ينظرون لهذه الفرصة بأهمية بالغة لأنه اذا تم ادراج حقوق ذوي الاعاقة وكان المنهاج الفلسطيني يعزز التنوع والتقبل، فإن الجيل القادم سيكون اكثر تفهما للآخر ومتقبلا للاختلاف واكثر فهما لمنظومة حقوق الانسان وتقليل الصراعات الثقافية والاجتماعية والطبقية.
وفي الجزء الأخير من اللقاء قام المشاركون بعمل مداخلات حول الموضوع والورقة وكان هنالك محطات متنوعة وقف عليها المشاركين وتم اخذ جميع النقاط بعين الاعتبار من الباحثين وادارة المناهج من اجل اضافتها او تعديلها بحسب ما تم نقاشه في هذا اللقاء. واكدت بدورها السيدة لنا بندك على تشكيل لجنة مراجعة وتحكيم المنهاج في المرحلة الحالية للصفوف الأول وحتى الرابع الاساسي وتقديم مقترحات التعديل لمركز المناهج، على أن يتم الاستكمال لباقي الصفوف أيضا خلال المرحلة التجريبية المعلنة من مركز المناهج. كما وأكدت أيضا على انه سيتم تطوير مسودة الورقة المفاهيمية بعيد اخذ الملاحظات بالحسبان وطباعتها ورفعها بشكل نهائي لمعالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم للموافقة والاعتماد من قبل الوزارة ومن ثم تعميمها وتوزيعها لجميع الجهات ذات العلاقة.