رام الله- (13/12/2009): نظم مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية (مركز تطوير)، وبتمويل من مؤسسة مجموعة الاتصالات الفلسطينية للتنمية المجتمعية في فندق الجراند بارك بمدينة رام الله، حفل عشاءٍ خيري تحت عنوان "من أجل أطفالنا"، والذي سيخصص ريعه لدعم مؤسسات القطاع الأهلي العاملة في مجال تقديم خدمات الصحة النفسية والاجتماعية للأطفال خاصة من الأطفال المتضررين من العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.
وحضر حفل العشاء الخيري وزيرة الشؤون الاجتماعية معالي الوزيرة ماجدة المصري، والسيد زاهي خوري رئيس مجلس إدارة مركز تطوير، والسيد كمال أبو خديجة القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات، والسيد غسان كسابرة، مدير مركز تطوير، والسيدة سماح أبو عون حمد، المدير العام لمؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية المجتمعية، وعدد من المسؤولين وممثلي المؤسسات الأهلية والدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية، وعدد من القناصل والشخصيات الاعتبارية.
ويأتي هذا العشاء الخيري بتمويل من مؤسسة الاتصالات للتنمية المجتمعية في إطار مشاريع "صندوق أمل غزة" الذي أطلقته المؤسسة دعماً لأطفال القطاع، وبتنظيم من مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية (مركز تطوير) بهدف توفير الدعم للمؤسسات الأهلية وتطويرها في مجال تقديم خدمات الصحة النفسية والاجتماعية لأطفال القطاع.
وأعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية معالي الوزيرة ماجدة المصري في كلمتها خلال حفل العشاء الخيري عن تبرع دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض والحكومة الفلسطينية بمبلغ 50,000 دولار أمريكي لصالح أطفال قطاع غزة ممن تضرروا من آثار العدوان الإسرائيلي الوحشي الأخير على القطاع، موضحة أن مبادرة مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية لهذه الفعالية هي "تعبير راقٍ عن وحدة قطاعات شعبنا وتجسيد للشراكة التي نسعى لبنائها وتطويرها وتكريسها نهجاً في إدارة شؤوننا الوطنية والاجتماعية، وهي تنسجم تماماً مع توجهات الحكومة وقراراتها بتكريس الشراكة في كل القطاعات وخاصة في مجال الخدمات الاجتماعية"، مضيفة أن "الشراكة بين الحكومة ومؤسسات العمل الأهلي والقطاع الخاص هي مكسب لشعبنا وبرامجه الوطنية".
وثمّن السيد كمال أبو خديجة، القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات، مساهمة الحضور ومشاركتهم في هذا العشاء الخيري والذي يأتي انسجاماً مع أهداف ورؤية المؤسسة واهتمامها بتقديم كافة أشكال الرعاية والدعم لأطفال غزة، لاسيما الأطفال الذين تكبدوا آلام الإصابات والإعاقات المختلفة جراء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. وأعلن أبو خديجة خلال حفل العشاء عن تبرع مجموعة الاتصالات الفلسطينية لمركز تطوير بمبلغ عشرة آلاف دولار أمريكي ستخصص لصالح أطفال غزة إضافة إلى تمويل مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية المجتمعية لحفل العشاء، قائلاً "أننا نأمل في أن تساهم مثل هذه الفعاليات والنشاطات الخيرية في التخفيف من معاناة والآم أطفالنا في قطاع غزة، وتقديم كافة أشكال الدعم المعنوي والمادي لهم، للحدّ من الآثار النفسية والجسدية التي تأثروا بها خلال الحرب الأخيرة على غزة، وذلك في إطار "صندوق أمل غزة" الذي أطلقته مؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية المجتمعية بعد الحرب مباشرةً"، كما وجه أبو خديجة دعوة إلى كافة المؤسسات المحلية والدولية العاملة في فلسطين وخارجها وإلى كافة أصحاب أفعال الخير من أجل مضاعفة الجهود لمد يد العون لدعم أطفال القطاع، خاصةً في ظل الظروف القاسية والصعبة التي يعيشها القطاع بسبب الحصار المفروض عليه.
من جهته أكد السيد غسان كسابرة، مدير مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية أن ريع هذا الحفل سيخصص كاملاً لدعم المؤسسات الأهلية العاملة في مجال تقديم خدمات الصحة النفسية والإجتماعية للأطفال في قطاع غزة، وخاصة المتضررين من العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع. وأضاف أن مركز تطوير تمكن خلال السنوات الماضية من تجنيد ما لا يقل عن ستين مليون دولار أمريكي لتوفير الدعم للقطاع الأهلي والمؤسسات الأهلية الفلسطينية، حيث استفادت نحو 600 مؤسسة أهلية من هذا الدعم. مشدداً على وجوب مساعدة أطفال غزة "الذين باتوا بحاجة ماسة الآن للدعم النفسي والاجتماعي لاحتواء الآثار النفسية للحرب والتخفيف من ردود أفعالهم السلوكية والنفسية الحالية والمستقبلية".
كما بين كسابرة في كملته إلى إن هذه هي المرة الثانية التي يبادر فيها مركز تطوير الى تنظيم نشاط خيري، حيث أن النشاط الأول كان خلال شهر رمضان من العام 2008 حين أقام المركز مأدبة إفطار خيرية بعنوان "وجبة الأمل" والتي جاءت في خضم جهود المركز لمساعدة مئات الأطفال المهمشين والفقراء في قطاع غزة، حيث خُصص ريعه لشراء الأجهزة والمعدات الضرورية لرياض الأطفال التي تم تطويرها ضمن إحدى برامج مركز تطوير التنموية المنفّذة في قطاع غزة. حيث ساهم ريعه في تحسين نوعية وجودة التعليم المبكر.
وأشار كسابرة إلى أن عقد مثل هذه النشاطات الخيرية المشتركة ستسهم في تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية الفاعلة لدى القطاع الخاص ورفع مستوى التشبيك بينه وبين القطاع الأهلي. مضيفأ أن "مركز تطوير بادر إلى إعداد بحث حول إمكانيات التعاون بين القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية وذلك بهدف نشر الوعي بهذا المفهوم بين الشركات والأفراد وتعزيزه، فهو بلا شك أداة فاعلة، قد تساهم مستقبلاً في تمكين المؤسسات الأهلية والتقليل من اعتمادها على التمويل الخارجي".
وأشاد كسابرة بدعم واهتمام مكتب رئيس الوزراء دولة الدكتور سلام فياض ومشاركتهم في هذا النشاط، كما شكر معالي وزيرة الشؤون الإجتماعية على مشاركتها، وكذلك مؤسسة مجموعة الإتصالات الفلسطينية للتنمية المجتمعية، على دعمهم ومساندتهم المالية والمعنوية.
من جهتها قالت السيدة سماح أبو عون حمد، المدير العام لمؤسسة مجموعة الاتصالات للتنمية المجتمعية، أن المؤسسة "عمدت إلى تبني إستراتيجية العمل التنموي المؤسساتي الممنهج والذي يكفل لنا فاعلية المشاريع التي ننفذها أو نمولها على الأرض مع الشركاء، علماً أن المؤسسة تخصص 2 % من أرباحها السنوية قبل الضرائب لدعم وتمويل المشاريع التنموية في فلسطين"، مضيفة "أننا لا نتشارك مع مركز تطوير المؤسسات الأهلية الفلسطينية فقط في هذا النشاط وهذا الجهد بل نحن نتشارك في القيم أيضا".ً
وأضافت أبو عون "أننا نتطلع إلى أن تمتد مشاريع "صندوق أمل غزة" لتشمل كافة أطفال غزة بما يؤمن لهم مشاريع التأهيل النفسي وتطوير قطاع التعليم وغير ذلك من مشاريع الدعم التي تكفل إعادة الأمل لهم".
يُذكر أن "صندوق أمل غزة" الذي أطلقته مؤسسة مجموعة الاتصالات الفلسطينية للتنمية المجتمعية جاء استجابة للوضع السائد في قطاع غزة بعد العدوان الإسرائيلي الأخير في نهاية عام 2008، حيث قامت المؤسسة بدعم مشاريع إغاثية لحظية منها: مدّ يد العون لـ 345 جريح من أبناء غزة الراقدين في مستشفيات الجمهورية العربية المصرية والأردن لتلقي العلاج، وتوزيع 1000 رزمة كسوة شتوية وقصص على الأطفال الذين هجروا من منازلهم قصراً بفعل آلة الحرب الإسرائيلية إلى مدارس وكالة غوث اللاجئين في غزة ضمن حملة "شتاء دافئ"، وتنفيذ 13 يوماً ترفيهياً تم فيها تقديم عروض دمى لطلبة المدارس الابتدائية مع توفير الدعم النفسي لهم، وذلك من خلال تنظيم ورش عمل والقيام بنشاطات وفعاليات متعددة شارك فيها 2300 طفل بالتعاون مع مؤسسات مجتمعية فلسطينية متخصصة، منها مشروع "توثيق أحلام ومعاناة أطفال غزة"، والذي يسعى إلى تفريغ الأطفال لمكنوناتهم ولمعاناتهم النفسية عبر الكتابة الإبداعية والقراءة، وتدريبهم على صناعة الأفلام واللعب والرسم والتفاعل، حيث تسعى المؤسسة إلى نشر قصص هؤلاء الأطفال ومعاناتهم ضمن كتاب يتمّ إصداره من قبل المؤسسة بأكثر من لغة.
الجدير ذكره أن الحفل والذي حضره ما يزيد عن 120 شخصاً، اشتمل علىى فقرات موسيقية قدمها طلبة وأساتذة معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى. في نهاية الحفل قام مركز تطوير المؤسسات الأهلية ممثلاً برئيس مجلس إدارته، السيد زاهي خوري، ومديره، السيد غسان كسابرة، بتسليم جوائز المسابقة الأولى حول قطاع العمل الأهلي الفلسطيني على الفائزين، و توزيع الهدايا الرمزية على طلبة المعهد الذين شاركوا في تقديم الفقرات الموسيقية.