منتدى شارك الشبابي نظم اللقاء المشترك لغزة ورام الله بعنوان "غزة ما بين الانقسام وفك الحصار" في مقر المنتدى برام الله وغزة عبر الفيديو، و.تحدث فيه كل من : النائبة الفلسطينية في الكنيست عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي حنين زعبي، اول إمرأة عربية في الكنيست تمثل حزب عربي في الداخل. والتي شاركت في اسطول الحرية لفك الحصار عن غزة، وكانت على متن سفينة مرمرة، وكانت اول شاهدة عيان تنقل حقائق الغزو على الاسطول الى العالم، بالاضافة الى وزير الثقافة السابق، استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر بغزة، د. ابراهيم ابراش، وأدار اللقاء المدير التنفيذي لمنتدى شارك الشبابي بدر زماعرة.
في هذا اللقاء المتجدد من سلسلة لقاءت حوار شارك ضمن اللقاءات الشهرية التي يعمل شارك على تنظيمها، حيث ركز اللقاء هذا على غزة ما بين الانقسام وفك الحصار وتبعاته الاجتماعية التي تلقي بظلالها على مختلف نواحي الحياة.
ماذا بعد أسطول الحرية وما ألم به وبهذه التجربة التي تحدث العالم بأكمله عنها وعن هذه القضية التي نأمل أن تكون تبعاتها بمنحى مختلف عما تسير اليه الامور الان؟.
النائبة حنين الزعبي حقيقة اسطول الحرية حقق نجاحا في وضعه على الاجندة الاعلامية والتي حققها ما قبل عملية القرصنة الاسرائيلية في المياه الدولية ، وشعرنا ونحن على الاسطول أنه نجح في مبادرته بحشد 600 ناشط مدني سياسي في أن يضعوا سجن مليون ونصف فلسطيني في قطاع غزة على الاجندة السياسية والاعلامية وهذا كان أحد أسباب الغضب الاسرائيلي.
وحقيقة مشاركة عرب 48 الوفد الفلسطيني على قافلة الحرية مكون من أربعة ممثلي تيارات سياسية الشيخ رائد صلاح الشيخ حسن دعيبس، رئيسة المتابعة ومحمد زيدان وأنا ممثلة التجمع. وعندما نسأل في الاعلام الاسرائيلي لماذا قبلتم المشاركة، أو لماذا المشاركة في قافلة اسطول الحرية؟ فنحن نجيب لماذا للاسف فقط الان، لماذا لم يكن هذا قبل ثلاث سنوات؟ ولماذا هذا الاسطول وليس عشرات القوافل التي تستحقها غزة.
ولو حصلت هذه المبادرة قبل ثلاث سنوات لما استمر الحصار حتى الان، ولما كانت اسرائيل أن تنجح في الحصار لو لم يكن هناك مؤامرة صمت على الحصار، فاسرائيل لا تريد فقط حصار واحتلال، وانما تريد حصار هاديء وصامت واحتلال وراء الكواليس لا يتحدث عنه أحد، وتريد تطبيعنا كفلسطينيين والعالم بأجمعه.
ما جرى في الاسطول عمليا هو حصار على غزة ما بعد قافلة الحرية هو ليس نفس الحصار على غزة قبل القافلة التي هي مؤشر سياسي أننا نحتاج الى ارادة سياسية لكي نضع اسرائيل أمام محاسبة نفسها ولكي نزحزح قراراتها، واسرائيل لا تستطيع أن تفعل كل شيء فهنالك حدود للقوة الاسرائيلية لكنها بحاجة الى ارادة سياسية ، فماذا بعد الحصار فانه يتوقف على ارادتنا السياسية وعلى قرارات السلطة الفلسطينية وعلى قرارات الانظمة، وعلى المزيد من الحملات الشعبية لاحراج أنظمة عربية.
والنجاح الجزئي لقافلة الحرية التي نجحت في فكفكة الحصار فلم تنجح فقط اعلاميا وفي وضع الانسان الفلسطيني المحاصر طيلة أربع سنوات على الاجندة الاعلامية، فاسرائيل ترتبك عندما نضع قضية الاحتلال أو تهويد القدس أو الجدار أو المستوطنات نضعها بشكل مكثف على الاجندة الاعلامية، واسرائيل ضاقت ذرعا بتغطية اعلامية مكثفة لمدة أسبوع، ورأت أنه كتب عن الحصار في مدة أسبوع خلال التحضيرات للقافلة وابحارها وما بعد القرصنة والهجوم العسكري الاسرائيلي ما يوازي ما كتب عن الحصار خلال أربع سنوات.
والقضية ليست قضية قافلة الحرية وانما قضية الحصار على غزة، وجريمة اسرائيل في قتل تسعة شهداء هي الجريمة الصغرى والجريمة الكبرى تبقى الحصار على غزة.
وتعلم اسرائيل أن حتى الاعلام الاسرائيلي اضطر أن يتحدث عن هدم مئات المدارس وعن دخل 2 دولار للفرد و60% من مواطني غزة لا يستطيعون أن يشربوا مياه صالحة وهدم 200 ألف بيت جزئيا وتدمير 3900 منشأة صناعية وفقر 80% وبطالة 65%.
ودعت الى وقف التنسيق الامني والمفاوضات فتهويد القدس وتوسيع المستوطنات بحاجة لمثل هذا القرار حيث أن 600 ناشط مدني سياسي أجبروا نتنياهو بالاقرار أنه عليهم انهاء الحصار المدني ويبقون على الحصار الامني، واضطر نتنياهو اعادة حساباته وهدفنا كان ليس تفكيك الحصار وانما انهائه، واحدثت تداعيات سياسية وجدل اسرائيلي داخلي.
لم نكن مدركون من أننا سننجح في انهاء الحصار وانما كنا مؤمنون أننا سننجح في انهاء مؤامرة الصمت على الحصار، وبعد الاعتداء على القافلة أنسحبت الكويت من مبادرة السلام العربية، واعادت مصر فتح معبر رفح لمساعدات انسانية وعلينا أن نعترف بوجود مجرم يقف وراء السياسات الاسرائيلية ولكن أيضا يوجد من يتعاون مع الحصار هذا هو الذي لا نستطيع أن نتهاون فيه.
ان الشعب الفلسطيني بمستوى قياداته الرسمية وبمستوى النضال الشعبي الذي تم اهماله وتهميشه وأحيانا قمعه بمستوى هذه النضالات كانت اسرائيل لا تستطيع أن تستمر ، وبالتالي لم نقل اننا نهدف الى أننا متيقنون بأننا سننجح في فك الحصار وانما قلنا سننجح في فك مؤامرة الصمت حول الحصار على غزة ونحن نريد أن ننهيها.
مبادرة قافلة الحرية عليها أن تكون مبادرة للعديد من القوافل الان، ولجنة المتابعة أعلنت أنها ستبدأ في تنظيم قوافل برية لاجل فك الحصار على غزة وأيضا مظاهرة تتعلق بالحصار.
وأعتقد أن قضية الحصار على غزة هي ليست قضية غزة لوحدها وانما هي قضية رام الله والقدس والداخل 48 والشعب الفلسطيني، ولالان لدينا ملفات حارقة وتقوم اسرائيل بجس نبضنا في كيفية التعامل معها، وكيف سنتعامل مع الثغرة المهمة جدا التي فتحتها قافلة الحرية كبداية لكسر الحصار على غزة على مستوى الحملات الشعبية والسلطة الفلسطينية والداخل الفلسطيني وعلى مستوى أيضا دول مثل تركيا مثلا والانظمة العربية التي صمتت عن الحصار.
سؤال على المستوى السياسي الى أي مدى نجحت القافلة هذا ليس موجها الى القافلة وعليه أن لا يوجه للمنظمين، فالقافلة عملت الحد الاقصى أما ما هي النتائج وكيف ستستمر في تحقيق النتائج هذا سؤال يوجه سياسيا على مستوى الشعب الفلسطيني وقياداته الرسمية والحراك الشعبي الفلسطيني.
تضاربت الاراء حول ما جرى على السفينة؟، وعدد كبير من الشهداء والجرحى على متن هذه السفينة فلغاية اللحظة الموضوع يمر مر الكرام فما هي التحركات وهل أنتي متفائلة في المستقبل القريب؟.
ان ما جرى على السفينة هذه الجريمة الثانية والجريمة الاولى مجرد التوجه الى السفينة في عمق المياه الدولية هي مخالفة للقوانين الدولية وعلينا أن لا نغفل هذه النقطة، فاسرائيل تريد أن تحدد نقطة البداية من ما جرى في السفينة، وهذا لا يجوز، فالسفينة كانت في عمق المياه الدولية، ونحن كنا على يقين حتى أكثر المتشائمين على السفينة كنا على يقين أن اسرائيل لن تعترض السفينة ونحن في عمق المياه الدولية لانه في تغطية اعلامية مكثفة وعلى متنها نشاطاء سياسيين وكل العالم يتحدث عنها، فهي لن تهجم على السفينة.
ففي يوم الاحد بعد الظهر قلنا لن نتوجه الى غزة وسنبقى نسير في موازاة الشاطيء لانه كنا نريد البدء بالوصول الى شواطيء غزة صباح يوم الاثنين، وفي الساعة الرابعة والنصف ليلا رأينا سفن القوات الحربية البحرية الاسرائيلية تعترض طريقنا 14 بارجة طائرات هليوكبتر عشرات الجنود على متن كل بارجة، وبدون خبرة لمجرد مشاهدتكم هذه القوات تتيقنون بأنها واضعة عدة سناريوهات واحدها بأن يكون هناك ضحايا وشهداء، كان هناك يقين من الكثير ممن تواجدوا على سطح السفينة في الطبقين الثاني والثالث وانا كنت موجودة في الطابق الثالث من السفينة وتيقنت أنه لن يمر هذا الهجوم دون شهداء وضحايا.
هذه القوات التي أحاطت بالسفينة كانت تكفي الهجود على قاعدة عسكرية المدربة والمدرعة والمحصنة، وتكفي للهجوم على المئات من القوات المدربة، ولم تكن قوات ملائمة لاعتراض سفينة من 600 ناشط سياسي.
عملية اطلاق النار بدأت قبل انزال الجنود وهليوكبتر بمعنى عملية عسكرية، والقوات الاسرائيلية لم تأتي ودخلت واكتشفت ما يدعونه ويطلقون عليه"ارهابيين"، فهي جاءت وعاملتنا كارهابيين، وانا راجعت تصريحات الناطق باسم الجيش الاسرائيلي عندما قال "سنعترض وسنمنع السفينة من الوصول بأي ثمن"، وراجعت تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي ليبرمان بادعائه"أن هناك ارهابيين" وحينما يقولون بأن هناك ارهابيين، وبأي ثمن فماذا تعني اسرائيل"بأي ثمن، وكلما تستعمل اسرائيل مصطلح بأي ثمن تعني حتى لو كان الثمن القتل وانها تستهون قتل كل من يتحرك وهم يقولون"كل من يشكل خطر" ونحن نعلم ماذا تعني اسرائيل بذلك، وبالنسبة لاسرائيل كل من يتحرك يشكل خطر، وهي تريدنا أصناما واذا تفاعلنا كأصنام على السفينة عندها لا يقومون باطلاق النار.
السيناريو الذي اتبعته اسرائيل كان سيناريو حرب استمر بشكل مكثف لمدة 20 الى 25 دقيقة ، لكن الاعلام عن السيطرة على السفينة كان فقط بعد ساعة وربع، وكنت أتسائل لماذا بعد ساعة وربع فقط حتى أعلن مكبر الصوت انتهاء كل شيء أدخلوا الى السفينة تم السيطرة عليها، ضجت القتل والرصاص خفتت بعد 20 دقيقة لكن بعد 70 دقيقة أعلن مكبر الصوت أنه تمت السيطرة على السفينة، فالسؤال الذي ما زال قائما حتى الان، وهذا السؤال أيضا أمام لجنة دولية أنا أتأمل أن تصمم تركيا على تشكيل لجنة التحقيق الدولية، واذا صممت ولم يكن هناك تجاوب دولي فانني أظن أنه حسب القانون الدولي أن لتركيا الحق والشرعية في أن تطلب الضباط والجنود الاسرائيليين للتحقيق، وبالتالي فالى أي درجة أنا متفائل بأن يتم التحقيق الدولي، هذا سؤال عليه أن يوجه فقط للسلطات التركية، لانه من أخترقت سيادته هي تركيا، والسفينة مع العلم التركي هي سيادة تركية والضحايا أتراك ولكن الاكثر من قضية الضحايا حسب القانون الدولي ان السفينة تحت السيادة التركية بالتالي القانون الدولي يعطي الشرعية والحق لتركيا في أن تطلب لجنة تحقيق دولية أو أن تطلب بنفسها محاكمة الضباط والجنود الاسرائيليين.
نحن قلنا لا أنا ولا من كان على متن السفينة مستعد للتعاون مع اللجنة الاسرائيلية التي شكلت لكي تبرر للعالم بأن اسرائيل بريئة، وهي ليست مخولة للتحقيق مع الجنود ولا أستطيع أن أعرف كيف ستحقق اللجنة فيما حصل على السفينة وهي لا تستطيع أن تحقق مع الاشخاص الذين كانوا داخل السفينة، وأصلا نحن لا نعترف بهذه اللجنة لانها لجنة اسرائيلية ولا مرة كان صاحب السياسات الاجرامية ليس مخول في أن يحقق في سياساته.
وعلينا أن نصر على لجنة تحقيق دولية، ومرة أخرى الجريمة الصغرى هي ما جرى على قافلة الحرية والجريمة الكبرى هي ما يحدث يوميا في غزة، وما حدث لمدة أربع سنوات في غزة، يعني باسم الشهداء التسعة الذين سقطوا وباسم 1335 فلسطيني سقطوا قبل سنوات خلال العدوان الاسرائيلي على غزة وباسم الشعب الفلسطيني علينا أن لا نهدأ اذا نجحت قافلة الحرية في فتح هذه الثغرة علينا أن نهدأ الا حين أن ينتهي الحصار نهائيا على غزة.
بعد الهجوم وقضية اسطول الحرية تعرضتي من الاعلام الاسرائيلي لهجوم لاذع ولتهديدات، حدثينا عن تجربتك داخل الكنيست وانتي تحملين الجنسية الاسرائيلية وموجودة في داخل فلسطين المحتلة عام 48 رغم تصريحاتك للاعلام في أكثر من مرة بأنك لن تردي على هذا التحريض والشتائم ولن تردي عليها اطلاقا لانك تحتقرين من يمارسها وبأنك لن تتخلين عن وطنيتك وفلسطينيتك، فماذا تقولين؟.
وأكدت ان هذا سبب الغضب الاسرائيلي، فنحن لم نشارك في اسطول الحرية فقط لايصال مساعدات انسانية وكان واضح من خلال الرسائل التي أراد المنظمون وأردنا نحن من كنا على متن قافلة الحرية أن لنا رسالة سياسية وليس فقط رفع حصار، حيث أن هذا الحصار هو جزء من احتلال اسرائيلي وهو الان ملف حارق من ملفات السياسات الاجرامية للمشروع الصهيوني بشكل عام، وأكثر من هذا بما أن وفد المتابعة كان الوفد الفلسطيني الوحيد نحن مثلنا كافة أجزاء الشعب الفلسطيني ومثلنا وحدة القضية الفلسطينية كقضية تواجه المشروع العنصري الصهيوني، وكان أيضا ما يعرف بفلسطينيي الداخل وبواقعهم ليس فقط الاحتلال على الضفة الغربية، وليس فقط احتلال الضفة وحصار غزة، فنحن تعاملنا مع القضية الفلسطينية كقضية تضم الداخل الفلسطيني، فالقضية الفلسطينية أصلا بدأت كقضية لاجئين ولم تبدأ حتى كقضية احتلال.
والحصار تعاملنا معه كملف حارق لساسات اجرامية وليس مسألة اختصار للقضية الفلسطينية، ونحن فتحنا الملف الفلسطيني وعدنا به الى تاريخ البداية السياسية بنشوء القضية الفلسطينية كقضية لاجئين وأظن كونا من داخل 48 نتحدث عن حصار غزة وعن الاحتلال وعن الداخل الفلسطيني هذا كان أحد دوافع الغضب الاسرائيلي الى أننا أعطينا هذا البعد السياسي التاريخي للقضية الفلسطينية كقضية تواجه مشروع صهيوني يحارب الوجود العربي الفلسطيني أينما كان، وهذا البعد السياسي كنا واعيين له في لقاءاتنا مع الاعلام.
وفيما يتعلق بالهجوم في الكنيست فهذا ليس تاريخ جديد بيننا كفلسطينيي الداخل وبين المؤسسة الاسرائيلية، فالملاحقات السياسية للقياديين هي جزء من التعامل الاسرائيلي المنهجي معنا وبدأت الحلقة الاخيرة بشكلها الشرس في ملاحقة د. عزمي بشارة قبل أربع سنوات والرسالة السياسية التي كنا نقولها لاسرائيل ونمثلها أننا كفلسطينيين في الداخل وكجزء من شعبنا ونمثل نضاله أن القضية ليس فقط تتوقف على الحصار والاحتلال فهي تتوقف أيضا وانا أريد أن يكون هذا احدى الثوابت القضية الفلسطينية، اننا ضد اسرائيل كدولة يهودية وضد المشروع الصهيوني بكافة تجلياته وليس فقط ضد الاحتلال والحصار.
ونحن لا نخاف من حقوق برلمانية قد تسحب من هنا ومن هناك ولا نخاف من تهديدات برفع الحصانة وحتى بسحب الجنسية، ما نحن قلقون ازائه ونريد أن نقوي مشروعنا الوطني لكي نقف في هذا التحدي هي أن يتم سحب الشرعية السياسية عن بعض الاحزاب السياسية داخل اسرائيل وليس مهما العقاب البرلماني، فهو عقاب مقدور عليه، والقضية التي نحن بصددها الان محاولة اعادة قوانين اللعبة السياسية داخل اسرائيل لكي يتم اعادة التصنيف والفرز في الساحة الفلسطينية في الداخل بين تيار معتدل وبين تيار "متطرف وغير قانوني"، وهذه المعركة التي علينا أن نخوضها بوحدة وطنا أيضا في الداخل الفلسطيني، وعلينا أن نعترف بأن هناك سياق خاص لنظامنا الفلسطيني كمواطنين نحن نتعامل مع مواطنتنا كشكل من أشكال بقائنا في الوطن، ونضالنا هو البقاء في الوطن، وان المواطنة هي جزء من بقائنا في الوطن، واسرائيل تحاول أن تسحب هذه المواطنة ليس لكي تسحب الهوية الاسرائيلية بل لكي تنفينا من وطننا، فنحن لنا سياق وطني ونضال سياسي خاص بنا لا نستيطع القفز عليه، بالعكس نحن نواجه المشروع الصهيوني من خلال هذا السياق ونحن نواجه المشروع الصهيوني كرفض للمواطنة بالشروط الاسرائيلية.
وبالتالي اذا تحدثنا عن التجمع نستطيع أن نقول بأن ما نحمله هو اعادة تعريف للمواطنة كتحدي للمشروع الصهيوني، وفي النهاية نحن نستمر بحمل هذه المواقف كجزء من الخصوصية الفلسطينية في 48 ومن التحدي العام للمشروع الصهيوني وما يتعلق بالاحتلال والحصار فنحن نحمل هذا الهم ليس فقط من خلال المشاركة في مثل هذه المبادرات وانما من خلال المشاركة في المظاهرات والنضال السياسي وليس صدفة أن الشابك الاسرائيلي عام 2006 قال ان كل من لا يعترف باسرائيل كدولة يهودية يشكل تهديد استراتيجي على اسرائيل، ومشروعنا ليس مجرد النضال تحت الاحتلال والحصار، وليس فقط مشروع دولة فلسطينية على كافة الاراضي عام 67 فهناك مشروع آخر نحمله وتعرفه السلطات الاسرائيلية على أن يهدد كل من لا يعترف باسرائيل ككيان ودولة يهودية وهو عمليا تهديد استراتيجي لاسرائيل هكذا تعرف اسرائيل المشروع الوطني الذي نحمله في الداخل الفلسطيني 48.
د. ابراهيم ابراش ما يجري الان في غزة المشروع الوطني والحصار والحكومة اتلممارسات وجهود فك الحصار عن قطاع غزة وما آلت اليه المتغيرات السياسية على الارض، وجهة نظر الحكومة في غزة بعد السفينة وقضية سفن الحرية الى غزة، حدثنا عن الحصار وعلاقته بالمشروع الوطني، وهل هنالك أفاق للمستقبل وللوحدة الوطنية ما بين رام الله وغزة؟
علاقة رفع الحصار بالمشروع الوطني من خلال طرح تسائل هل ان القضية الفلسطينية لو اختزلت في غزة وبالتالي أصبحت مهمة من يسعون الى رفع الحصار ومهمة الفصائل والعالم برفع الحصار عن قطاع غزة وبالتالي تغيب غزة الوطن، نحن نعيش في قطاع غزة ونعيش الحصار ولكن في نفس الوقت نشعر بأن ما يجري في الضفة الغربية من حيث الاستيطان وتهويد القدس وهدم المنازل فيها لا يقل خطورة عما يجري في غزة، واذا حسبنا الامور من منظور وطني نقول أن أيضا الضفة الغربية والقدس بحاجة الى قوافل لكسر حالة الاحتلال ولكن هذا لا يعني تجاهلنا لما يجري في قطاع غزة ربما الحالة الانسانية في قطاع غزة هي التي أعطتها هذا الاهتمام في بعده الانساني.
ولكن قضيتنا ليست قضية انسانية فقط هي قضية سياسية وبالتالي يجب أن يكون العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، متواكبا مع العمل على انهاء الاحتلال وبالتالي اعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني.
ولا أشكك بمشاعر وأحاسيس كل الذين شاركوا في رفع هذا الحصار سواء كانوا أهلنا من الداخل أو الذين جاءوا م تركيا أو أوروبا هؤلاء جاءوا ليس من أجل غزة ولا من أجل مشروع اسلامي سيادي على غزة، وانما جاءوا ليتعاطفوا مع قضية عادلة، قضية شعب يخضع للاحتلال في مواجهة الاحتلال وليس من أجل غزة فقط.
وان هذه الهبة في الرأي العام العالمي التي تمتد من أهلنا في الداخل الى أمريكا وأوروبا وكل العالم اذا ما اختزلناها في رفع الحصار عن غزة سيخرج هذا التعاطف عن سياقه الحقيقي من أجل فلسطين.
اسرائيل دولة ارهابية أمر معروفة به واعتدائها على اسطول الحرية أكد حقيقة ولم يكتشف شيئا جديدا، كما أكد حقيقة بأن المسؤولية تقع على عاتقنا نحن الفلسطينيين كيف نوظف هذا التحول في الرأي العام العالمي من أجل اعادة الاعتبار للمشروع الوطني كمشروع تحرر وطني فلسطيني وليس مشروع اقامة كيان أو دولة في غزة.
وان العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة متواكبا مع المصالحة الوطنية ، ليس أن يكون ثمن رفع الحصار عن قطاع غزة هو تكريس الانقسام بفصل غزة عن الضفة الغربية ، وهنا تصبح مهمة المخالصين من الفلسطينيين في كيف يتم العمل على رفع الحصار مع المصالحة حتى لا يقود رفع الحصار الى تكريس الانقسام، نخشى أن يكون ثمن رفع الحصار عن قطاع غزة هو تكريس الانقسام.
هناك مخطط اسرائيلي ويتوافق معه أيضا مواقف دول بأن يفكروا برفع الحصار عن قطاع غزة ولكن مع تكريس الحالة الانقسامية وتثبيت حالة سياسية في غزة بمعنى دولة في غزة منقطعة الصلة مع الضفة الغربية ما يؤدي الى تدمير المشروع الوطني الفلسطيني.
هذا الامر يضع علينا مهمات كبيرة جدا في كيف ننجح المصالحة الفلسطينية وكيف لا تصبح غزة بديلا عن فلسطين، وغزة لوحدها لا يمكن أن تكون بديلا عن فلسطين، والكل يدرك أنهم عرضوا قطاع غزة على الرئيس الراحل أبو عمار ورفض.
واذا نجحوا في تمرير أهدافهم ومخططهم على غزة فقط فاننا هنا ننفذ المرحلة الثانية من خطة شارون بالانسحاب من قطاع غزة في العام 2005 فهو انسحب من قطاع غزة وحافظ على الحصار وهو يريد ثمنا لرفع الحصار وهذا الثمن هو تكريس فصل غزة عن الضفة الغربية وهنا تصبح المهمة الوطنية والعربية والاممية الصديقة باعادة الاعتبار للمشروع الوطني.
ضمن هذا السياق نحن يجب أن نوظف هذا التحول في الرأي العام العالمي نحو الجهة الصحيحة وهي مساعدة شعب في قضيته العادلة وهذا الشعب يخضع للاحتلال وليس فقط رفع الحصار عن قطاع غزة.
ويجب أن نكون حذرين من كثرة الحديث عن البعد الانساني للحصار على قطاع غزة ومن نقص الدواء والغذاء ، هناك جهات دولية ومتعددة تريد أن تغرق قطاع غزة بالغذاء والادوية حتى ينزع هذا البعد الانساني حيث نتنياهو يقول اذهبوا الى قطاع غزة وشاهدوا الاسواق المغمورة بالمواد الغذائية والصيدليات مليئة بالدواء، فالقضية ليست قضية انسانية واغاثية وانما هي قضية سياسية.