خلال مخيم "بسمة طفل " الصيفي : أطفال خانيونس يحيون تراث أجدادهم

أعاد عشرات الأطفال في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة تراث أجدادهم ،فنصبوا الخيام وأشعلوا نيران بكرج القهوة ،وتزينت أجسادهم بالجلبية والقفطان واعتلت رؤوسهم العقدة والمرير .

جاء ذلك خلال مخيم "بسمة طفل " الصيفي الذي ينظمه مركز بناة الغد التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر- والذي خصص احد أيامه لإحياء التراث الفلسطيني.

الطفل ادهم فارس (13) عام استقبلنا بعبارات ترحيب تطغى عليها اللهجة البدوية وعندما سألناه عن مصدرها ، قال إنها العبارات الذي كان يرحب بها أجدادنا بضيوفهم ، وبدأ يتحدث كأنه عجوز تجاوز التسعين من عمره ، وقال إن من عادات العرب إكرام ضيوفهم قبل الدخول باى موضوع ونادي بعلو صوته على صباب القهوة ليضايقنا، وبعد أن شربنا قهوتنا بخيمته المزينة بأدوات التراث الطاحون والهاون والمهباش "، سألناه عن صاحب الفكرة ،فقال" إدارة مركز بناة الغد اقترحت علينا تخصيص احد أيام المخيم لإحياء التراث الفلسطيني ونحن القادة رحبنا وأعجبنا بالفكرة ،وبدأنا نبحث من خلال مجموعة من الكتب والمراجع عن عادات أجدادنا وطريقة لبسهم وكلامهم وبدأنا نسال كل كبار السن وجمعنا بعض المعلومات ،ووضعنا احتياجاتنا لإدارة مركز بناة الغد والذي قام بتوفيرها بالكامل.

أما الفتى على عليان (14) سنة الذي كان معجبا بزيه الجديد قال " تعرفنا اليوم على عادات ومهن أجدادنا وطريقة لباسهم وكلامهم ،وأضاف "أنا مبسوط جدا لانى تعلمت اليوم صنع القهوة بالهيل وكيفية طحنها.

وبدأت فعاليات اليوم التراثي بلوحات فنية من التراث الفلسطيني " الدبكة الشعبية ومن ثم عرض لفيلم وثائقي عن أهم المهن التراثية الفلسطينية ،ومن ثم استحضر الأطفال شخصيات أجدادهم وتقمصوها وعاشوا يوما من أيام زمانهم.

وعن أهمية إقامة مثل هذه الأيام التراثية قال خليل فارس مدير مركز بناة الغد " تكمن أهمية مثل هذه الفعاليات بأنها تعمل على شحن ذاكرة الأجيال الصاعدة وترسخ الهوية بعقولهم ،وتجيب على أهم سؤال من نحن ؟"

وأكد فارس على أهمية التراث الفلسطيني خاصة في هذا الوقت الذي يسعى الاحتلال فيه بعد سيطرته على الأرض، الى طمس الذاكرة والتاريخ والتراث الفلسطيني وسرقته، مما يستدعي الى التمسك بالتراث، داعياً في هذا المجال المؤسسات الحكومية والأهلية لتنظيم المزيد من هذه الأيام التراثية ، من أجل أن يبقى حاضراًً ومتميزاً على مدار السنوات والأجيال القادمة.

وأشار فارس إلى أن جمعية الثقافة والفكر الحر تولى اهتماما خاصا بإحياء التراث الفلسطيني من خلال إقامتها للعديد من الأيام التراثية على مدار العام تتوجها بمهرجان الجذور التراثي أضخم واكبر مهرجان على مستوى القطاع.

كما شهد اليوم التراثي إحياء المهن التراثية حيث استضاف المركز الطفل المعجزة محمود عطا الله اصغر فواخرجى في العالم العربي الذى تحتضنه وترعاه المؤسسة ، حيث أثار عمله إعجاب الفتيان ، اللذين طالبوه بتعليمهم ،وشرح والد الطفل المعجزة الفواخرجى مصطفى عطا الله للأطفال طريقة عمل الفخار بصورة مبسطة.

كما تخلل اليوم التراثي إحياء بعض الأكلات الشعبية (خبز الصاج –والمجدرة ) ، والذي قدمت كوجبة غداء للفتيان.

الأمثال والألعاب التراثية كانتا حاضرتين في هذا اليوم ، فقد تبارى الفتيان في البحث عن الأمثال الشعبية وكتابتها على بوسترات كبيرة ، واستمتعوا بألعاب أجدادهم البسيطة وأغانيها الرائعة .

Governorate

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">