عقدت دائرة التدريب والبحث العلمي ببرنامج غزة للصحة النفسية يوماً دراسياً بعنوان " آليات البحث العلمي " في فندق الكومودور بغزة، قدم خلالها مجموعة من الأطباء والباحثين من جامعة موناش وجامعة فلندرز الأسترالية أوراق عمل حول الموضوع، بمشاركة العديد من المهتمين والخبراء والباحثين العاملين بالمؤسسات والطلاب.
بدأ اليوم الدراسي بكلمة افتتاحية لرئيس البرنامج د.إياد السراج رحب خلالها بالمشاركين، مؤكداً على أهمية العلم باعتباره الأساس في بناء الأمم وأن الشخص إذا بدأ بنفسه بالتقدم فأن جميع من حوله من أشخاص ومؤسسات سيتقدمون، مشيراً إلى أن أحد أسباب الفشل هو أننا نبني المباني ولا نبني العقول.
واستعرض د.السراج تجربة قطاع غزة مع الإسرائيلية الاخيرة مؤكداً أنها تجربة لم يكن لها شبيهاً في التاريخ، فشعب القطاع تعرض لظلم كبير وحرم من منحه فرصة الحق في الحياة بكرامة والتعبير عن نفسه، ولكم مع ذلك كله ما زال هناك أشخاص قادرين على الحياة والعيش، أشخاص ما زال في أعماقهم هذه الجدوى من الأمل والقدرة على الصبر والصمود، مطالباً بضرورة إعطاء مساحة لحرية التفكير التي من شأنها أن تدفع بالمجتمع إلي التقدم.
وبدأت د.ديزلي بيلج، أستاذة القانون الدولي في جامعة فاندرز الأسترالية مداخلتها بالترحيب وتقديم الشكر للحضور باعتبار ذلك مهماً فس مراسم دولتها أسبانيا، ومن ثم قدمت ورقة عمل بعنوان " آليات البحث التشاركي المجتمعي " مبينة الغرض من مثل موضوعات هذه الأبحاث والذي أصبح أكثر نعقيداً وأن هناك العديد من القضايا التي يجب علي الباحث أن يلتزم بها، مطالبةً من يقوم بالبحث بإتباع أساسيات البحث، لأن عملية إجراء البحث العلمي تحتاج إلي الدقة وتوخي الحذر.
وتطرقت د.بيلج إلى أهمية وفوائد البحث والتي تتلخص في إعطاءه فائدة للمجتمع، من خلال زيادة الوعي وتعليم أفراد المجتمع والمساهمة في بناء القدرات، منوهة إلى كيفية تصميم نموذج لبحث تشاركي مجتمعي مركزة على أهم الإعتبارات والمشاكل فيه.
وفي ورقة عمل ثانية قدمها د.جون جريديني من جامعة موناش الأسترالية بعنوان " التقييم الهام في البحث العلمي "، والتي نحدث خلالها عن المهارات التي يجب توافرها في الأشخاص الذين يقومون بالبحث، ومنها قراءة الدراسات السابقة حول الموضوع قراءة دقيقة، لا تقتصر علي الاطلاع فقط على ملخص الدراسة أو النتائج مرجعاً ذلك إلى أنه قد لا يتم التبليغ عن كل النتائج، مؤكداً علي ضرورة الإهتمام بجميع النقاط الموجودة وعدم التسليم بما ينشر بوسائل الإعلام بما يخص الأبحاث العلمية بل يجب المتابعة والبحث الدقيق حول الموضوع، مطالباً بضرورة الإهتمام بالنتائج الأولية لأنها تساعد في تحديد المخرجات.
وفي مداخلة بورقة عمل لـ د.سويرج ساندرام من جامعة موناش الأسترالية، بعنوان " آليات البحث الكمي " تحدث فيها عن مدي أهمية قراءة ومعرفة البحث العلمي ومعرفة نقاط القوة والضعف فيه، وأضاف أن البحث الكمي هو نوع من أنواع البحث العلمي وببساطة هو وسيلة للربط بين المعلومات من خلال الاعتماد على كمية ما هو موجود بالبحث.
وقال د.ساندرام أنه عند اتباع البحث الكمي في أبحاثنا، هناك نوعين مهمين يجب أن نعتمد عليهم وهم : المسائل الاستكشافية والمسائل المقارنة.
وفي ورقة عمل لــ د.بول كوميسروف، البروفيسور في الطب في جامعة موناش الأسترالية بعنوان " آليات البحث النوعي " تناول الفرق بينه وبين البحث الكمي، وأشار إلي عدم اعتمادية البحث النوعي علي اختبار الفرضيات كما هو الحااال في البحث الكمي، كما وتحدث أيضاً عن بناء البحث لانوعي واعتماده علي الآليات التشاركية.
وفي ورقة ثانية لـ د. كوميسروف بعنوان " أخلاقيات البحث الإكلينيكي " تحدث فيها عن مدي الارتباط الكبير بين هذه الأخلاقيات والبحث بإجراء لادراسة وكيفية إجرائها ومن الذي سيستفيد منها، مشيراً إلي أنه لا يمكن الفصل بين العلم وأخلاقيات البحث حيث أن المشاريع العلمية تُبني على أهداف أخلاقية، موضحاً مدي أهمية دور الباحثين واللجان الأخلاقية التي تشرف على البحث في تصميم الدراسة وذلك من خلال تحديد أهداف المشروف والحرص علة أن يكون المشروع صحيح من الناحية العلمية.
بدوره قدم توم ترور من جامعة ميلبورن الأسترالية ورقة عمل بعنوان " عناصر عملية البحث العلمي " حيث تحدث فيها عن أهم مراحل البحث العلمي والتي تعتمد على تحديد موضوع البحث، وتطوير الوسائل المستخدمة في البحث للإجابة على كل التساؤلات وجمع البيانات وتحليلها وكتابة تقرير عما تتناوله الدراسة وأهمية نشر نتائج البحث.
يذكر أنه قد تخلل اليوم الدراسي العديد من المداخلات والنقاشات العلمية والمهنية من قبل الحضور مع مقدمي أوراق العمل مما خلق جواً من التفاعل البناء الذي عمل على إثراء اليوم الدراسي.