رام الله ـ ناشد منتدى شارك الشبابي، قيادة منظمة التحرير، والسلطة الوطنية، والفصائل السياسية، وقيادة المؤسسات الأهلية والمجتمعية والنقابية، وجميع أصحاب الضمائر الحية، بالتحرك بشكل عاجل وطارئ لوقف حالة الانقسام، والعودة للوحدة الوطنية، وأن يبذل كل ما بوسعه لتحقيق ذلك، والتخلي عن المصالح الفصائلية أو الذاتية أو أيا كانت لصالح قضيتنا وشعبنا.
جاء ذلك في بيان صدر عن المنتدى أمس، بعنوان" الانقسام الفلسطيني- خلاف بدون اختلاف"، ناشد فيه المنتدى أيضا التربويين والمعلمين والمثقفين والإعلاميين، بنشر أجواء الثقة والتسامح والتصالح بين أفراد المجتمع، وخاصة الأطفال والشباب، والوقوف في وجه أي محاولة لتزييف الوعي، وحرف الانتباه عن الأخطار الحقيقية التي تعصف بالمجتمع.
وتساءل المنتدى في بيانه، أما آن لنا أن نوقف الانقسام، ألا تستحق قضيتنا الوطنية أن نتنازل عن مصالحنا الفصائلية الضيقة؟؟. في الوقت الذي تمعن فيه حكومة الاحتلال بإجراءات مخططة ومتسارعة بهدف تصفية القضية الفلسطينية، وخاصة عبر تكريس الفصل السياسي الجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، والاستمرار في تهويد مدينة القدس، بالاستيطان، والتضييق على المقدسيين لطردهم، بما يشبه التطهير العرقي الممنهج. فضلا عن استمرار الاحتلال في مصادرة الأراضي، والاستيطان، وبناء جدار الضم والتوسع، وتهويد غور الأردن، والسيطرة على مصادر المياه الجوفية، والتنكر للحقوق الفلسطينية كافة. وفي الوقت الذي تطالب فيه إسرائيل الطرف الفلسطيني بالاعتراف بيهودية الدولة، ما بات يشكل خطرا كبيرا على وجود الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة عام 1948. تستمر حالة الانقسام السياسي الفلسطيني، والتشرذم، والتصلب في المواقف السياسية الفصائلية، ما يشكل إدارة للظهر أو تعاميا أو حتى حالة من اللامسؤولية تجاه قضايا الشعب الفلسطيني، وحقوقه وحتى وجوده.
وعقب المنتدى على ذلك "كمؤسسة شبابية تمثل قطاعا واسعا من أبناء الشعب الفلسطيني، بات لزاما علينا أن نرفع صوتنا لنتساءل: أما آن لفصائلنا السياسية وعلى رأسها حركتي فتح وحماس، إنهاء حالة الانقسام، والعودة إلى الوحدة الوطنية، وتوحيد الصف الفلسطيني للنضال ضد هذه المخططات العدوانية التي تستهدف وجوده؟
كيف لنا كفلسطينيين مواجهة سياسات الاحتلال، وحالة الانقسام السياسي قد حرفت بوصلتنا عن الأخطار الحقيقية التي تهددنا؟
ألا تستحق فلسطين منا أن نكف عن مصالحنا الضيقة، ألا يستحق منا مئات الآلاف من الشهداء والمعتقلين والجرحى، ملايين من اللاجئين داخل الوطن والشتات، أن نتنبه لما يجري على الأرض، وأن نقف صفا واحدا، للدفاع عن أرضنا وشعبنا ووجودنا وحقوقنا؟
ألم يكفينا بعد، أن شبابا فلسطينيا تورط في صراع داخلي لا طائل منه، وأن مئات الآلاف حرموا من العمل والتنقل والعيش بأمان نتيجة العدوان والحصار الإسرائيلي على قطاع غزة؟
ألا يحق لشباب فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة أن نوفر لهم إمكانيات لمستقبل أفضل؟
وأي تاريخ عن قضيتنا وصراعنا الداخلي سنعلمه لأطفالنا وشبابنا؟ ألا يكفينا أننا اختزلنا فلسطين التاريخية إلى فلسطين أخرى ننتظر اتفاقنا مع المحتل على حدودها؟ وفي المقابل هل سنجرؤ على القول أن "الجارة" إسرائيل قد نشأت على أنقاض فلسطين وشعبها وتاريخها؟
إن هذه الأسئلة، وغيرها الكثير نطرحها على صناع القرار في فصائلنا السياسية، بل أننا نذكرهم باسم شباب فلسطين، أن وجودهم في مواقع صناعة القرار والقيادية، وأن ما يحوزنه من شرعية، رهن بقدرتهم على حماية قضيتنا الوطنية، وتجسيدهم للحقوق الوطنية والسياسية والاجتماعية للشعب الفلسطيني، وخاصة الشباب.