ورقة موقف صادرة عن
منظمات المجتمع المدني تجاه العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة
قامت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بشن عدوان عسكري شامل برا وبحرا وجوا على قطاع غزة طال السكان الامنين في منازلهم حيث قصفت ودمرت المنازل بالطائرات فوق ساكنيها والمدارس والمساجد ولم يسلم منها احد. لقد استهدف العدوان كافة مكونات الشعب الفلسطيني وتحديداً أطفاله وشيوخه ونسائه ورجاله إضافة إلى قوى المقاومة الفلسطينية .
من الواضح أن إسرائيل أرادت أن ترسخ في الذاكرة الفلسطينية سواءً الراهنة أو فيما يخص الأجيال القادمة من خلال مستوى العنف الدموي والدمار غير المسبوق تفوقها العسكري في محاولة استئصال ثقافة الكفاح والمقاومة واستبدالها بثقافة الطاعة والامتثال . ان ما قامت به قوات الاحتلال يندرج في اطار الانتهاكات الجسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة، ويشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانيه تستدعي التدخل من قبل المجتمع الدولي خاصه الدول المتعاقدة على اتفاقيات جنيف لملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيلين عن جرائمهم بحق اهلنا في قطاع غزة.
يعبر هذا العدوان عن مدى استخفاف القادة السياسيين في إسرائيل في حقوق الإنسان الفلسطيني عندما يصبح مادة للسجال الانتخابي والإعلامي بين القوى السياسية المتنافسة على مقاعد الكنيست حيث اقتراب الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية. كما يعبر عن تنكر إسرائيل لكافة المواثيق والأعراف الدولية واستهتارها بالمنظمات الدولية ومؤسساتها وقد برز ذلك في القصف المتكرر لمقرات الأونروا من مدارس ومستودعات وكذلك المستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات المدنية ومنازل المواطنيين.
رغم ان إسرائيل لم تحقق أهدافها المعلنة من وراء العدوان وأن شعبنا عبر صموده البطولي رسخ ملحمة أسطورية رائعة ، لكن إسرائيل أرادت أهداف خفية من وراء هذا العدوان تتجسد بتعزيز حالة الانقسام السياسي والجغرافي بين كل من حركتي حماس وفتح وقطاع غزة والضفة الغربية.
اننا، وكي لا تضيع دماء الأطفال واشلاءهم هدراً نطالب بالعمل الفوري من أجل:
1. إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وترسيخ الهوية الوطنية في إطار تجاوز الاستقطاب والمحاور الإقليمية والدولية التي لا تخدم بالضرورة أهداف النضال الوطني الفلسطيني والعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنيه لقيادة المرحلة الحرجة من تاريخ قضيتنا، انه من غير الملائم الجدال والمناكفه فيما يتعلق بأحقية الجهه التي يجب أن توكل إليها مهمة اعادة الاعمار، حيث أن الكارثة وطنية ودفع ثمنها كافة مكونات المجتمع الفلسطيني.
2. العمل دون إبطاء لاعادة اعمار قطاع غزة وأن تعطى الأولوية لايواء المشردين، ورفض ربط عملية الاعمار بموافقة اسرائيل وذلك عبر تشكيل فريق فلسطيني لإعادة إعمار القطاع على اسس من النزاهه والشفافيه المهنية يضم في عضويته المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص وأن يستعين هذا الفريق بالخبرات الفلسطينية والعربية والإقليمية والأجنبية بناء على احتياجات الفريق غير أن ملكية عملية إعادة الاعمار يجب أن تكون فلسطينية فأهل مكه أدرى بشعابها.
3. رفع اليد عن المبادرات الأهلية والشعبية لاغاثة المنكوبين، ونحن هنا نطالب باحترام دور واستقلالية المؤسسات الأهلية وعدم وضعها في بؤرة التوتر السياسي.
4. نعلن رفض المؤسسات الاهلية للمساعدات الانسانية التي مصدرها وكالة التنمية الامريكية (USAID) بسبب الدعم الامريكي الرسمي للعدوان الاسرائيلي، حيث ليس مقبولا ان تقبل المساعدات ممن شارك بالعدوان.
5. الكفاح من اجل فك الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة وفتح كافة المعابر والحدود واقامة ممر دائم وحر بين الضفة وقطاع غزة، والابتعاد عن كل ما من شأنه تكريس الانقسام بين الضفة وغزة وتحويله الى انفصال دائم .
6. إطلاق الحريات العامة وصيانة حق التعبير عن الرأي وابداء الانتقاد لأداء أي سلطة كانت، فالكل يجب أن يخضع للمساءلة ولا أحد بمنأى عن الانتقاد، كما نطالب باطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين ووقف أي اعتقالات، ورفع القيود عن الاعلاميين ووسائل الاعلام المختلفة.
7. إجراء مراجعة شاملة للسياسة الفلسطينية التفاوضية بضمان وقف الاستيطان والعدوان والحصار وعزل القدس، وربطها بالقرارات الشرعية الدولية وتطوير الخطاب السياسي الفلسطيني وآلية عمله ومرجعية المفاوضات بما ينسجم مع وثيقة الوفاق الوطني والتأكيد على حق شعبنا في المقاومة.
شبكـة المنظمـات الاهليـة الفلسطينيـة