تستنكر مؤسسة المقدسي قيام قوات الاحتلال الاسرائيلي بهدم ثماني منازل في مدينة القدس منذ صباح اليوم الموافق 27/10/2009 في منطقة جبل المكبر وحي الصلعة ومنطقة الغزيل وضاحية السلام في شعفاط ، مما اسفر عن تشريد ما يزيد عن 48 مواطن فلسطيني منهم 25 طفل ، وترى المؤسسة أن الإنتھاكات الإسرائیلیة الأخیرة في مدینة القدس ھي استكمالا لسیاسات وممارسات القادة الإسرائیلیین، السیاسیین والعسكریین، المتواصلة تجاه الفلسطینیین منذ عام1948 ، والھادفة لاقتلاع المواطنين من أراضیھم، وتھجیرھم، وإحلال المستوطنین الیھود مكانھم.
إن مؤسسة المقدسي تتوجه للمجتمع الدولي ویطلب منھا بإطلاق صفة التطھیر العرقي على كافة الممارسات الإسرائیلیة قي الأراضي الفلسطینیة المحتلة -الضفة الغربیة وقطاع غزة ومدینة القدس. .وعلى المجتمع الدولي أن یقر بأن إسرائیل، التي تدعي أنھا "دولة دیمقراطیة" متھمة بممارسة أعمال تطھیر بحق الفلسطینیین، كما انھا حان الوقت لكي یستعد المجتمع الدولي لمناقشة ھذا الأمر ، فمنذ العام 1948 ھناك الدعوات والأوامر الواضحة التي وجھھا القادة الیھود لمقاتلي العصابات الیھودیة إبان حرب 1948 لتطھیر البلاد من مواطنیھا العرب، واستقدام المستوطنین الیھود، وإحلالھم مكانھم.
فالتاریخ، والحقائق، والتصریحات المتكررة التي تصدر عن مختلف القادة الإسرائیلیین لضرورة ووجوب التنبھه للخطر الدیموغرافي المحدق بإسرائیل، والذي من شأنھا المساس بالغالبیة الیھودیة للدولة، وما یرافقھا من مطالبات للعمل على التقلیل من نسبة العرب في البلاد وزیادة نسبة الیھود، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، بما في ذلك بواسطة التھجیر ألقصري (الترانسفیر)، ما ھي إلا دعوة صریحة لتنظیف وتطھیر البلاد من العرب، بصفتھم عرب .
وأخیرا فأنھا وفقاً لتعریفات التطھیر العرقي، وللأحداث التي وقعت خلال وبعد الحرب العالمیة الثانیة والمتمثلة بتطھیر بعض المناطق والأقالیم من أعراق معینة من أجل إیجاد تجانس عرقي فیھا ، نرى أن صفة التطھیر العرقي تنطبق على السیاسات التي انتھجھا القادة الیھود في فلسطین خلال حرب 1948 بصفتھا استھدفت تطھیر غالبیة المناطق من العرب لإیجاد تجانس عرقي یقتصر على الیھود.
إن مؤسسة المقدسي تدعو المجتمع الدولي وخاصة الجمعیة العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي ومؤسسات حقوق الانسان إلى تحمل مسؤولیاتھما القانونیة والأخلاقیة من أجل وقف سیاسیة إسرائیل العنصریة تجاه المواطنین الفلسطینیین قي القدس المحتلة، والتي تقضي بتھجیرھم من المدینة وحرمانھم من حقھم الطبیعي والإنساني في السكن والإقامة فیھا عبر عملیات ھدم المنازل المتواصلة التي تنتھجھا سلطات الاحتلال الإسرائیلي بحقھم حیث بلغ عدد المنازل التي ھدمھا الاحتلال منذ عام 1967 في مدینة القدس 24.143 منزل ، في الوقت الذي تواصل فیھ توطین المستوطنین في المدینة وبناء المزید من الوحدات السكنیة في المستوطنات غیر الشرعیة القائمة فیھا.
مؤسسة المقدسي لتنمیة وتطویر المجتمع / القدس المحتل 27/10/2009