خلال لقاء نظمه طاقم شؤون المراة برام الله وقطاع غزة: توصية بإيجاد خطط عملية لاستثمار أفضل في قطاع الشباب

البطالة... الفقر.. الانتحار... البحث عن أي فرصة لأي شيء، كانت هذه أبرز الكلمات التي رددها الشباب الفلسطيني بين شقي الوطن الضفة والقطاع، الكل يشكو، وإن تفاوتت الشكاوى وقل مستوى المرارة بين واقع وآخر، لكن الظاهر أن الأفق أكثر قتامة مما يستطيع تحمله الشباب الفلسطيني.
اللقاء الذي نظمه طاقم شؤون المرأة، امس، في مقره برام الله تحت عنوان "الشباب الفلسطيني قضايا عديدة فهل من حلول؟""، بمشاركة قطاع غزة عبر الفيديو كونفرنس، تحول الى جلسة تفريغ نفسي إن جاز التعبير، الكل تحدث عن مشاكلة ومعاناته، لكن لا أحد استطاع أن يعطي وصفة علاجية لأي من التحديات الكبيرة التي تلقي بظلالها على أيام ومستقبل الشباب الفلسطيني.

شباب وشابات قطاع غزة تحدثوا مطولاً عن الواقع المر، عن البطالة التي تنهش بأفواج الخريجين، عن أزمة السكن، وعن أطفال يذهبون لمدارسهم بعد الحصة الثالثة لمشاركتهم في العمل بالأنفاق، وأبراج غزة التي تحولت لمقصد للمنتحرين من الشباب الذين أفقدهم الإحباط أي بارقة أمل في الغد.
وقالت الكاتبة أسماء الغول التي أدارت الجلسة من غزة: يكاد يكون الإحباط سيد الموقف بين شباب غزة، الذي يعاني من الاحتلال والانقسام الداخلي بذات الوقت.

وقالت: "إضافة للبطالة والفقر التي تتزايد يوماً بعد يوم، يعاني الشباب من البيئة المجتمعية الضاغطة والتي تعتبر وجود نواد صحية ورياضية أمراً غير صحي وصحيح في القطاع".

الغول طالبت بشدة بقرع جرس الخطر لا سيما بعد تزايد أعداد الشباب الذين يقدمون على الانتحار ففي غضون أقل من أربعة أيام أقدم شاب وفتاة على الانتحار عبر إلقاء نفسيهما من أبراج سكنية عالية.

وقالـت: يجب أن ندق الجرس ونتساءل ما الذي يدفع شاباً في مقتبل العمر، وفتاة لم تتجاوز العشرين على الانتحار؟، هل وصل الإحباط حد قتل النفس؟، وماذا يجب أن نفعل حتى لا نفاجأ بحوادث أخرى لشباب قرروا أن يتخلصوا من مشاكلهم بهذه الطريقة.

أما الشباب والشابات في الضفة فلم تختلف همومهم عن هموم أقرانهم في القطاع من البطالة والفقر، والبحث عن فرصة لأي شيء، مقعد في الجامعة، عمل لائق، سكن معقول.

واستعان المشاركون في اللقاء بنتئاج دراسة أعدها منتدى شارك الشبابي العام الفائت 2009 تحت عنوان "واقع الشباب في فلسطين - فرصة أم خطر محدق"، والذي سلط الضوء على مشكلات الشباب.
وقال أحد الشباب المشاركين: أصبح حصول طالب الثانوية العامة على معدل 79% أمراً غير كاف للحصول على منحة دراسية وتحقيق طموحه باختيار التخصص الذي يرغب به.
أما عن غلاء المهور فالحديث يطول، ففي ظل ارتفاع المهور، وإصرار قطاع من الأهالي على المهور الباهظة وبعملة الدولار - ربما لأنها أضمن - ارتفع سن الزواج وفي المقابل زاد عدد العازفين عن الزواج.

وأشار مدير شارك بدر زماعرة الى غلاء الشقق التي أصبحت تناهز 130 ألف دولار، ما يعني أن الغالبية العظمى من الشباب لن تستطيع امتلاك بيت، إلا إذا امتلكت عملاً بدخل كبير يمكنهم من الاستعانة بالقروض البنكية، الأمر الذي يجعلهم يعيشون تحت وطأة الديون المتراكمة عاماً بعد عام.
وفي مداخلتها قالت نادية أبو نحلة مديرة طاقم شؤون المرأة في قطاع غزة: "في القطاع لا نتحدث عن أزمة الإسكان، لأنه ببساطة لم يدخل الى القطاع كيس إسمنت واحد منذ نحو أربع سنوات، وهذا امر مرتبط بالاحتلال وسياساته القمعية".

وتساءلت إحدى الشابات في غزة: لدينا كل هذه المشاكل وهي نوعية مقارنة بعدد السكان والمساحة التي نعيش عليها، لكن السؤال من الذي يملك خطة علاجية لكل ما نعانيه؟، من هي الجهة التي يجب أن نتوجه لها ونقول لها استثمري جهودنا وخذي بيدنا لنتجاوز كل هذه المحن؟.

ولفتت مديرة الطاقم نهلة قورة الى اهتمام الطاقم بقطاع الشباب وتخصيص مشروع متكامل لتدريبهم وتثقيفهم، لكن يجب أن تتكامل الجهود حتى تتحقق النتائج الإيجابية من هذه المشاريع.

واستعرض مستشار محافظ رام الله لشؤون الشباب محمد أبو مشرف الجهود التي تبذلها المحافظة للعناية بالشباب، وذلك من خلال تشكيل دائرة تختص بالشباب عبر عدة محاور أبرزها: التعليم وتوفير فرص عمل للشباب وخاصة الخريجين منهم، والعديد من المحاور الأخرى التي تشرف عليها المحافظ د. ليلى غنام بشكل مباشر.

نقلا عن صحيفة الايام

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">