نجحت مؤسسة المقدسي من خلال دائرتها القانونية في تأمين 70 مقعد دراسي للطلبة المقدسين من خلال المتابعة القانونية التي عملت عليها المقدسي خلال الثلاث أشهر الماضية والتي استطاعت من خلالها إرغام بلدية الاحتلال على استيعاب الطلبة المستجدين وذلك بالتعاون مع أولياء أمور الطلاب الذين توجهوا للمؤسسة بطلب المساعدة لتأمين مقاعد دراسية لأبنائهم بعد أن ضاقت بهم السبل في تأمين مقاعد دراسية لأبنائهم في ظل النقص الحاد في الغرف الصفية في مدينة القدس المحتل نتيجة تقاعس الاحتلال عن القيام بمسؤولياته اتجاه الطلبة والتعليم في المدينة.
وبين معاذ الزعتري المدير التنفيذي لمؤسسة المقدسي بأن الدائرة القانونية تقوم حاليا بمتابعة 27 ملف وقضية تتعلق في تأمين مقاعد دراسية، وأكد على أن المقدسي منحت بلدية الاحتلال فرصة لغاية 15/9/2010 لتأمين مقاعد دراسية لكافة الطلبة التي تتابع المؤسسة قضاياهم وفي حال عدم تأمين المقاعد الدراسية في المقت المحدد سيتم استئناف الالتماس للمحكمة من جديد وسيتم إجبار بلدية الاحتلال على دفع التعويضات المناسبة للأهالي من مواصلات وتكاليف الرسوم التعليمة في المدارس الخاصة .
واستنكرت المقدسي الطريقة المهينة والغير إنسانية التي يتم التعامل بها مع ذوي الطلبة خلال توجههم لبلدية الاحتلال بهدف تسجيل أبنائهم أو نقلهم من مدارس خاصة لبلدية والعكس، وتعمد البلدية إلى نقل الطلاب إلى مدارس بعيدة عن أماكن سكناهم مما يزيد من معاناتهم والتكاليف المالية على أهاليهم في ظل الوضع الاقتصادي الصعب وازدياد عدد الحواجز والنقاط العسكرية الإسرائيلية .
وناشدت المقدسي الأهالي بعدم تأجيل تسجيل أبنائهم في المدارس والانتظار إلى اللحظة الأخيرة للقيام بذلك ، الأمر الذي وضع المقدسي في ضغط كبير نتيجة عشرات الملفات التي وصلتها خلال الايام الماضية بالإضافة إلى إضعاف فرصة تأمين المقعد الدراسي لأبنائهم في الوقت المناسب .
وحمّل الزعتري سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الوضع التعليمي المتردي في مدينة القدس المحتل ، وأشار الى ان الخطر يتهدد ما يزيد عن 7000 ألاف طالب لعدم وجود وحدات تعليمية والحاجة الملحة جدا لتوفير 1800 وحدة تعليمية ناقصة بحسب إحصائيات المقدسي للسنة الدراسة 2009 /2010 وبسبب النقص الحاد بالوحدات الصفية لا يوجد مقاعد دراسة للطلبة الجدد وغيرهم مما زاد من تفاقم الوضع داخل الغرف الصفية الموجودة والمتهتكة أصلا والذي أدى إلى اختناق شديد بين صفوف الطلبة ،وبسبب النقص الحاد بالغرف التعليمية جرى استخدام مباني غير ملائمة فضلا عن تزايد نظام الوردية الثانية ،مع الإشارة إلى تعمد موظفي البلدية تسجيل الطلبة في مدارس تبعد عن مكان سكناهم عشرات الكيلو مترات مما يؤدي إلى رفض الأهالي لهذا التسجيل خوفا على سلامة أبنائهم لكون المواصلات التي اعتمدت البلدية توفيرها، لا تلبي ابسط سبل الأمان وخاصة لطلبة المرحلة الابتدائية ،مما أدى إلى حرمان ما يزيد عن 8000 طالب وطالبة من حقهم بالتعلم في السنة الدراسية 2009 ، مما ضاعف من نسبة التسرب الطلابي من المدارس في المرحلة فوق الابتدائية إلى نحو 50% من المجموع العام للطلبة بحسب إحصائية بلدية القدس الغربية ،فضلا عن وجود 12000 طالبا وطالبة في سن التعليم الإلزامي لم يسجلوا في أيّ من الأطر التعليمية التابعة لبلدية الاحتلال أو المدارس الخاصة و غيرها.
وبّين الزعتري، بأن مؤسسة المقدسي من خلال الدائرة القانونية تعمل منذ 5 شهور بالتعاون مع أهالي الطلبة لمعالجة قضية الطلبة الذين لا تتوفر لهم مقاعد دراسية سواء تلك التابعة إلى بلدية الاحتلال أو المدارس الفلسطينية الخاصة لتوفير مقعد دراسي للطلبة ، وبين الزعتري أن المقدسي تخوض معركة قضائية شرسة مع بلدية الاحتلال التي تحاول التنصل من مسؤولياتها اتجاه الطلبة الفلسطينيين بالقدس المحتلة ، وذلك بعدم بنائها لمدارس تتناغم والنمو الطبيعي للسكان والتكاثر الطبيعي للطلبة الفلسطينيين .
وشعورا بهذه الكارثة التعليمية ،اعلن قليل من المدارس الخاصة في صيف 2010 على افتتاح صف للأول الابتدائي وذلك ليس بهدف حل مشكلة استيعاب الطلبة ،وإنما لأشعار ذوي العلاقة بالمسؤولية التعليمية ،بأن هناك مشكلة حقيقية تتعلق بكينونية المجتمع المقدسي الفلسطيني .
وأكّد الزعتري بأن المعطيات المتوفرة عن الوضع التعليمي بالقدس تدق كافة نواقيص الخطر وتدعو المقدسي السلطة الفلسطينية بالشروع فورا ببناء مدارس تسد حاجة المجتمع المقدسي ،وتمثل بديلاً عن المدارس التابعة لبلدية الاحتلال وأوضح الزعتري بأن هناك العديد من الوسائل التي تستطيع فيها السلطة بناء مدارس بعيدا عن كافة المعيقات والعقبات التي سيضعها الاحتلال أمام هذا المشروع الوطني ، وتحدث الزعتري عن أولوية الاهتمام بالوضع التعليمي بالقدس بعيدا عن الشعارات وورش العمل التي لا تنتهي وبدون أي جدوى .
وتحّمل المقدسي السلطة الفلسطينية المسؤولية التاريخية اتجاه الطلبة الفلسطينيين في القدس وتحّذر من استمرار الاحتلال في سياسة التجهيل الممنهجه اتجاه طلبتنا وأبنائنا بالقدس المحتل منذ عشرات السنين لتحقيق هدف الاحتلال الرئيسي المعروف وهو تأمين جيوش من الأميين والجهلة.