صدر عن مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان دراسة جديدة تتناول موضوع الانتخابات الفلسطينية تحت عنوان " لانتخابات الفلسطينية: إعادة تقييم"، وتهدف الدراسة إلى البحث في العلاقة ما بين البيئة الداخلية الفلسطينية ممثلة بالبنى والنخب السياسية والمجتمعية من حيث استعدادها الداخلي للتعامل مع استحقاقات العملية الديمقراطية،
أي القبول بالانتخابات باعتبارها الطريق الآمن نحو تكريس الخيار الديمقراطي من خلال التداول السلمي للسلطة، وتكريس التعددية السياسية والثقافية وتعزيز السلم الأهلي في المجتمع الفلسطيني، وبين البيئة الخارجية التي لخصوصية الوضع الفلسطيني تصل في تأثيرها على الخيارات الفلسطينية إلى أبعد من كونها مجرد عنصر خارجي فحسب؛ وبالتالي مناقشة مسألة إن كانت الحالة التي أنتجتها هذه الثنائية تفتح أمام خيار ديمقراطي يعزز السلم الأهلي، ويعيد بناء عنصر القوة والمنعة للمجتمع، ويخلق نظاما سياسيا فاعلا قادرا على التأثير والتغيير في مجاله الحيوي أم العكس؟ وحاولت الدراسة أن تشخص الأسباب التي افترضت أنها المسؤولة عن تعثر الخيار الديمقراطي في المجتمع الفلسطيني، والذي تشكل الانتخابات بكل مستوياتها آلية من آليات الديمقراطية فيه.
اشتملت الدراسة على مقدمة وخمسة فصول وخاتمة؛ الفصل الأول: هو عبارة عن مدخل تناول البعد النظري للانتخابات بشكل عام، وتوقف أمام بعض المفاهيم المتصلة بالانتخابات والديمقراطية وبما يوضح الفارق بين الانتخابات والديمقراطية، كما يوضح المحددات التي تجعل من الانتخابات انتخابات ديمقراطية.
في الفصل الثاني: جرى استعراض تاريخي للمحطات التي تمت فيها ممارسة الانتخابات في المجتمع الفلسطيني بدءا من الدولة العثمانية وحتى يومنا الحاضر، ليصار بعدها إلى الدخول في عرض ومناقشة وتحليل الانتخابات المحلية والمهنية من انتخابات نقابات مهنية وعمالية ونسوية وغيرها.
الفصل الثالث: تضمن الانتخابات السياسية أو الانتخابات العامة التي مورست بعد قيام السلطة الوطنية، وتم التوقف في هذا الفصل عند القوانين الانتخابية وما تمخض عن الانتخابات من نتائج على المستوى الفلسطيني.
في الفصل الرابع تمت مناقشة إشكالية الانتخابات من خلال عرض وتحليل الأثر الخارجي الذي يمكن اعتباره افتراضا أنه من مسببات الإشكالية المتعلقة بالانتخابات الفلسطينية، وقد تمت مناقشة الأثر الإسرائيلي على الانتخابات، إضافة إلى الأثر الدولي الذي كان له أيضا تدخلات مباشرة وغير مباشرة في الوضع الفلسطيني.
تناول الفصل الخامس الأثر الداخلي في إشكالية الانتخابات السياسية؛ وتحت هذا تمت مناقشة عدة محاور افترض الباحث أنها على صلة بالموضوع قيد البحث، ومنها على سبيل المثال لا الحصر موضوع الانقسام وموضوع البنى الثقافية للأحزاب وضعف الثقافة المدنية والقوانين الانتخابية.
وأخيرا في الخاتمة تم إفراد حيز للاستنتاجات الرئيسية والعامة للدراسة، ووضع مجموعة من التوصيات التي يمكن من خلالها تحسين الأداء الانتخابي.