سالي فارس- طالب مجموعة من خريجي الجامعات المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية إسقاط شرط سنوات الخبرة الذي يضعونها في شروط الوظائف الذي يعلنون عنها.
وقال احدهم "إذا كانت كل المؤسسات تطلب شهادة خبرة عند التوظيف ،فمن أين سنكتسب تلك الخبرة إذا كانت تلك المؤسسات ترفضنا وتقلل من قدراتنا وتضع شروط قياسية للتوظيف ،وفى الأخير نكتشف أن الحاصلين عليها احد المقربين من المدير الفلاني أو العلانى وتكون قدراته اقل بكثير من قدراتنا.
جاء ذلك خلال ورشة العمل الذي نظمها مركز ثقافة الطفل التابع لجمعية الثقافة والفكر الحر وحملت عنوان "نظرة شبابية لاستثمار الطاقات الشابة في المنظمات الأهلية بين الفرص والتهديدات"، وذلك في مقر الجمعية، غربي محافظة خان يونس، بحضور عشرات الخرجين والمهتمين ومدراء المؤسسات.
وقال زكريا السلوت الناشط في مجال العمل الاهلى في ورقته ، إن المؤسسات الأهلية تلعب دورا هاما في تعزيز صمود المواطن الفلسطيني، ونشر الوعي و الثقافة بين الشباب و الأجيال الناشئة، كما توفر العديد من الفرص للشباب في ظل النقص الرهيب في قطاع غزة.
و أضاف السلوت أن مسئولية توفير فرص عمل للخريجين لا تقتصر على المؤسسات الأهلية فقط، و إنما غياب الدور الحكومي هو ما أحدث هذا الخلل في استيعاب الخريجين.
وأوضح في ظل التنافس الشديد و التزاحم بين الخريجين، فان المؤسسات مضطرة إلى اختيار من يملكون كفاءة أكبر.
وختم ورقته بالقول "على الشباب التحرك قدما ، باتجاه الضغط لتغيير واقعهم ووضع كل أمام مسئولياته ، كما أن عليهم أن يبذلوا مجهودا أكبر من ناحية تطوير قدراتهم و إمكاناتهم.
ومن جهته قدم الأستاذ مرعي بشير مجموعة تساؤلات للشباب من ضمنها:هل الشباب لديهم الثقة بأنفسهم للتغيير؟ هل الشباب لديهم ثقة بمؤسسات المجتمع المدني؟ هل الشباب يعتبرون المجتمع المدني هو الحاضنة الأولى والأخيرة لديهم؟...
وأكد بشير على أهمية مشاركة الشباب في منظمات العمل الأهلي ونوه أن العمل الأهلي هو الشق المكمل للمجتمع المدني ففي حالتنا الفلسطينية التي نعيشها في ظل الحصار والمعاناة وذهاب الحكومة ووزاراتها أصبح صعب توضيح المفاهيم الخاصة بالمجتمع المدني ومؤسساته.
وركز بشير على الواقع الفلسطيني للشباب وحقل التجارب الذي يمرون بها.وتوقع أن هناك مشكلة بالمفاهيم,وقال أن نحن شباب فلسطين لا نقلد ثورة مصر وثورة تونس ولكن الحراك الشبابي لهم أعطانا أمل كبير خاصة يوجد قمع للشباب هنا وعدم حرية التعبير عن الرأي مبدأ سياسة تكتيم الأفواه.
وكانت أوراق العمل والمناقشات في ورشة العمل ، حادة من قبل الشباب المشاركين، سيما في ظل الإنقسام الحاصل بين حركتي فتح وحماس كأكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية، وعدم إعطاء هؤلاء الشباب فرص حقيقية في العمل والمشاركة الفاعلة في المجتمع المدني، بينما كان النصيب الأكبر للشباب أعضاء التنظيم.
وفي السياق ذاته،ركز الأستاذ هشام صافي في رسالته السياسية بالدرجة الأولى على نقطتين الأولى "مناصرة شباب القدس ودعم صمودهم",والنقطة الثانية "التحرر من الفكرية والتبعية والحزبية من أجل مصلحة الوطن ومن أجل فلسطين والقدس (إنهاء الإنقسام)".
وشدد صافي على ضرورة تفعيل مؤسسات المجتمع المدني في مدينة القدس لمناصرة قضايا الشباب المقدسي ودعم صمودهم من خلال برامج شبابية واضحة المعالم والأهداف الوطنية, ويجب مناصرة الشباب كونهم في خط المواجهة الأول الواقفين بوجه السياسات الإسرائيلية القمعية الاستبدادية لضرب العمود الفقري للشعب الفلسطيني وهم " الشباب".
وأكد صافي أنه يجب تفعيل المشاركة الشبابية في الحياة العامة وهذا بدوره يعزز مبدأ المواطنة بشقيها الحقوق والواجبات ويعزز أيضا مبدأ الإنتماء لمصلحة الوطن ويحدث تغيرات جوهرية في عملية التحول الديمقراطي والاجتماعي للوصول إلي التنمية المستدامة بمفهومها الشامل.
فيما أثار الشباب المشاركون قضية العمل التطوعي وأثرها في تنمية مهارات جديدة لدى الشباب ،والاسباب التى أدت إلى تراجع ثقافة العمل التطوعي لدى الشباب الفلسطيني .
وأكدوا على أهمية تعزيز ونشر ثقافة التطوع في المجتمع والتنسيق بين عمل المنظمات الأهلية في القطاع لإنجاز مشاريع تخدم المجتمع وترفع من مؤشرات التنمية البشرية فيه وكذلك أهمية مساهمة الفعاليات الاقتصادية المختلفة في دعم المشاريع التي تقوم بها الجمعيات والمنظمات الأهلية وتنظيم عدد من النشاطات التي يشارك فيها أكبر عدد من الشباب لغرس روح التطوع لديهم إضافة إلى خلق مسارات يستطيع الشباب من خلالها تحقيق اهتماماتهم وخدمة المجتمع في الوقت ذاته.
أثبت الشباب الفلسطيني على مدار التاريخ أنه قادر على العطاء الغير محدود، كما أن له دور كبير وفعال في بناء المجتمع بصفة عامة، لأنه المعبر عن حضارة الأمة وثقافتها وعلى مستوى التقدم في الشعوب على حدٍ سواء، وأن مقياس المجتمع الفاعل هو مقياس مدى الاهتمام بالشباب.