اعتصم العشرات من الأطفال ذوي الإعاقة صباح اليوم أمام مقر محافظة جنين مطالبين بتطبيق قانون ذوي الإعاقة وإقرار اللائحة التنفيذية ومنددين بحالة عدم الاكتراث من قبل كثير من المؤسسات في تحقيق المواءمة.
وطالبوا بتطبيق قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 4 لعام 1999. وأكدوا أن لهم الحق في المشاركة في كافة الأنشطة المهنية واللامنهجية في السلك التعليمي لكي يكون لهم حق المنافسة وإبراز قدراتهم.
وحمل الأطفال لافتات كتب عليها: "تطبيق القانون واجب وليس منة من أحد" و " عليكم بمواءمة المؤسسات لكي نتمكن من العيش بكرامة" وكونوا معنا ولا تكونوا علينا".
وردد الأطفال الشعارات المطالبة بمنحهم حق العيش بكرامة مع توفير كافة سبل العيش التي تضمن حقهم في التعليم والصحة واللعب.
وأشرف على تنفيذ الاعتصام المؤسسات العاملة في مجال الإعاقة في جنين : وهي الهيئة الاستشارية لتطوير المؤسسات الغير حكومية وبرنامج التأهيل المجتمعي وجمعية أصدقاء المريض والاتحاد العام للمعاقين في جنين وبلدية مرج ابن عامر التي نظمت مخيم الإعاقة للأطفال في شرق جنين.
كما طالب المعتصمون بتطبيق كافة المواثيق الدولية التي أكدت حق الأطفال في الحصول على الفرص المتكافئة في التعليم والترفيه والصحة واللعب والأجهزة المساعدة والتعبير عن الرأي والشعور بالأمان، والعمل على إيجاد بيئة مدرسية ملائمة لاستقبال كافة الإعاقات.
وكذلك توفير كافة الوسائل التعليمية المساندة مثل الأجهزة المساعدة، والمنهاج المناسب لاستخدام كافة الإعاقات بما فيها النظر والسمع والنطق، وإدخال التسهيلات والتعديلات الفيزيائية في المدارس لذوي الإعاقة، وتعاون كافة الهيئات التدريسية مع الأطفال ذوي الإعاقة لكي يتمكنوا من الاستمرار في العملية التدريسية.
وبعد الاعتصام اجتمع الأطفال بمحافظ جنين قدورة موسى وسلموه كتابا موجها للرئيس محمود عباس وآخر لرئيس الوزراء سلام فياض.
وطالب المعتصمون الرئيس عباس ورئيس الوزراء في رام الله سلام فياض بإصدار القرارات والمراسيم الفورية التي تلزم المؤسسات بتطبيق قانون المعاقين بكافة بنوده دون إنقاص من أجل الحصول على كافة الحقوق المكفولة.
ووعد محافظ جنين قدورة موسى عقب لقائه المعتصمين برفع مطالبهم للرئيس محمود عباس والعمل الجاد من أجل الوصول إلى كافة حقوقهم المنصوص عليها.
وأكد أن المؤسسات قطعت شوطا كبيرا في العمل لصالح ذوي الإعاقة ولكن المشوار لم يكتمل ويحتاج إلى تظافر جميع الجهور.
كما توجه المعتصمون إلى مقر مديرية التربية والتعليم في جنين، وسلموا مديرية التربية والتعليم في جنين سلام الطاهر كتابا موجها إلى وزيرة التربية والتعليم في رام الله لميس العلمي.
وطالب المعتصمون الوزيرة العلمي بمواءمة المدارس والالتفات إلى معاناة الطلبة ذوي صعوبات التعلم، والنظر بشمولية إلى قضايا التعليم والإعاقة.
بدورها قالت مديرية تربية جنين سلام الطاهر: أن التعليم حق للجميع وهو شعار رفعته الوزارة ضمن خطتها الإستراتيجية، وأكدت تفهمها لمطالب المعتصمين وضرورة العمل لتحقيق المواءمة والدمج الكامل لذوي الإعاقة في كافة مستويات التعليم.
وأكدت الطاهر دور الوزارة في سياستها وتعليماتها الواضحة من خلال منهاجها التعليمي والذي يسلط ويركز على شريحة ذوي الإعاقة ويؤكد إعطاءهم حقوقهم المشروعة.
وأضافت أنها ستقوم برفع كافة المطالب إلى الوزارة، رغم أن المديرية تعمل باستمرار في منهاجها التعليمي من أجل دمجهم في المجتمع المحلي ونيل حقوقهم التعليمية من خلال منهاج التربية والتعليم الذي خصص أيضا التعليم لذوي الإعاقة.
وقال عبد الحكيم الشيباني منسق الأنشطة في الهيئة الإستشارية: إن فعاليات الضغط والمناصرة لذوي الإعاقة تسير بشكل جيد في محافظة جنين وتتفاعل لتحقيق الغايات الكبرى في التمكين الشامل لهذه الفئة.
وأضاف: نسير وفق خطة عمل ممنهجة بالشراكة مع برنامج التأهيل وكل الفاعلين حتى نوجد نموذجا خلاقا لآلية المطالبة بالحقوق للفئات المهمشة.
وشدد رئيس بلدية مرج ابن عامر نصر آدم على أن المخيم الأول للأطفال ذوي الإعاقة في شرق جنين كان رسالة ذات مغزى نطلقها من جنين أنه آن الأوان للعمل الجماعي المنظم الذي يسهم في تحقيق الدمج لذوي الإعاقة.
وشدد على أن تكاتف بلديات مع فعاليات المجتمع المدني في جنين لإنجاح هذه الفعالية يؤكد أن العمل المشترك المبني على الخطط هو أساس النجاح.
بدوره طالب أنور تركمان ممثل برنامج التأهيل في جنين الجهات الرسمية بأخذ مطالب الأطفال المعتصمين على محمل الجد والعمل على تكاتف الجهود حتى نصل لواقع أفضل للأطفال المعاقين في محافظة جنين.