اصدرت المؤسسات الاهلية في القدس بيانا حول اغلاق الاحتلال الاسرائيلي لعدد من المؤسسات العاملة في مدينة القدس خدمة للمقدسيين جاء فيه:
استمراراً لسياسات سلطات الاحتلال في طمس الهوية الوطنية الفلسطينية في القدس، وتهويد المدينة وأخلائها من سكانها الأصليين، قامت سلطات الاحتلال في يوم 25/10/2011 بتسليم امر إغلاق لثلاث مؤسسات، وفي 27 من الشهر لمؤسسة رابعة لمدة شهر من تاريخه. حيث شمل قرار الأغلاق المؤسسات التالية:
1- مؤسسة شعاع: وهي مؤسسة نسوية لتعزيز وتنمية المجتمع مؤسسة أهلية مسجلة، تقع في شعفاط، ركزت جهدها لتقديم خدمات اجتماعية وثقافية وبناء قدرات النساء المقدسيات . حيث تعمل المؤسسة على تقوية وتطوير قدرات النساء والشباب، وتأتي تلك الخدمات في إطار دعم وجود شعبنا في مدينة القدس والتخفيف من معاناته الناجمة عن سياسات وممارسات الاحتلال.
2- مؤسسة القدس للتنمية: وهي مؤسسة تنموية خيرية مسجلة، تقع في مفرق ضاحية البريد القديم تعمل على مساعدة الفقراء والمحتاجين حيث تعمل على توزيع وجبات غذائية للاسر المحتاجة. كما تعمل على تنظيم جولات سياحية في البلدة القديمة وتنظيم مسابقات ثقافية واجتماعية في المدارس كما تعمل على فتح مراكز حاسوب للطلاب.
3- مؤسسة ساعد: مؤسسة تهتم بأمور التعليم حيث تعمل على تقديم خدمات للمدارس والطلاب تقع في كفر عقب، تعمل على تقديم خدمات·
4- مؤسسة عمل بلا حدود: مؤسسة مهنية تعمل على توفير فرص عمل للشباب والشابات العاطلين عن العمل عن بعد من خلال الشبكات الألكترونية.
إن إغلاق تلك المؤسسات ليس بالحالة الوحيدة حيث أقدمت سلطات الاحتلال منذ بدايات العام 2001 على إغلاق ما يزيد عن 26 مؤسسة أهلية في مدينة القدس ومنها بيت الشرق، واتحاد الغرف التجارية، والغرفة التجارية الصناعية العربية، ونادي الأسير، وجمعية الدراسات العربية، والمجلس الأعلى للسياحة، ونادي الخريجين، ومركز الإخاء الإسلامي، ولجنة زكاة الرام، ومركز دعم المشاريع الصغيرة الممول من قبل الأتحاد الأوروبي وغيرها من المؤسسات التي استهدفتها سلطات الاحتلال.
إن سياسة إغلاق المؤسسات في مدينة القدس تهدف الى حرمان اهلنا في القدس من حقهم في الخدمات الأجتماعية والأقتصادية والثقافية التي حرمهم الأحتلال منها.
ان تلك السياسات غير معزولة عن سياسات الاحتلال التي تمارس ضد شعبنا في القدس والتي تهدف بمجملها إلى تهويد المدينة وتفريغها من سكانها ضمن إغلاق المؤسسات المقدسية ومصادرة الأراضي وبناء المستعمرات وهدم المنازل وسحب الهويات وإغلاق المدينة وعزلها عن باقي أجزاء الوطن من خلال الحواجز العسكرية وإقامة جدار الفصل العنصري.
هذه الإجراءات مجتمعة تهدف إلى تهجير المواطنين المقدسين من مدينتهم للانتهاء من الحلقة الأخيرة في مسلسل التهويد والضم التوسعي للمدينة وإفراغها من طابعها وهويتها وانتمائها العربي. ولعله من أهم المخططات التي مارسها الاحتلال الإسرائيلي في عملية تهويد المدينة هو إصدار أوامر قضائية بإغلاق المؤسسات المقدسية حيث أثرت عملية إغلاق هذه المؤسسات التي تعنى بتقديم الخدمات المختلفة للمواطنين المقدسين بشكل كبير وتضررت منه كافة شرائح فئات المجتمع المقدسي.
إن إغلاق مؤسسات القدس من قبل سلطات الاحتلال يتناقض مع حقوق الأنسان ومبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان وحق تقرير المصير ومن ضمنها حق الشعب الفلسطيني ممارسة حقوقه الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
وعلى ضوء ما سبق فإننا في المؤسسات الأهلية في القدس ندعو إلى:
1. إدانة واستنكار وفضح سياسات سلطات الاحتلال المتعلقة في إغلاق المؤسسات المقدسية بشكل عام والمؤسسات الأربع التي اغلقت مؤخرا بشكل خاص وحرمان المجتمع الفلسطيني من خدماتها.
2. ندعو المؤسسات الأهلية للعمل على دعم صمود ووجود المؤسسات المقدسية ودعوة المؤسسات التي أغلقت فروعها في القدس إلى إعادة فتح فروعها في القدس.
3. ندعو الجهات الرسمية الفلسطينية بتحمل مسؤولياتها اتجاه المؤسسات الأهلية المقدسة من خلال دعم صمودها ووجودها في القدس.
4. ندعو المجتمع الدولي من دول ومؤسسات وهيئات دولية إلى تحمل مسؤوليتها اتجاه تلك السياسات والممارسات والضغط على حكومة الاحتلال لوقف تلك الممارسات.