يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة القرار الذي اتخذته منظمة الصحة العالمية/أوروبا بشأن إقامة مؤتمر رسمي في مدينة القدس باستضافة إسرائيلية. ومن المقرر أن يعقد المؤتمر الأول الذي تنظمه منظمة الصحة العالمية/أوروبا حول السياسة الأوروبية الجديدة للصحة في القترة الواقعة ما بين 28-29 نوفمبر 2011.
إن عقد مثل هذا المؤتمر باستضافة إسرائيلية في مدينة القدس لهو اعتراف ضمني من منظمة الصحة العالمية، وهي إحدى مؤسسات الأمم المتحدة، بضم إسرائيل مدينة القدس، كما يعطي شرعية ضمنية للممارسات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس خلال العقود الماضية.
يشكل كل من قرار الكنيست الصادر في الثامن والعشرين من يونيو 1967، والذي يقضي بضم القدس الشرقية إلى الأراضي الإسرائيلية، وإعلان الكنيست في الثلاثين من يوليو 1980 والذي ينص على أن "مدينة القدس ككل هي عاصمة إسرائيل"، بالإضافة إلى سياسة توسيع حدود المدينة ، تشكل جميعها انتهاكاً سافراً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، والتي تعترف علناً بأن القدس الشرقية هي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة.
تعد مدينة القدس قضية جوهرية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فهي تمس حق الفلسطينيين في تقرير المصير، علاوة على حقوقهم المدنية والسياسية. لقد أعلن الفلسطينيون عن رغبتهم في أن تكون القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل، والتي تقوم على حدود عام 1967. إن القرار الذي اتخذته منظمة الصحة العالمية بشأن إقامة المؤتمر المرتقب في مدينة القدس لا يأخذ بعين الاعتبار احترام تطلعات الفلسطينيين المشروعة للحصول على القدس الشرقية كعاصمة لهم.
لقد أدت سياسة الضم والتهويد التي تنتهجها إسرائيل إلى انتهاكات منظمة لحقوق الإنسان في مدينة القدس. وتشمل هذه الانتهاكات ما يلي:
- التهجير القسري المستمر للسكان الفلسطينيين.
- هدم المنازل بشكل غير قانوني.
- منع سكان الضفة الغربية وقطاع غزة من الفلسطينيين من زيارة المواقع المقدسة في المدينة.
- بناء المستوطنات بشكل غير قانوني، الأمر الذي تهدف إسرائيل من خلاله إلى قلب التوازن السكاني في المدينة لصالح اليهود الإسرائيليين بشكل لا يمكن التراجع عنه.
- تهويد مدينة القدس من خلال أعمال عامة كبناء "مدينة داوود" في منطقة سلوان، بالإضافة إلى هدم مواقع أثرية فلسطينية في المدينة.
- الاستهداف العشوائي وسوء معاملة الفلسطينيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
- عدم توفر الخدمات العامة للمقدسيين بشكل متساو.
- إن هذا التمييز الممارس ضد المقدسيين لهو جزء من نظام أعم يتمثل في الفصل العنصري الذي تفرضه إسرائيل على كافة الفلسطينيين الذين يسكنون داخل أراضي فلسطين/إسرائيل التاريخية عام 1948، والتي رسمتها مؤخراً محكمة راسل في جنوب أفريقيا.
يطالب المركز القائمين على المؤتمر بالالتزام بقرارات الأمم المتحدة، فيما يتعلق بالقدس الشرقية كجزء من الأراضي الفلسطينية، حيث أنها العاصمة الشرعية للدولة الفلسطينية، وذلك من خلال إلغاء الخطة الموضوعة لإقامة المؤتمر المرتقب في القدس.