بدأ مركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان وبالشراكة مع الائتلاف من أجل القدس، وبالتعاون مع لجنة شباب البلدة القديمة ومؤسسات مختلفة في البلدة القديمة في تنفيذ دراسة مسحيّة رياديّة هي الأولى من نوعها تبحث في الاحتياجات القانونيّة للمتضررين من مخالفات البناء، بحيث ستستهدف هذه الدراسة أصحاب البيوت المهددة بالهدم داخل البلدة القديمة، وذلك بهدف توثيق الحالات، والبحث في الاحتياجات القانونيّة المطلوبة لمجابهة الهجمة الشرسة التي تقوم بها بلدية القدس. كما أن هذا المسح سوف يُساعد في التخطيط حول كافة الخطوات والأولويّات الواجب العمل من خلالها للدفاع عن البيوت المهددّة محليّاً ودوليّاً.
فقد أكّد السيد عصام العاروري، مدير عام مركز القدس، أهمية القيام بهذه الدراسة، التي سوف تكشف عن حجم المعاناة التي يعيشها المقدسيون بشكل عام، وسكّان البلدة القديمة على وجه الخصوص.
كما أشار العاروري إلى أهميّة تنفيذ المسح الشامل للمتضررين الذين استلموا مخالفات وإخطارات بالهدم، وذلك لِعدم وجود معلومات موثّقة حول حجم المخالفات التي تقوم بها بلديّة القدس ضد الفلسطينيين، فهناك معلومات غير مؤكّدة تشير إلى أنّ هناك ما يزيد عن ثمانمائة إخطار هدم ومخالفة بناء داخل البلدة القديمة. كما أنّ هذه الدراسة سوف توضّح حجم المعاناة التي يعانيها الفلسطينيون في البلدة القديمة، والتي تتمحور حول استنزاف المواطن المقدسي اقتصاديّا من المخالفات والتكاليف الهندسيّة والقانونيّة.
وقد ذكر العاروري إلى أن الوِحدة القانونيّة في مركز القدس في صدد تحضير التماس إلى المحاكم الإسرائيليّة يُلزِم بلديّة القدس في تقديم معلومات حول المخالفات التي نفّذتها في مدينة القدس وعدد الأبينّة التي قامت بهدمها خلال الأعوام السابقة.
كما أشاد العاروري بشراكة المركز مع الائتلاف من أجل القدس، الذي يساهم في شكل مميز في بلورة إستراتيجيّة عمل لتعزيز صمود المتضررين من الإجراءات الإسرائيليّة بما يخص هدم المنازل ومخالفات البناء. كما أكّد على الدور الريادي الذي تقوم به لجان الأحياء في البلدة القديمة، خاصة توجيه المتضررين من أوامر الهدم والمخالفات إلى المؤسسات الشريكة لتوثيق مشاكلهم.
-ظاهرة الهدم الذاتي
ومن جانبه، أكّد الائتلاف من أجل القدس، أن هذه الدراسة سوف تساعد في وضع إستراتيجيّة عمل لدعم الفلسطينيين المتضررين من أوامر الهدم، والبحث في الآليّات المطروحة لتشكيل مظلّة أمان لهم. كما أشار إلى أن الدراسة سوف تبحث في ظاهرة الهدم الذاتي في القدس وتقدّم تحليلاً لها، وبالتالي فقد تمّ تكريس جُزء من الاستمارة لبحث قابلية المتضررين في القيام بالهدم الذاتي، والأسباب التي تدفع المواطنين إلى هدم منازلهم ذاتياً.
وقاد قامت وحدة البحث الميداني في المركز، بتطوير الاستمارة الخاصة بالبحث، والتي تتكون من أربعة أجزاء رئيسيّة، تبحث في الخلفية الاجتماعية للمَبحوثين، واستقصاء معلومات حول البناء المهدد بالهدم، والإجراءات القانونية المتّبعة، أمّا الجزء الأخير فهو متعلق بموضوع الهدم الذاتي.
- اللجنة التنسيقيّة للدراسة
وقد تمّ تشكيل لجنة تنسيقيّة للإشراف على هذه الدراسة ومتابعة تنفيذها، بحيث تتكون هذه اللجنة من المؤسسات الشريكة وعضو عن الائتلاف من أجل القدس، وعضو عن لجنة شباب البلدة القديمة، وقد قامت هذه اللجنة بمراجعة إستراتيجيّة تنفيذ الدراسة، ومراجعة الاستمارة. فقد قامت وِحدة البحث الميداني بعرض هذه الدراسة على المؤسسات الشريكة، والتي بدورها انتدبت متطوعين اثنين عن كل مؤسسة لاستقبال المتضررين والمساعدة في تعبئتها. كما قامت وِحدة البحث الميداني بعقد ورشة عمل خاصة يوم السبت المنصرم، للمتطوعين بهدف توضيح أهداف الدراسة، وآليّات تنفيذها.
وتعد الدراسة مميزة من حيث المؤسسات الشريكة فيها ، والتي قد انتدبت متطوعين من طواقم عملها، والتي فتحت مراكزها لاستقبال المتضررين لتعبئة الاستمارات وهي مركز السرايا للدعم المجتمعي، في عقبة السرايا، وجمعية سيدة البشارة في منطقة باب الخليل، ومركز إسبافورد (العيادة الأمريكيّة) في حارة السعديّة، وجمعيّة الجالية الإفريقيّة في منطقة الواد، ومركز السامري الصالح في حارة النصارى، وبرج اللقلق في باب حُطّة، وذلك تمهيدا لوضع خطة مشتركة تتسع لجهود سائر المؤسسات الممثلة للمواطنين المقدسيين.
