عقد المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية ( مدار ) وبالتعاون مع جامعة النجاح الوطنية محاضرة علمية حول كتاب " الفلسطينيون في إسرائيل سياسات الأقلية الأصلية في الدولة الأثنية " للكاتبين والمؤلفين د. اسعد غانم والأستاذ مهند مصطفى.
وشارك فيها كل من الدكتور عثمان عثمان، الاستاذ المساعد في قسم العلوم السياسية في الجامعة والدكتور يوسف عبد الحق، الاستاذ المساعد في قسم الاقتصاد، وادارها الدكتور صقر الجبالي، المحاضر في قسم العلوم السياسية. وحضرها عدد من عمداء الكليات في الجامعة واعضاء من الهيئتين الادارية والتدريسية وعدد من الطلبة. وعن مركز د.هنيدة، مديرة مركز مدار والاستاذة مها عواد، مديرة العلاقات العامة في المركز.
تحدث المؤلف الأستاذ مهند مصطفى الذي حضر لمناقشة الكتاب عن أهمية الكتاب كونه بحثا علميا باللغة العربية في الشأن الإسرائيلي بشكل عام وبالنسبة للفلسطينيين بشكل خاص، بالإضافة إلى أن أسلوب الكتاب هو بحثي أكاديمي شامل بالمفهوم الكمي لأنه يحاول رصد التجربة السياسية في إسرائيل بالاضافة الى شمولية الكتاب لفترة زمنية تمتد من 1948 ولغاية الآن، ويعتبر هذا الكتاب ذا أهمية خاصة بسبب قلة الأبحاث العلمية العربية المهتمة لفهم المجتمع الفلسطيني في الداخل .
وأشار المؤلف إلى أن الكتاب يفحص المشهد السياسي من حيث الخطاب والفكر السياسي والسلوك والتنظيم السياسي، واشار انه بالنسبة للخطاب السياسي فقد شهد تحولات خاصة بعد انتفاضة الأقصى وظهور خطاب معاكس من الدولة اليهودية، ويتضمن السلوك السياسي أنماط التصويت والنضال البرلماني والقضائي والقانوني الذي يحاول استعراض المشهد السياسي في الداخل.
وأوضح الأستاذ مصطفى أن الكتاب يستعرض الأدبيات الإسرائيلية ونظرتها للمجتمع الفلسطيني في الداخل. ونوه إلى ظهور خطابين بعد انتفاضة الأقصى لدى فلسطينيي الداخل، وهما خطابا الاعتراف والاختلاف، حيث يتمثل خطاب الاعتراف او المواطنة من خلال فهم القوة الكامنة في المواطنة الإسرائيلية لتحقيق مكاسب وانجازات واضاف ان خطاب الاختلاف بدا في تصاعد كبير بعد انتفاضة الأقصى ويقوده التيار الإسلامي وبعض الجهات القومية الراديكالية ويتضمن هذا الخطاب إقامة مجتمع فلسطيني ليس له علاقة بالدولة وعدم عمل التطبيع، خاصة ان الفلسطينيين في إسرائيل يشكلون تحديا أخلاقيا وتحدي الاعتراف بالدولة اليهودية.
وتحدث في المحاضرة الدكتور عثمان عثمان أستاذ العلوم السياسية الذي قام بقراءة ومراجعة ومناقشة الكتاب، و أشار إلى أنه يقع في ثمانية فصول وخلاصة 400 صفحة، ويدور البحث حول واقع سياسي للتجربة الفلسطينية في داخل فلسطين المحتلة عام 1948، ويتناول وضع فلسطينيي 48 خاصة في ظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وكونهم أقلية في ظل محاولة إسرائيل لطمس وتهويد الهوية الفلسطينية.
وأبدى الدكتور عثمان عثمان عدة ملاحظات على الكتاب، وقال إن الكتاب جيد وقيم وعلمي وموضوعي وهو مليء بالمعلومات لكنه تطرق إلى محركات الصراع العربي الإسرائيلي في حربي 48 و 67 واتفاقية أوسلو، واغفل أحداثا سياسية أخرى هي حربي 56 و73 وانتفاضة الحجارة عام 87 وانتفاضة الأقصى عام 2000.
وأشار الدكتور عثمان إلى انه يمكن اختصار مئة صفحة من الكتاب بسبب التكرار في المعلومات، ولم يوضح علاقة الدروز والبدو مع الدولة وانخراطهم في الجيش الإسرائيلي، وان الكتاب أهمل بعض المراجع المهمة وهي كتب وموسوعة عبد الوهاب المسيري ولم يتطرق إليها.
وقال الدكتور يوسف عبد الحق الذي قام بمناقشة الكتاب انه يشكل محاولة جيدة لطرح لسؤال ما العمل في قضية فلسطينيي 48، لان وصف قضية فلسطيني 48 ليس كأي قضية اثنيه أخرى كقضية الأكراد مثلا، لأنها مسألة استعمارية كاملة وفئة مسيطرة لها القوة .
وذكر الدكتور عبد الحق أن القوة هي التي تصنع الحدث في تاريخ البشرية، وهي تتمثل بالقوة العسكرية والاقتصادية والتماسك الاجتماعي والتكنولوجيا والإعلام ، فيجب استغلال هذه القوى لصنع الاقتصاد الفلسطيني، ونوه الى ان القوة الاجتماعية تشهد حاليا تشتت وشرذمة خاصة على صعيد الحركات الوطنية والجمعيات الاهلية.
يذكر أن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية " مدار " هو مركز فلسطيني متخصص بمتابعة الشؤون الإسرائيلية وتأسس عام 2000، ويقوم المركز بمتابعة الشؤون الإسرائيلية من خلال إصداراته المختلفة باللغة العربية.
