مدى يعبر عن إدانته وقلقه الشديد من التدهور الخطير للحريات الإعلامية في غزة

مارست الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة المقالة في غزة، انتهاكات متنوعة وخطيرة ضد الصحفيين والصحفيات خلال الأسبوع الماضي، وذلك أثناء تغطيتهم لفعاليات شبابية انطلقت في 15 من شهر آذار الحالي تطالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي بين حركتي فتح وحماس.
واستمرت الأجهزة الأمنية بضرب وشتم واحتجاز وتهديد الصحفيين، بالإضافة إلى اقتحام بعض مكاتب وكالات إعلامية، دون الاكتراث لنداءات واحتجاجات مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع المدني، التي طالبت الحكومة المقالة مرارا وتكرارا بوقف جميع اعتداءاتها بحق الصحفيين والمتظاهرين.

وكان مراسل إذاعة صوت الوطن نصر أبو الفول أحد الذين تعرضوا للاعتداء يوم أمس الموافق 19/3/2011، أثناء تغطيته للفعاليات الشبابية في ساحة الجندي المجهول. وأفاد أبو الفول قائلاً: " بينما كنت أقوم بتغطية الفعالية من ساحة الجندي المجهول، اقترب مني ثلاثة عناصر من الشرطة لاعتقالي، فقلت لهم بأنني على الهواء مباشرة، ولكنهم لم يكترثوا واقتادوني بقوّة إلى غرفة قرب ساحة الجندي المجهول، ووجهوا لي تهمة بأنني أزوّد (رام الله) بمعلومات ولكنني نفيت ذلك، فاعتدوا علي بالضرب المبرح بالعصي والهراوات، وبعد ساعتين أفرجوا عني بعد إرغامي على توقيع تعهد بالالتزام بالنظام العام".

ولاقت الصحفيات الفلسطينيات أيضاً يوم أمس معاملة قاسية من قبل الأجهزة الأمنية تمثلت في الضرب والشتم حيث أفادت مراسلة صحيفة الحياة الجديدة نفوذ البكري أن أفراد من الأمن الداخلي قاموا بملاحقتها أثناء تواجدها في ساحة الجندي المجهول وحاولوا إجبارها على الخروج من الساحة ومصادرة كاميرتها بقوّة، لكنها تمسكت بها. وأضافت البكري: " لقد كان تركيز الهجوم أمس على الصحفيات والنساء بشكل غير طبيعي، حيث حاولوا إخراج جميع الصحافيات من الساحة، وقاموا بشتمنا بألفاظ بذيئة وقاموا بدفعنا".

ولم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد بل قام حوالي عشرة أشخاص تابعين للأجهزة الأمنية باقتحام مقر وكالة رويتر للأنباء، حيث تم إشهار المسدسات بوجه الصحفيين المتواجدين في المكتب والاعتداء عليهم وهم: عبد ربه شناعة، محمد صبحي عبد الرحمن، ومحمد جاد لله. وأفاد شناعة أن أفراد الأمن اقتحموا المكتب دون أي مبرر، واعتدوا على الصحفيين المتواجدين بالضرب بالهراوت، وصوّبوا المسدسات على وجوههم مع استمرار الضرب. وأضاف شناعة قائلاً: " بالإضافة إلى ذلك قاموا بمصادرة إحدى الكاميرات وتكسير بعض من المعدات، حيث تم إرجاع الكاميرا بعد ساعتين".

وكانت الاعتداءات على الصحفيين قد أخذت منحى جديدا وخطيرا بعد بدء التحرك الشبابي في الخامس عشر من الشهر الجاري، حيث تم الاعتداء على مجموعة كبيرة من الصحفيين والمؤسسات الإعلامية.

إن المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) يدين بشدة الهجمات المتكررة على الصحفيين واستهدافهم ومحاولة ترهيبهم وتخويفهم للكف عن تغطية الاعتصامات والمسيرات المطالبة بإنهاء الانقسام، وبالأخص الصحفيات، ويطالب الحكومة المقالة باحترام حرية الرأي والتعبير في قطاع غزة، وبالتحقيق الجدي في جميع الاعتداءات التي ارتكبت بحق الصحفيين خلال الأسبوع الماضي، وبمحاسبتهم.

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">