الإحصاء الفلسطيني ومنظمة العمل الدولية وجامعة بير زيت يوقعان اتفاقية لتنفيذ مسح حول العنف المبني على النوع الاجتماعي

وقعت السيدة علا عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني، والسيد منير قليبو، الممثل الخاص لمنظمة العمل الدولية (ILO)، ود. جاد إصلاح، ممثل عن د. خليل هندي رئيس جامعة بير زيت، صباح اليوم الثلاثاء 27/09/2011 في المقر الرئيس للإحصاء الفلسطيني، اتفاقية مشتركة لتنفيذ مسح حول العنف المبني على النوع الاجتماعي وضد المرأة في عالم العمل، حيث تهدف هذه الاتفاقية إلى تنفيذ مسح متخصص حول العنف الممارس ضد المرأة في أماكن العمل في ظل غياب البيانات الرسمية حول هذه الظاهرة. وحضر حفل التوقيع السيدة ربيحة ذياب، وزيرة شؤون المرأة، والعديد من الشركاء وممثلي الجهات المعنية.

ورحبت السيدة عوض، رئيس الإحصاء الفلسطيني بالحضور، مشيرة ان النظام الإحصائي الرسمي ركنا أساسيا من أركان المجتمع المدني، وأداة فاعلة في عمليات التخطيط فقد عملنا في الإحصاء الفلسطيني على تطوير العمل الإحصائي من خلال توفير بيانات حول مواضيع لم يكن يتوفر عنها بيانات وطنية يمكن الاعتماد عليها، ووضعنا نصب أعيننا أن تطوير العلاقة مع كافة الشركاء على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، لإيماننا المطلق بان التشبيك أساس النجاح في العمل. ولعل موضوع العنف واحد من بين الموضوعات الحساسة التي يعتريها النقص في بعض البيانات، التي تساعد في اتخاذ القرار ورسم السياسات التي تساعد في دراسة المحددات وراء انتشار هذه الظاهرة والحد منها.

وأضافت السيدة عوض، إن العنف مشكلة اجتماعية تمارس بمستويات وأشكال مختلفة ولا تقتصر على فئة أو طبقة معينة، حيث يعاني المجتمع الفلسطيني كغيره من المجتمعات من مشكلة العنف ضد النساء والفتيات، وفي كثير من الأحيان يؤدي العنف أيضاً إلى تفكك الأسرة والطلاق، ويصل في بعض الأحيان حد فقدان النساء حق الحياة من خلال القتل تحت ذرائع ومسميات مختلفة.

ونوه رئيس الإحصاء الفلسطيني، أنه على الرغم من الانتشار الواسع لظاهرة العنف عالمياً إلا أنها لم تحظ بالاهتمام الكافي إلا مؤخراً، حيث بدأت الحركة النسوية العالمية تؤكد على أهمية ربط قضايا حقوق المرأة بقضايا حقوق الإنسان واعتبار العنف ضد المرأة انتهاكاً صارخا لحقوقها الأساسية. من هنا نفذ الإحصاء الفلسطيني مسح العنف الأسري الأول في العام 2005، وانتهى مؤخرا من جمع بيانات الدورة الثانية من هذا المسح والتي غطت العنف الموجه ضد جميع أفراد الأسرة من المجتمع أيضا وليس من الأسرة فقط، إضافة إلى العنف الممارس من قبل الاحتلال ومستوطنيه. ولا يخفى عليكم أهمية توفير مثل هذه البيانات والقيمة التي ستضيفها في مجال تحسين واقع المرأة والفئات الأخرى في المجتمع، وخدمة أهداف مشروع أهداف الألفية الإنمائية، ورسم السياسات الوطنية وتطبيق أهداف الإستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة. وأضافت انه علاوة على ذلك جاء تنفيذ مسح العنف ضد المرأة في أماكن العمل مكملاَ لبيانات أساسية لم تكن موجودة أصلا، الأمر الذي سيمكننا جميعا من رسم صورة شمولية أكثر حول ظاهرة العنف في المجتمع الفلسطيني بمختلف أشكاله ومكان حدوثه ومصادره.

ومما لا شك فيه فان هذه المسوح ستشكل نقله نوعيه لتطوير إحصاءات النوع الاجتماعي في فلسطين في هذا المجال، إذ ستفتح الباب للمؤسسات المختلفة لدعم المرأة وتمكينها لنيل حقوقها كافة، لتعيش حياة كريمة، ويفسح لها المجال في المشاركة المتكافئة مع الرجل في مجالات الحياة المختلفة
وشكرت السيدة عوض، منظمة العمل الدولية على دعمها المادي والفني لتنفيذ هذا المسح وكذلك الشكر موصول لجامعة بير زيت على مشاركتها الفنية لتطوير مؤشرات واستمارة واستعدادها لتحليل البيانات لاحقا وإجراء دراسة نوعية مكملة للمسح الذي نقوم به. أيضا أتقدم بالشكر لمعالي وزيرة شؤون المرأة لمشاركتنا حفلنا هذا.

وأشار السيد منير قليبو، الممثل الخاص لمنظمة العمل الدولية (ILO) بأن هذا المسح والذي يعتبر الأول من نوعه وطنياً، سيساهم في توفير رقم إحصائي وطني يشير إلى مدى وجود الظاهرة، وتحديد أنماط/ ميول العنف في عالم العمل وضد المرأة تحديداً، وتحديد الإجراءات القانونية المتبعة لمناهضة العنف في مكان العمل، وتطوير سياسات وإجراءات قانونية وحقوقية من قبل اللاعبين الرئيسيين وتحديداً الشركاء الاجتماعيين لمناهضة العنف في عالم العمل، وكذلك رصد أنشطة توعوية وحقوقية لرفع وعي العمال عامةً والعاملات خاصةً حول العنف في عالم العمل.

وأضح السيد قليبو هذا النشاط يعتبر من ضمن سلسلة من النشاطات التي رصدت من قبل منظمة العمل الدولية ضمن المشروع التشاركي "تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين في الأراضي الفلسطينية " و بتمويل من الحكومة الإسبانية لصندوق دعم الأهداف الإنمائية للألفية: المشروع التشاركي "تمكين المراه والمساواه بين الجنسين في الاراضي الفلسطينية والممول من صندوق دعمUNDP-Spain MDG Achievement لستة منظمات أممية وهي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأنروا)، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، صندوق الأمم المتحدة للسكان ، برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة و منظمة العمل الدولية للعمل، سوية مع وزارات السلطة الوطنية الفلسطينية ذات العلاقة وكذلك الشركاء الفاعلين من المجتمع المدني والقطاع الخاص، للنهوض اجتماعياَ بالنساء الفلسطينيات وتمكينهن سياسياَ واقتصادياً من خلال ثلاثة مخرجات رئيسة هي، تقليل مستوى العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي بكل أشكاله ضد المرأة، رفع مستوى تمثيل المرأة بين هيئات صنع القرار، تعزيز تكافؤ الفرص الاقتصادية وخاصةَ النساء

وتقدمت د. إصلاح جاد، مديرة معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، بالشكر للإحصاء الفلسطيني ومنظمة العمل الدولية حيث أشارت إلى أن هذا التعاون بين الشركاء الثلاثة بدا منذ العام 2003 وما زال مستمرا في العطاء وأشادت بالتعاون البناء في العمل حيث أشارت إلى نتائج هذا التعاون والذي تكلل برؤية خريجينا وهم جالسين في القاعة خلال توقيع الاتفاقيات.

من جانب أخر تحدثت السيدة جاد، عن الإحصاء الفلسطيني وريادته في العالم العربي والدولي وأيضا من حيث دقة الأرقام والبيانات التي يوفرها في شتى المجالات في المجتمع الفلسطيني، كما أشارت أيضا إلى الانجازات الهامة في مسيرة مركز دراسات المرأة وتطرقت للإصدارات التي أفادت المجتمع الفلسطيني باعتبار المعهد أصبح مزارا للدول العربية وقد استفادت الدول العربية من انجازاته وخبراته.

تطرقت السيدة جاد، إلى أهمية المسح الذي يعالج موضوع هام جدا وهو العنف ضد المرأة في المجتمع مما يساعد في فهم الأسباب الحقيقة لمعرفة تدني مشاركة المرأة في مجالات العمل داخل المجتمع مما يعطي مؤشرات واضحة وحقيقة لمعرفة مجالات الإخفاق لدى المرأة باعتبار نسبة مشاركة المرأة الفلسطينية هي الأدنى على مستوى العالم العربي. كما دعت الجميع إلى التعاون البناء وحثت على التعاون المستمر على مستوى الأبحاث ومستوى الطلبة لدراسة هذا الموضوع

وبدورها شكرت السيدة ربيحة ذياب، وزيرة شؤون المرأة، الإحصاء الفلسطيني وشركائه المعنيين، حيث أشارت إلى أن الإحصاء بأرقامه يعتبر المرشد الرئيسي والرسمي في تخطيط جميع الوزارات بناء على قرارات مجلس الوزراء المتعلقة بالأرقام الإحصائية، باعتبار الإحصاء الفلسطيني المصدر الرسمي للبيانات والإحصاءات وذلك تفاديا للتباين الذي قد يطرأ من قبل مراكز الأبحاث، وقدمت الشكر الجزيل أيضا لمنظمة العمل الدولية وخاصة بعد إصدارها التقرير الذي اعتبرته من أروع التقارير الصادرة عن منظمة العمل الدولية.

href="http://statcounter.com/" target="_blank"> class="statcounter"
src="//c.statcounter.com/7777687/0/e4135b25/1/" alt="web
analytics">