ضمن جموع غفيرة حاشدة من طالبات جامعة الاقصي، المسرحيين المتحدين تنفذ مسرحية احكي ليش ساكت في قاعة المؤتمرات بالجامعة و يأتي هذا العرض ضمن سلسلة عروض ستنفذها جمعية المتحدين الثقافية الاجتماعية ضمن مشروع فليكن منكم التغيير الذي يحمل شعار "سجل أنا فلسطيني"المنفذ من جمعية تنظيم وحماية الأسرة الفلسطينية وبالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان unfpa .
حيث تفاعل الطالبات مع العرض المسرحي بصورة جميلة و رائعة من حيث الإصغاء لكل كلمة في العمل المسرحي التي يهدف إلي الرقي بالمعاق الفلسطيني و رسم له طريق النجاح و دمجه في المجتمع و احترام المجتمع له ومعاملته كانسان ليس معاملة عطف ، وبعد العرض المسرحي التي كان وقته ساعة كاملة، كان هناك ورشة عمل تحدث فيها مخرج العمل الأستاذ خالد خماش مع الطالبات عما احتوت المسرحية من أفكار و ناقش الجميع أحداث العمل المسرحي التي لم تكن هناك جملة إلا و لها تصفيق حار، كان أداء الممثلين بتقديم كركترات عفوية جميلة جدا من ناحية الشكل و الحركة و المضمون ، الفنان إياد محمود جربوع ، لعب بالعمل أربع شخصيات منها المعاق حركيا الذي يعاني من مشاكل عديدة تلزمه مكانه و صعوبة تنقله من مكان لآخر بسبب رفض المجتمع للتعامل معه ، عدم احترام رأيه و الحصول علي حقوقه كونه معاق حركيا ، دوره قد ابكي الحاضرين لأنه جسده بطريقة جميلة جدا ، و بعدها لعب دور الأم التي تهتم بنفسها أكثر من اهتمامها بابنها التي يعاني من سلوك عدواني اثر سوء تربية الأب له كان هذا الدور علي العكس من دور المعاق لأنه كان كوميدي و اضحك الحاضرين ، تحول من شخصيته إلي شخصية طبيب دون شعور المشاهدين انه هو الذي جسد الأدوار الأربعة ، طبيب يحاول علاج شخص يعاني من صدمه نفسية و رفض الأهل علاجه بسبب الاستهتار أو عدم الاهتمام و رفض الأهل يأتي إلي نظرة المجتمع الدونية لأصحاب المرضي النفسيين ، الفنان محمد الهمص التي لعب دور الكفيف التي أجاده بطريقة كوميدية رائعة قد أضجت ضحكات كثيرة من الحاضرين ، ثم تحولت شخصيته إلي دور المشعوذ التي أصبح اهتمام الناس إلي رفضهم العلاج عبر الدكتور و العيادة و ذهابهم إلي المشعوذين ، كان الأداء مميزا جدا بطريقة خفيفة الظل علي الحاضرين ، رأينا الأب السلطوي التي يتجاهل ابنه في سماع مشاكله جسده بطريقة منها الكوميدية و منها الاخري ، الأستاذ لؤي الشيخ عيد ، عمل كمريض بالصدمة اثر عدم اهتمام أسرته به من كافة النواحي الاجتماعية , لعب دور الناظر الذي استطاع أن يسرق عيون الناس بكفاءته المسرحية , رامي النمس لعب دور المريض النفسي الذي فقد والدته وأصيب بعدها بصدمه أفقدته القدرة على التواصل مع المجتمع ولعب دور المدرس والناظر و الأخ في آن واحد، استطاع مخرج العمل بكل جدارة أن يلعب في شخصيات عمله بكركترات خفيفة الظل جميلة الحركة والأداء، فكانت الحركة علي الخشبة مدروسة بطريقة مسرحية مقنعة جدا والأداء مختلف تماما شعرت بأنه مسرح ذات مدرسة جديدة من أنواع المسرح، و نوه نائل جربوع منسق العروض أن هناك سلسلة عروض أخرى في مناطق مختلفة وعلي مسارح مختلفة.
وأوضح انه بالإمكان الاتصال علي جمعية المتحدين الثقافية الاجتماعية لمعرفة أماكن العروض و أوقاتها وأشير أيضا أن هناك إمكانية للتشبيك و التنسيق مع مؤسسات ذات صلة للتعاون المشترك و العروض بها ذلك لإيصال فكرة و هدف المسرحية لأكبر عدد ممكن من فئات المجتمع وإيمانا بقدسية العمل المسرحي وأهدافه لجمعية المتحدين الثقافية الاجتماعية التي تأسست عام 1994 ومنذ تأسيسها ارادت أن تكون رائدة العمل المسرحي في قطاع غزة من خلال ما قدمت من أعمال درامية ناجحة جدا علي المستوي المحلي ومشاركة أفرادها علي المستوي الدولي.