شرعت جمعية الرحمة الخيرية في تنفيذ مشروع بناء وتأهيل المنازل لمجموعة من الأسر المعدمة والفقيرة ، و يأتي هذا المشروع نتيجة رؤية بعيدة المدى تتمتع بها إدارة الجمعية، وهذه الرؤية بدورها ناتجةٌ عن عملية البحث المستمر للاطلاع عن كثب على احتياجات المواطن الفلسطيني ومحاولة تلبيتها.
ولقد ذكر مدير الجمعية المهندس محمد المصري أن الجمعية اختارت عدداً من الأسر التي تعاني وضعاً اقتصادياً صعباً للغاية، والتي لا تجد مأوى لها ولأبنائها ومن ثم بدأت الجمعية بحشد الطاقات المختلفة لإظهار هذا المشروع وإنجازه بهدف إيجاد نموذج يُحتذى به لدى الجمعيات الخيرية، لأن طموحنا هو تقديم الخدمات الملائمة لحاجة الناس وليس مجرد تنفيذ مشاريع ربما لا يكون لها ذلك الأثر الكبير على المستفيدين منها.
وقد اتبع البرنامج آلية الزيارة الأولية للأسرة المستهدفة للاطلاع على صعوبة وضعها عن قرب، ومن ثم وبعد حين يأتي موعد المفاجأة الكبرى التي تتمثل في إبلاغ الأسرة بتخصيص منحة لإنشاء منزل جديد تعيش فيه الأسرة. ومن أعظم المشاهد المؤثرة التي التقطتها كاميرا قناة الأقصى الفضائية كانت مع إحدى هذه الأسر، وهي أسرة السيد/ سليم صقر (أبو محمد) ، يوم أن أبلغت الأسرة أنه سيتم البدء بإنشاء منزل لها، وقد تمثل هذا المشهد في ردة الفعل الناتجة عن (أبو محمد) وزوجته أم محمد التي امتزجت لديها دموع الحزن المرير بدموع الفرح الغزير وانهمرت تلك الدموع لتنهي فصولاً من معاناة هذه الأسرة، وفي أول ردة فعل لأبي محمد قال إنه لم يكن يحلم بسماع هذا الخبر ناهيك عن أن يرى أعمال البناء قد بدأت بالفعل أمامه لإنشاء بيت جديد له ولأسرته. ولقد تكرر هذا المشهد مع جميع العائلات التي ساهم هذا المشروع في التخفيف من معاناتهم إلى حد إنهاء تلك المعاناة.
ولقد لاقى هذا المشروع استحساناً لدى المستفيدين والممولين على حدٍ سواء، حيث إنه يخرج عن عادة المشاريع الإغاثية التقليدية ويرتقي ليعالج حقيقة المشكلة من جذورها، وبدورها وعدت إدارة جمعية الرحمة الخيرية بمواصلة هذا المشروع من خلال التنسيق مع كافة الجهات المعنية سواءً من الحكومة الفلسطينية أو المؤسسات الأهلية والدولية العاملة في قطاع غزة لخدمة أعداد أكبر من الأسر، خاصةً بعد دراسة حجم الآثار التي خلفتها الحرب على غزة الأمر الذي تطلب إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب الإسرائيلية.