غزة 2/ابريل 2012- لم تفكر السيدة "نفسية أ، من منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة"، بالمطالبة بميراثها بعد وفاة والدها، واكتفت بالنظر إلى الأرض التي تقاسمها الأشقاء الذكور وعاشوا بخيرها وهي تكتم آلام حسرتها وفقرها وعوزها دون أن تتحرك.
لكن السيدة نفيسة وبعد أن حضرت جلسة توعية حول "حق المرأة في الميراث"، من تنفيذ مركز شؤون المرأة، قررت الخروج عن صمتها وطلبت ميراثها.
تقول السيدة نفيسة:"كنت أعتبر المطالبة بميراثي عيباً، وأخجل من الوقوف أمام إخوتي، لكن بيني وبين نفسي كنت أشعر بالظلم، وأحياناً أقول لم لا يعطوني نصيبي بنفسهم فيعفوني من الإحراج وينقذوني من وضعي السيئ".
وتضيف:"لم يقبل إخوتي في البداية، لكن ومع استمرار الضغط عليهم وتدخل الوساطات وخاصة طلب أخواتي لميراثهن مثلي، منحوني نصف دونم، ووعدني بعض إخوتي بأن يتم فيما بعد الحديث حول باقي نصيبي، لكن ما زال هناك رفضاً من شقيقي الأكبر الذي يتحكم في كامل الميراث حتى الآن، إلا أن ما حصلت عليه يكفي جزئيا لتحسين وضعي الاقتصادي السيئ".
السيدة نفيسة كانت قد حضرت جلسات توعية حول حق المرأة في الميراث، نفذها مركز شؤون المرأة خلال الأشهر الماضية، في إطار مشروع حق المرأة في الميراث، الذي ينفذه بالشراكة مع جمعية المرأة الفلسطينية العاملة بالضفة الغربية، وجمعية الشبان المسيحية بالقدس، ومؤسسة المساعدات الدنماركية.
وأعربت ريم النيرب منسقة المشروع من مركز شؤون المرأة، عن سعادتها بالنتائج الايجابية التي حققها المشروع في عامة الأول، حيث تم تنفيذ 96 جلسة توعية بالتعاون والتنسيق مع نحو 40 مؤسسة قاعدية على مستوى قطاع غزة تم خلالها شرح موضوع الميراث بشكل كامل للنساء، وتقديم الاستشارات القانونية لهن.
وأضافت أن العام الأول شهد أكثر من 30 حالة نجاح لنساء حصلن على ميراثهن، إضافة إلى نساء طالبن فعلياً بحقوقهن الإرثية، وكذلك تم تقديم نحو 500 استشارة قانونية أثناء الجلسات أو عبر الهاتف.
وشرحت بأنه تم كذلك توزيع 2000 نسخة من كتيّب حول الميراث، وهو ما ساهم في الوصول إلى نساء لم يتمكنّ من حضور الجلسات.
وتابعت بأن العام الأول شهد كذلك تنفيذ 30 ورشة تثقيفية، إضافة إلى لقاء مفتوح بعنوان "المرأة والميراث ،،، تحديات وآمال"، تم من خلاله فتح المجال أمام نحو 250 امرأة ممن حضرن جلسات توعية في إطار المشروع للتحدث إلى محامين ونشطاء بهدف الاطلاع على كيفية تقديم الخدمة بشكل أفضل لهن.
وكان من أبرز فعاليات العام الماضي، تنفيذ يوم المرأة للميراث، الذي سيعمل مركز شؤون المرأة على تثبيته كتقليد سنوي، حيث تم عرض مسرحية "بدي حقي" التي أنتجها مركز شؤون المرأة، بالتعاون مع ملتقى الإبداع الفكري "إبحار"، وتحكي قصة أربعة نساء تم حرمانهن من الميراث، وجمعهن بيت واحد، إلى أن نفضن عن أنفسهن ثوب الاستكانة وطالبن بحقوقهن.
وأكملت النيرب:"المشروع أحدث حراكاً إيجابياً بين الناس، حيث أصبح هناك حديث حول حقوق النساء في الملكية، كما كنا نتلقى اتصالات هاتفية من أناس لم يحضروا الجلسات وإنما سمعوا عن المشروع، ولا أنسى ذلك اليوم الذي تلقينا فيه طلباً من إمام مسجد في جباليا يطلب مجموعة من الكتيبات الخاصة بالميراث، لأنه يريد أن يستعين بها في خطبة الجمعة، وهذا بالطبع ايجابي ويحسب لهذا الشيخ، كما جعلنا نشعر بالفخر أن هناك من يدعم حقوق النساء من مختلف فئات المجتمع".
وشرحت منسقة المشروع، بأنه يجري حاليا التحضير للعام الجديد من المشروع، حيث من المفترض أن يشمل المزيد من جلسات التوعية على مستوى محافظات قطاع غزة، إضافة إلى خمس حملات، سيتم تنفيذها بالتنسيق مع المؤسسات الخمس الشريكة في المشروع.
وأعربت النيرب عن أمنياتها أن يحقق العام الجديد المزيد من النجاح للمشروع، حيث أن نتائج العام الأول تعطي القوة والدعم لإنجازات أكثر.