أكد خبراء واكاديميين وممثلو منظمات أهلية على أهمية تطوير برامج بناء قدرات المنظمات الأهلية في اطار مفاهيم التنمية الشاملة والمستدامة وعلى قاعدة من التنسيق والشراكة بين مختلف الجهات القائمة على برامج بناء القدرات.
جاء ذلك خلال ورشة العمل التي نظمتها شبكة المنظمات الأهلية بعنوان "تقييم تجارب بناء قدرات المنظمات الأهلية وتوجيهات مستقبلية" وذلك ضمن مشروع تعزيز الديموقراطية وبناء قدرات المنظمات الأهلية بتمويل من المساعدات الشعبية النرويجية.
وشدد المشاركون في الورشة على أهمية تدريب وتأهيل الكوادر لتطوير البرامج وخطط العمل والأنظمة الإدارية لدى هذه المنظمات وكذلك الاستمرار في عملية بناء القدرات للمنظمات الأهلية والتركيز على التكامل والنوعية وليس على العدد لضمان تنمية هذه المنظمات.
وفي كلمته الافتتاحية أكد عضو اللجنة الاستشارية لمشروع تعزيز الديموقراطية وبناء قدرات المنظمات الأهلية على أهمية تنظيم هذة الورشة وبخاصة في ظل هذة الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا مشيرا إلى ان التطور الذي شهده مفعهوم بناء القدرات والذي ارتبط مع نشأة المنظمات الأهلية .
وفي ورقته تطرق السيد خالد الكحلوت من برنامج التعليم المستمر بالجامعة الإسلامية إلى تجربة الجامعات في بناء قدرات المنظمات الأهلية، مؤكداً أن الجامعة الإسلامية تساهم في خدمة المجتمع وبنائه بمختلف شرائحه ومؤسساته، مشيراً إلى أنها قدمت وما زالت تقدم العديد من البرامج التي تتماشى مع الأهداف التي تعمل من أجلها ولعل أهمها النهوض بمؤسسات المجتمع المدني.
وأشار الكحلوت إلى أن عمادة المجتمع والتعليم المستمر، جاءت من أجل تلبية احتياجات المجتمع و تقديم خدمات التدريب والاستشارات الإدارية والفنية وإدارة المشاريع التنموية وتكنولوجيا المعلومات لشرائح المجتمع كافة.
من جانبه، تطرق الدكتور سعيد أبو جلالة من معهد التنمية البشرية المستدامة إلى تجربة مؤسسات القطاع الخاص في بناء قدرات المنظمات الأهلية ودعا إلى العناية في اختيار خبراء بناء القدرات والتدريب والتدقيق في المواد التدريبية. وأوصى بالتركيز على تطوير الجانب العلمي والبحث التطبيقي لتعزيز الفهم بأولويات الاحتياجات واتخاذ القرارات المبنية على المعرفة.
كما تحدث أبو جلالة عن التحديات التي تواجه المنظمات الأهلية ومن ضمنها ازدياد الاحتياجات للفئات المستهدفة في ظل الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية الحالية، وضعف المعرفة الموضوعية لأولويات الفئات المستهدفة مشيراً إلى صعوبة تجنيد التمويل نظراً للشروط العالية للممولين، إضافة إلى صعوبات اجتذاب الكوادر المهنية والمحافظة عليها في المنظمات الأهلية نظراً لانخفاض سلم الرواتب إن وجد وانعدام الأمن الوظيفي.
وقال: إن المنظمات الأهلية بحاجة دائمة للمساعدة الفنية من مؤسسات القطاع الخاص في مواضيع التدريب وإعداد الخطط والأنظمة الإدارية والمالية وتجنيد التمويل.
من جانبه، استعرض عضو الهيئة الادارية للشبكة تيسير محيسن تجربة المنظمات الأهلية مشيراً إلى إن الفلسطينيين نجحوا بعد العام 67 في تكوين المؤسسات بشكل أفضل وتسخيرها لخدمة المجتمع.
وأشار إلى أن المنظمات الأهلية تفتقد إلى الكفاءة وسلطة القانون ومبدأ المسؤولية، معتبراً أن مرحلة التأسيس دائماً ما تتسم بالارتجالية والعفوية وعدم وضوح الأهداف